العناصر العلنية والسرية في اختبارات الشخصية

اقرأ في هذا المقال


اختبارات الشخصية للتقرير الذاتي المستخدمة على نطاق واسع في المجالات السريرية والطبية والجنائية والتنظيمية للتقييم النفسي عرضة للتزييف، تمّ تطوير العديد من الأساليب لمنع التزييف أو اكتشافه والتي تستند إلى استخدام التحذيرات المزيفة والعناصر المبهمة ومقاييس الرغبة الاجتماعية ومقاييس الصلاحية، يتعامل النهج المقترح في هذا العمل مع استخدام العناصر العلنية والعناصر السرية.

استخدام العناصر العلنية والسرية في اختبارات الشخصية:

من المتوقع أن تكون العناصر السرية أكثر مقاومة للتزييف من العناصر العلنية، تمّ تقديم 267 فرد بمقياس ألكسيثيميا، كما تمّ النظر في شرطين تجريبيين، طُلب من المستجيبين في حالة التزييف إعادة إنتاج ملف تعريف شخص مصاب بألكسيثيم، في حين لم يُطلب من أولئك الذين هم في حالة صادقة إظهار ملف تعريف ألكسيثيميا معين، تمّ تصنيف عناصر المقياس على أنّها علنية أو سرية من قبل المعالجين النفسيين الخبراء وتحليلها من خلال نماذج (Rasch).

كان المستجيبون في حالة التزييف قادرين على إظهار قياسات ألكسيثيميا في الاتجاه المطلوب، حدث هذا لكل من العناصر العلنية والسرية، لكن إلى حد أكبر للعناصر العلنية، بشكل مختلف عن العناصر العلنية حددت العناصر السرية متغير كامن تمت مشاركة معناه بين المستجيبين في الحالة الصادقة والتزييف ومقاومة التشويه المتعمد، أشارت إحصائيات (Rasch) إلى ردود غير متوقعة في كثير من الأحيان للمستجيبين في حالة التزييف.

اختبارات شخصية التقرير الذاتي مثل استبيان شخصية واستبيان عامل الشخصية السادس عشر (16PF)، يستخدمان على نطاق واسع في المجالات السريرية والطبية والطب الشرعي والتنظيمي للتقييم النفسي، أحد القيود المهمة على هذه الإجراءات هو أنّه يمكن للأشخاص تزوير أو تشويه الردود، يحدث التزييف عندما ينخرط المستجيبون في سلوك العرض ويؤطرون عرض الحقيقة بطريقة إيجابية، كذلك استخدام النفعية فقط كمعيار لعمل التمثيلات، بغض النظر عن الحقيقة أو الباطل.

تمّ تطوير عدّة طرق لمنع التزييف أو اكتشافه، يشتمل تحذير التزييف على تحذير للمتقدمين للاختبار من وجود طرق متقدمة للكشف عن التزييف في اختبار الشخصية الذي يتم استخدامه، قد تتضمن أيضاً المعلومات التي تفيد بأنّ العواقب السلبية ستنجم عن أولئك الذين تمّ اكتشاف أنّهم مزيفون، يدعم الأدب التحذير التزييف باعتباره نهج قابل للتطبيق لتقليل التزييف.

يمكن التقليل من صحة مقاييس الشخصية من قبل المتقدمين للاختبار الذين يحاولون جاهدين أن يظهروا وكأنّهم غير مزيفين، تمّ العثور على التحذير المزيف لزيادة التحميل المعرفي لدرجات السمات الشخصية، هو مدى تقييم القدرة المعرفية من خلال اختبار الشخصية، قد يقلل التحميل المعرفي من صلاحية مقاييس الشخصية؛ لأنّ نتيجة اختبار شخصية معينة قد تكون إلى حد ما مؤشرًا على مستوى القدرة المعرفية لدى المتقدم للاختبار بالإضافة إلى شخصيته.

يتم إجراء المقارنة بين العلنية والسرية على مستوى العناصر، بدلاً من أن تكون على مستوى الاختبار المختلف، قد يختلف الاختبار العلني والاختبار السري الذي يقيس نفس البنية فيما يتعلق بالطريقة التي يتم بها تعريف البنية، على العكس من ذلك فإنّ العناصر العلنية والسرية التي تنتمي إلى نفس الاختبار، مشتقة من نفس تعريف البنية، لذلك يمكن أن تُعزى الاختلافات بين أداء العناصر العلنية والسرية بسهولة، أكبر إلى الوضوح المختلف للبنية الأساسية.

تمّ استخدام إجراء تحليل يعتمد على عدة نماذج، تميّز نماذج (Rasch) استجابات الأشخاص للعناصر كوظيفة لمقاييس الأشخاص والعناصر، التي تتعلق على التوالي بمستوى السمة الكامنة الكمية التي يمتلكها الأشخاص أو العناصر، المعنى المحدد لهذه التدابير يعتمد على موضوع التقييم النفسي، في التقييم المعرفي على سبيل المثال تشير مقاييس الشخص إلى قدرة الأشخاص وتشير مقاييس العناصر إلى صعوبة العناصر.

في هذا المجال كلما زادت قدرة الشخص بالنسبة لصعوبة عنصر ما، زاد احتمال أن يقدم الشخص استجابة صحيحة للعنصر، في تقييم الحالة الصحية تشير مقاييس الشخص إلى صحة الأشخاص، كما تشير مقاييس العناصر إلى شدة العناصر، كلما ارتفعت صحة الشخص بالنسبة لشدّة العنصر كلما زاد احتمال أن يعطي الشخص للعنصر رداً يشير إلى عدم وجود أعراض.

تأثير التزييف على عناصر الاختبار العلنية والسرية:

تمّ وضع سيناريو يتعلّق بتزوير مقياس ألكسيثيميا في اختيار الموظفين، ألكسيثيميا هي عدم القدرة على التعرُّف على المشاعر والتعبير عنها واللفظ بها، تمّ اختيار هذا البناء لأنه غير معروف نسبياً، فمن غير المرجح أن يعرف الأفراد كيفية تشويه ردودهم على العناصر السرية في الاتجاه المطلوب، تمّ اختيار الموظفين لأنّه وضع ينطوي على مخاطر عالية، حيث يكون الأفراد متحمسين للغاية للتزييف، تم توثيق حدوث التزييف في اختيار الموظفين جيداً في الأدبيات.

تحليل البيانات:

من بين نماذج (Rasch) تمّ اختيار نموذج مقياس التصنيف؛ لأنّ مقياس استجابة (RAS) متعدد العناصر متساوي لجميع العناصر، تمّ إجراء التحليلات باستخدام برنامج الكمبيوتر، تمّ إنقاذ الردود على العناصر العكسية قبل التحليلات، كما تمّ تقييم أداء العناصر ومقياس الاستجابة، كذلك الاتساق الداخلي لـ (RAS) في جميع التحليلات.

يتطلب هيكل مقياس ليكرت أن تتوافق المستويات المتزايدة من السمات الكامنة، لدى المستجيب مع الاحتمالات المتزايدة بأنّه سيختار فئات استجابة أعلى، تمّ تقييم أداء مقياس الاستجابة من خلال تحديد ما إذا كانت معايرة الخطوة قد تمّ طلبها أم لا، إذا لم يتم طلبها فسيكون هناك تعارض بين مستوى ألكسيثيميا لدى المستجيبين واختيار فئات الاستجابة، يمكن تفسير ذلك على أنّه مؤشر على أنّ مقياس الاستجابة ليس مناسب لقياس الألكسيثيميا.

تم إجراء ثلاثة تحليلات (RSM) للتحقيق في تأثير التزييف على العناصر العلنية والسرية، تمّ إجراء التحليل الأول على العينة الإجمالية للمستجيبين، تمّ النظر في الردود على العناصر العلنية بشكل منفصل عن تلك على العناصر السرية، زودنا هذا بمقياسين لكل مستجيب أحدهما يشير إلى مستوى ألكسيثيميا الخاص به، الآخر يشير إلى مستوى ألكسيثيميا المقدّر على الردود على العناصر السرية.

تجدر الإشارة إلى أنّ تقديرات المعلمات لا تتأثر بعدد العناصر، التقديرات المتعلقة بالعناصر العلنية والسرية تمّ ربطها بنفس المتوسط، تشير القياسات الأكبر إلى مستويات ألكسيثيميا أعلى، يحدد موقع العناصر على المتغير الكامن، بالتالي يوفر معلومات حول صلاحية الإنشاء، تمّ إجراء تحليلين منفصلين على المستجيبين في حالة الصدق والتزوير، زودتنا هذه التحليلات بمقياسين لكل عنصر، أحدهما مقدّر من الردود في الحالة الصادقة والآخر مقدّر من الردود في حالة التزييف.

هوية المحتالين المحتملين:

يقدم هذا القسم طريقتين يمكن أن تسمحا بتحديد المزيفين المحتملين، تعتمد الطريقة الأولى على إحصائيات المربع الوسطي المناسب والتناسب للمستجيبين، القيمة المتوقعة لكلا الإحصائيين هي القيم الأكبر من 2، بالنسبة لمستجيب معين تشير إلى أنّ سلوك رده غير متوقع، بالنظر إلى ذلك الذي أظهره غالبية المستجيبين، على سبيل المثال كان من الممكن أن يستجيب بشكل عشوائي أو خاص أو كان يمكن أن يستخدم استراتيجية استجابة معينة.

بما أنّ التزييف هو نوع من إستراتيجية الاستجابة، يمكن أن تسمح الإحصائيات الملائمة للمستجيبين بتحديد المزيفين المحتملين، تمّ إنتاج خمسمائة عينة وكل واحدة تضم جميع المستجيبين البالغ عددهم 134 في حالة التزوير، بالإضافة إلى 5 مستجيبين تمّ أخذ عينات عشوائية من حالة التزوير، لذلك اختلفت 500 عينة عن بعضها البعض فيما يتعلق بالمستجيبين الخمسة الذين تمّ أخذ عينات منهم من حالة التزوير.

تعتمد الطريقة الثانية على حساب معدل الانجراف لكل مستجيب، الذي يتم تعريفه على أنّه الفرق بين مستوى ألكسيثيميا الخاص به المقدّر على العناصر العلنية وتلك المقدرة على العناصر السرية، لكل مستجيب في حالة التزوير، يتم اختبار ما إذا كان معدل الانجراف الخاص به أكبر إحصائي من متوسط ​​معدلات الانجراف المتعلقة بالمبحوثين في الحالة الصادقة، تمّ استخدام عينة واحدة لهذا الغرض.

نماذج أحادية البعد للمقياس:

تفترض نماذج (Rasch) أحادية البعد للمقياس، أحد قيود هذه الدراسة هو أنّ أحادية البعد لـ (RAS) لم يتم دعمها على وجه اليقين، إنّ تعدد الأبعاد إذا كان موجود، يمكن أن يكون قد أثر في تقدير مقاييس الشخص مع تأثير ضار على أداء النهج المقترح، يمكن للدراسات المستقبلية التحقيق في أداء النهج مع المقاييس التي تكون أحادية البعد راسخة.

قيد آخر هو أنّ المستجيبين في حالة التزييف لم يُسألوا عن نجاحهم الملحوظ في محاكاة الملف الشخصي المطلوب، يمكن للدراسات المستقبلية التحقيق في العلاقة بين النجاح المتصور في محاكاة ملف تعريف والاستجابات للعناصر العلنية والسرية، كانت العناصر التي تمّ تناولها في الدراسة الحالية عبارة عن عناصر لاحقة مصنفة على أنّها علنية وسرية، بدلاً من تطويرها بشكل خاص على أنّها علنية أو خفية.

قد يمثل هذا قيد آخر حتى لو كان من الجدير بالذكر أنّ المعالجين النفسيين وافقوا على تمديد كبير جداً في تصنيف العناصر، يمكن للدراسات المستقبلية التحقيق في أداء العناصر التي تمّ تطويرها على وجه التحديد على أنّها علنية أو خفية، تمّ اختيار بنية غير معروفة نسبياً لتقليل احتمالية أن يعرف الأفراد كيفية تشويه استجاباتهم للعناصر السرية في الاتجاه المطلوب.


شارك المقالة: