يختلف أطفال الروضة فيما بينهم بالعديد من الصّفات، من حيث الذكاء والصحة الجسميّة والنفسيّة، كما يختلفون من حيث البيئة الأُسريّة والاجتماعيّة التي ينتمون إليها، وعلى الرًّغم من تشابه الألعاب بين أطفال الروضة في الكثير من الأماكن، وخاصة بعد تطوّر وسائط الاتصال، إلّا أنَّهم يختلفون في طبيعة الألعاب التي يُمارسونها، بسبب وجود الاختلافات فيما بينهم.
العوامل الذاتيّة وأثرها على ألعاب طفل الروضة:
يوجد العديد من العوامل التي تؤثر على لعب طفل الروضة، وهذه العوامل تختصُّ بالطفل نفسه، وهي ما يُطلق عليها بالعوامل الذاتيّة، ومن هذه العوامل نذكر ما يلي:
صحة طفل الروضة:
صحة الطفل هي حالة من الاتّزان في وظائف جسمه، إنَّ الطفل السّليم من الناحية البدنيّة، يكون أكثر قدرة على القيام بممارسة الألعاب مُقارنةً بالطفل غير الصّحيح بدنيّاً، كما أنًّ الطفل السّليم يقوم بقضاء وقت أطول بممارسة الألعاب، كما أنًّه يقوم بالتنويع بين ألعابه، ويُمارسها بكل نشاط وحيويّة، بالإضافة إلى ذلك فإنًّه يقوم بممارسة الألعاب التي تتطلّب وجود المهارات العقليّة، كما يلعب التناسق الحركي دوراً مهماً في تحديد نوعيّة الألعاب التي يُمارسها الطفل، فعلى سبيل المثال: إنَّ الطفل الذي لا يستطيع رمي الكرة والقيام بالتقاطها، فلن يكون قادراً على مُشاركة أصدقائه بالعاب الكرة.
ذكاء طفل الروضة:
يوجد اختلاف بين أطفال الروضة فيما يختصُّ في قدرتهم وسرعتهم التي يستطيعون من خلالها إتمام مهمة معيّنة، وخاصة المهام التي تشتمل على استخدام اللّغة أو الرّموز، وإنًّ الطفل الذي يتميّز بالذكاء يميل للألعاب التي تحتاج إلى النشاط العقليّ أكثر من ميولة للأنشطة الجسميّة، كما أنًّه يُفضّل أكثر الأنشطة التي تتصف بالهدوء، وكما أنَّه يهتمّ بالمواد والأدوات التي تُستعمل بالألعاب التمثيليّة والابتكاريّة، مثل اللعب بالصلصال، الرسم، وألعاب التركيب، بالإضافة إلى ذلك يميل إلى الاستماع إلى القصص من أجل حصوله على مزيد من المعارف والاستمتاع أيضاً، وقد يُواجه الطفل الذي يتميّز بدرجة ذكاء مرتفعة بعض الصعوبات الاجتماعيّة؛ وذلك لأنَّ الأطفال الأكبرُ منه عمراً لا يتقبّلونه أثناء اللّعب، كما أنَّه لا يستطيع التكيُّف مع أقرانه من نفس العمر.
جنس طفل الروضة:
يؤثر جنس طفل الروضة تأثيراً كبيراً في نوعية الألعاب التي يُمارسها، حيث أنَّ الطفل يُدرك في هذه المرحلة وجود أشكال محددة من الألعاب منها ما يكون مناسباً للذكور وأخرى مناسبة للإناث، وهذه الفروقات متوقعة ومُشجَّع عليها في بعض المجتمعات، حيثُ ينصبُّ اهتمام الذكور على الألعاب البدنيّة، بينما تهتم الإناث بلعبة البيت والرّسم والتلوين، كما أنَّ الذكور يفضلون أكثر الألعاب التي تقوم على المنافسة، أمَّا الإناث فتميل أكثر للألعاب التي تتميز بالهدوء.