الفرق بين ‏الصدمة النفسية عند الصغار والبالغين

اقرأ في هذا المقال


إنّ أكثر الصدمات النفسية التي من الصعب علاجها هي التي تحدث ضمن رابط قوي بين المريض وشخص موثوق به، كأحد الوالدين أو المعلم، أكدت الدراسات أنّ هذا أمر يصعب تحمله لأنه غير طبيعي أبداً، فمن الطبيعي أن يحمي الآباء أطفالهم ويضعون لهم أساس لحياتهم، من ثم عندما يتعرض الأطفال لإساءة المعاملة، ينهار هذا الأساس أو يصبح من المستحيل تشكيله.

الفرق بين ‏الصدمة النفسية عند الصغار والبالغين:

في الغالب يتم ترك التجارب الصادمة التي لها أثر سلبي على البالغين آثار حادة عند الأطفال، أكّدت الدراسات أنّ الأطفال عكس البالغين، فليس لديهم لديهم بنية قيمية، مثلاً يعرف البالغون أنّ الاعتداء وجرائم الاغتصاب هي أمور سيئة، أما عندما يمرّ الطفل بتجارب سيئة، فلا يمكنه تصنيف تلك التجربة أو التحدث بشأنها، من ثمّ تترسخ تلك الصّدمة في ذاكرة الطفل ويظل متأثر بها مدى الحياة في أسوأ الحالات.
تتعلق كلمة الصدمة بالجرح، حيث إنّ الأشخاص الذين يعانون من الصدمة يبقى لديهم جرح نفسي مدى الحياة، لعدم مرور صغار السن بهذه التجارب المؤلمة، قام الباحثون بتأسيس مشروع لعلاج الصدمات النفسية والذي يعد الأول من نوعه، جرت معالجة أشخاص تتراوح أعمارهم بين 3 أعوام إلى 26 عام، تم تعريضهم للضرب أو الاغتصاب أو الاعتداء أو مروا بتجارب صادمة كالعثور على جثة أو رؤية حادث مروع.
قام الباحثون بتوفير هذا المشروع من خلال مواعيد زيارة سريعة لأطباء متخصِّصين، يقوم فيه الأطباء بزيارات منزلية أو زيارات للمدارس، حيث يعملون مع اختصاصيي الأطفال والهيئات الحكومية. حقق هذا المشروع بالفعل نجاحا في معالجة المرضى، عادة ما يطول انتظار موعد زيارة الطبيب النفسي، فقد يستغرق الأمر عام للحصول على أول استشارة من الطبيب، فهو أمر عصيب للغاية بالنسبة للأطفال والشباب المصابين بالصدمات النفسية الذين يخضعون للعلاج في هذا المشروع، الذي يدعمه نظام التأمين الصحي العام.
من الممكن أن يتفاقم أثر الصدمة النفسية عند المرضى خلال انتظارهم لموعد الطبيب، بالتالي يطول ويزداد صعوبة علاجهم، في أغلب الأحوال يكون علاج الصغار في السّن أصعب من علاج الكبار، كما يزداد العلاج تعقيداً كلما كان عُمر المريض صغيراً، يرتبط ذلك الأمر بالبنية القيمية غير المدربة عند الطفل، حيث لا يمكن للأطفال الرجوع إلى تجارب سابقة أو فهم الأحداث بتعقل واتزان.


شارك المقالة: