العنف ضد المرأة من منظور إسلامي

اقرأ في هذا المقال


كان العنف ضد المرأة في المنزل جزءًا من تاريخ البشرية، كانت هذه القضية موضوع خطاب شرس في جميع أنحاء العالم؛ بسبب استمرار المعاملة القاسية أو اللاإنسانية ضد المرأة، ونتيجة لذلك فإن العديد من الصكوك الدولية مثل اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة وغيرها من القوانين المحلية قد حظرت بشكل قاطع جميع أشكال العنف المنزلي؛ ومع ذلك لا تزال المرأة تعاني من أشكال مختلفة من العنف ضد المرأة، على الرغم من  أن الإسلام يدعم المرأة ويحرم العنف المنزلي ضدها.

العنف ضد المرأة المسلمة

العديد من المجتمعات عاشت العنف ضد المرأة دون الشعور بأنه ليس شيئًا خاطئًا، لكن في بيوت بعض من المجتمع، يتم استخدام العنف والإكراه بشكل خاطئ كأداة للسيطرة، مع العلم التام أن الزواج في السياق الإسلامي هو وسيلة للطمأنينة والحماية والسلام والراحة، إن العنف المنزلي في إطار الإسلام هو من الأمور التي يتجاوز بها الشخص الحقوق كإنسان في التعدي على الآخرين.

إن وجهة نظر الشريعة في الإساءة الزوجية كشكل من أشكال العنف المنسوب إلى الإسلام،  هي عندما يستعمل الأزواج مفهوم القوامة بشكل خاطئ، والإسلام بعيد كل البعد عن هذا التصرف فالتفسير الخاطئ للقوامة عند بعض الأزواج هو المشكلة ويجب الرجوع إلى رأي العلماء والتفسير الصحيح للآيات وأحكام الإسلام بهذا الشأن، كما يشرح الجدل الدائر حول هذه الآية التي يعتمد عليها بعض المسلمين لتبرير قسوتهم وسلوكهم ضد المرأة.

قال الله تعالى: “الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ۚ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ۚ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا  إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا” النساء،34.

المرأة والإسلام

لم يعد العنف الأسري في الدول مصدر قلق كبير حتى الآن؛ على الرغم من تواتره المتزايد وعواقبه الخطيرة، مع أن واحدة على الأقل من كل ثلاث نساء تتعرض للضرب على يد زوجها، تنبع اللامبالاة تجاه هذا النوع من العنف من المواقف القائلة بأن العنف المنزلي هو مسألة خاصة، وعادة ما يكون رد فعل مبرر لسوء سلوك الزوجة، بالإضافة إلى تبرير إلى أهمية الحفاظ على شرف الأسرة، تدفع المعتدين والضحايا والمتخصصين في الرعاية الصحية للانضمام إلى مؤامرة الصمت بدلاً من الكشف عن هذه الجرائم، التي تدل على إساءة معاملة الزوجة.

قال تعالى في كتابه العزيز عن حسن معاملة الأزواج لزوجاتهم: “وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ”، الروم،21.

الزواج هو أساس الحب المتبادل والرحمة من أجل الهدوء المتبادل بين الزوجين، يجب أن يكون التواصل إيجابياً بينهم، تحريم الاستهزاء والسخرية بينهم، قال تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَىٰ أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَىٰ أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ ۖ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ۖ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ ۚ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ”، سورة الحجرات، 11.

القوامة هي مسؤولية كل الرجال التي كلفها الله تعالى بالاهتمام بحاجات النساء وليس بالتحكم بهن، وإن الرسول صلى الله عليه وسلم أوصى على المرأة في عديد من الأحاديث، وليس من حق الرجال أن يسيئوا أو يؤذوا زوجاتهم أو بناتهم أو أخواتهم.

أن النبي  ﷺ قال: استوصوا بالنساء خيراً، فإن المرأة خلقت من ضِلَع، وإن أعوج شيء في الضِّلَع أعلاه، فإن ذهبتَ تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء” أخرجه البخاري.

يمكن أن يكون الطلاق حلًا سلميًا إذا أرادت الزوجة التخلص من أذى الزوج، يمكن للزوج كذلك الذي يستاء من الزوجة ولا يرغب بالحياة مع الزوجة، ولا يطيق العيش معها، أن يطلق زوجته بدل الإساءة التي يقدمها لها، فقد أمر الله تعالى على الزوج إذا أراد الانفصال عن الزوجة أن ينفصل عنها بإحسان، أن لا يؤذيها ولا يجرحها، هذا من تعاليم الدين الإسلامي الحنيف في التعامل مع المرأة سواء كانت زوجةً وأختًا وبنتًا أو أمًا، فيجب على الرجل أن لا يعاملهن بقسوة أو ظلم، على الرجل أن يعامل المرأة باحترام وعطف وحب.


شارك المقالة: