العواقب الطبيعية في منتسوري

اقرأ في هذا المقال


عندما يتعلق الأمر بكيفية تأديب الطفل فهو اختيار شخصي للغاية، ومع ذلك في تعلم منتسوري هناك مفهوم يسمى العواقب الطبيعية التي يمكن أن تحدث ثورة في طريقة تأديب الأطفال، على عكس العقوبة، التي تستخدم الخوف لجعل الأطفال يتصرفون بشكل جيد، فإن النتيجة الطبيعية تساعد الأطفال على فهم تأثير أفعالهم، لذلك يريدون فعل الشيء الصحيح.

العواقب الطبيعية في منتسوري

تشرح طريقة منتسوري ما هي العواقب الطبيعية وكيف أثبتت فعاليتها، حيث يمكن العثور على مثال بسيط للعواقب الطبيعية في السيناريو التالي، افتراض أنه تم إعطاء الطفل شرابًا من الماء في كوب زجاجي وقام بإسقاطه، ينكسر الزجاج ويسكب الماء، نعم يمكن أن تكون هذه فوضى كبيرة ولكنها أيضًا لحظة تعلم كبيرة.

حيث يرى الطفل أن الزجاج المكسور والماء المسكوب هما نتيجة طبيعية لأفعاله المتهورة، ومن هذه النقطة فصاعدًا وأحيانًا بعد عدة حوادث، سيحاول الطفل أن يكون أكثر حرصًا عند الإمساك بكوب الماء لتجنب نفس الحادث في المستقبل.

ومن خلال العواقب الطبيعية يتعلم الأطفال أن اختياراتهم لها تأثير على أنفسهم والآخرين، ولكي يكون هذا الأمر فعالًا حقًا، يجب أن يكون الطفل قادرًا على رؤية وجود صلة بين فعلهم والنتيجة.

ولقد أوضحت ماريا منتسوري الطريق، في تعاليمها حيث قالت إن أهم إعداد هو التأكد من أن الكبار في هذه الظروف يجب أن يقتربوا من الطفل بعناية بدلاً من القفز إلى استنتاجات مفادها أن الطفل يتصرف بشكل سيء أو شقي، ومن ثم يجب على الآباء أو البالغين أو المعلمين أو القائمين على الرعاية محاولة رؤية جذور المشكلة التي تجعل الطفل يتصرف بهذه الطريقة، بدلاً من مراقبة وتسجيل تصرفات الطفل بطريقة غير ودية.

ولقد لوحظ في أكثر من مناسبة أن الحاجة غير المُلبّاة من نوع ما تأخذ شكل أنماط السلوك الصعبة، في مثل هذه المواقف، ويجب أن يتحلى البالغون بالحب والصبر تجاه الطفل، ويجب أن يقدموا أنشطة أكثر تفكيرًا مثل تمارين الغسيل، وأنشطة صندوق الرمل، وترتيب الزهور، وسقي النباتات وصيد الأسماك، أو أي نشاط آخر يمكن أن يمارس عقولهم لتهدأ.

ما هو العقاب من وجهة نظر منتسوري

العقوبة هي شكل من أشكال التكييف الذي يركز على تقليل أو القضاء على السلوكيات غير المرغوب فيها، ويمكن أن تنطوي العقوبة على شيئين:

١- تقديم حافز مزعج، مثل التوبيخ بصوت عالٍ، عندما يرتكب الطفل شيئًا خاطئًا.

٢- وأخذ شيء يريدونه بعيدًا عنهم عندما يرتكبون شيئًا خاطئًا.

وفي كثير من الأحيان يمكن أن تكون العقوبة قبيحة وقد ثبت أيضًا أنها غير فعالة في كثير من الحالات، والعيب الرئيسي للعقاب هو أنه لا يتم تقديم للطفل أي حلول حقيقية حول كيف أو لماذا يجب أن يحقق السلوكيات المرغوبة أو المناسبة.

وذكرت الدكتورة ماريا منتسوري عدة مرات في كتاباتها أن الطفل النشط يحتاج إلى إرشادات حازمة ومبهجة لإيجاد منافذ لتلك الإلحاحات الرائعة والصحية، والتي يتم التعبير عنها أحيانًا بشكل غير لائق في شكل سلوكيات غير سارة، وإن الحياة اليومية لنمو وتعليم طفل منتسوري من خلال شخصية ذاتية الإدارة والتنظيم الذاتي هي بحد ذاتها برنامج وقائي طبيعي يتم رؤيته متجذرًا بعمق داخل الطفل.

ماذا يحدث عندما لا تكون هناك عواقب طبيعية في منتسوري

في حالات معينة قد لا تكون هناك نتيجة طبيعية أو أن النتيجة بعيدة جدًا في المستقبل بحيث لا يهتم الطفل بالتأثير الآن، وفي هذه الحالات يمكن استخدام النتائج أو العواقب المنطقية التي يتم خلقها وربطها بسلوك الطفل، بدلاً من شيء يحدث بشكل طبيعي.

ولجعل هذه العواقب المنطقية تعمل، يجب التأكد من أنه يتم ربط العواقب لسلوكهم بطريقة يفهمها الطفل، ويجب أيضًا عدم إصدار هذه العواقب كتهديد مثل بعض العقوبات ويجب ذكرها ببساطة على أنها أمر واقع، وهذا يعزز فكرة أن أفعالهم لها عواقب دائمًا.

وفي مدارس منتسوري يتم استضافة بشكل متكرر فصول الانضباط الإيجابي، حيث يتم تزويد الوالدين بالتعليمات حول المهارات الإيجابية اللازمة للتعامل مع نوبات الغضب وسوء السلوك، ويتم تقديم أيضًا نصائح مفيدة حول كيفية التعامل مع متاعب الصباح ووقت النوم، بالإضافة إلى الحلول الإيجابية للتحدي وصراعات القوة.

ملاحظات لأولياء أمور منتسوري حول تعليم العواقب الطبيعية

العواقب الطبيعية تعلم الأطفال عواقب أفعالهم الإيجابية والسلبية، حيث لا عقاب وغالبًا ما لا تكون هناك حاجة إلى شرح، فإن العواقب موجودة أمامهم، والجميع يعلم أن الأطفال لا يتعلمون من خلال إخبارهم بما يجب عليهم فعله، ويتعلم الأطفال من خلال العمل والتجارب.

والعواقب الطبيعية هي النتيجة الحتمية لتصرفات الطفل، حيث إن السماح للأطفال بتجربة النتيجة الطبيعية لأفعالهم هو وسيلة لتعليم المسؤولية واتخاذ القرارات في الاعتبار، وعندما يُسمح للأطفال بالاختيار، فإنهم يتعلمون المسؤولية وكيفية التصرف بشكل أفضل، إذا اختاروا بطريقة غير حكيمة وخاضوا عواقب اختيارهم، فإن الدروس التي يتعلمونها تكون قوية ويمكن أن تكون أقوى من أي كلمات أو تحذير وقد يكون قد تم تقديمها لهم، ويمكن أن تكون العواقب الطبيعية أداة تعليمية قوية.

١- أسقط كوبًا وسوف ينكسر.

٢- اسكب شرابًا وتحتاج إلى تنظيفه.

٣- لا تأخذ معطفك وسوف تصاب بالبرد.

٤- اترك عجينة الصلصال بالخارج وسوف تجف.

٥- انسى قبعتك في المدرسة ولا يمكنك اللعب بالخارج.

٦- تنسى زجاجة المياه الخاصة بك سوف تشعر بالعطش.

٧- انسَ نظاراتك الواقية وستتألم عينيك عند السباحة.

٨- لا تسقي نباتك وسوف يذبل.

وهناك بعض العواقب الطبيعية الرائعة التي يتم نسيانها، حيث كل الأشياء الإيجابية التي يتم القيام بها تعززها العواقب الطبيعية، وهناك دروس في ذلك أيضًا، فالكل يسقي نباتًا ويزدهر، ويأخذون معطفًا ويشعرون بالدفء، ويعيدون كتب المكتبة ويمكن استعارة المزيد.

وتسمح العواقب الطبيعية للأطفال أيضًا بالتعامل مع العواقب وإدارتها والتعامل معها وبناء المرونة، وتعلم المهارات الحياتية المناسبة للعمر، وتشجع الأطفال على تنظيم الأشياء الخاصة بهم والاعتناء بها، وهذا مهم بشكل خاص للأطفال في سن المدرسة، ويمكن التنبؤ بالعواقب الطبيعية في الغالب ويمكن أن تسمح للأطفال بالثقة في العالم، أكثر بكثير من العقوبات التعسفية.

ومع ذلك ليست كل المواقف قابلة للتعلم أو التعلم من خلال العواقب الطبيعية وملاءمة السن أمر مهم، حيث لا تزال هناك حاجة لحماية الأطفال من الأذى، وبعض الإجراءات ليس لها عواقب واضحة على الفور وبعض الإجراءات ليس لها حتى عواقب طبيعية.

وفي الختام تشير ماريا منتسوري إلى إن الهدف النهائي من العواقب الطبيعية هو أن يفعل الأطفال الشيء الصحيح، ليس لأنهم سيعاقبون إذا لم يفعلوا ذلك، ولكن لأنهم يعرفون العواقب، فهم لا يريدون التأثير سلبًا على الأشخاص من حولهم وعلى بيئتهم.


شارك المقالة: