إن من أهم الروابط التي تنشأ عن ارتباط الزوج والزوجة هي العلاقة بين أهل الزوجين، وإن حسن أخلاق كل من الزوج الزوجة، والمعاملة الطيبة وعشرتهما الحسنة مع بعضهما تقوي هذه العلاقة، فمن واجب كلا الزوجين الإحسان إلى أقارب الآخر وأهله، وتجاوزها عن أخطائهم، ومساعدة بعضهما البعض على بر والديهم وصِلة رَحِمهما؛ هذا يؤدي الى زيادة من المحبَّة والاحترام لبعضهما البعض.
العلاقة بين عائلات الأزواج في الإسلام
قال الله تعالى: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا”، النساء، 1، من جميل الأخلاق بين الزوجين، محاسن عِشرتهما مع عائلات كل منهما، وإن تنمية العلاقات والإحسان إلى أهل الزوج والزوجة، من أهم الأمور التي تقوي العلاقات بينهم والتواصل الأسري بين العائلتين.
إن تقوية العلاقة بين أهل الزوجين وحُسن الخُلق معهم يزيد من الأجر والثواب للمسلم يوم القيامة، قال صلى الله عليه وسلم: “إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا”، سنن الترمذي، فالنبي صلى الله عليه وسلم يحث على حُسن الخلق، ووضوح خصلة صاحبه، وهو صِفة كان يتصف بها أنبياء الله تعالى، ويكون حُسن الأخلاق بالمبادرة بالمعروف، ومنع الأذى، والتبسم في وجه الآخرين، ومخالطة الآخرين بأسلوب جميل.
وقال صلى الله عليه وسلم أيضًا: “ما شيء أَثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خُلُق حسَن، وإن الله ليبغض الفاحشَ البذيء”، سنن الترمذي، فعلى كل من الزوج والزوجة المسلمين أن يحسنا خلقهما مع الله تعالى أولًا، ثمَّ مع رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ثم البشر عامة، وأَولى البشر بحسن الخلق هم أقاربهم وأصهارهم.
وفي النهاية إن على الزوجة والزوج أن يتبعا أوامر الله تعالى في التعامل الحسن وتقوية العلاقات وصلة الرحم والتواصل الأسري بين العائلتين، في حقوق آباء الأزواج الصِّلة والبرِّ، فلا يجب قطعهم زيارتهم باستمرار، أن يبين لآباء الأزواج المحبَّةَ والمودَّةَ، وأن تكون هذه التواصل تأكيدًا على صلة الرَّحِم، وقد جعل الله تعالى من الأصهارَ قسم لصلة الرَّحِم والتواصل، فقال تعالى: “وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا”، الفرقان، 54.