يعد علم النفس من أهم العلوم القديمة والحديثة، بدأ ظهوره في العلوم الفلسفية؛ فقد كان الفرد في القدم يحاول أن يفهم ظواهر البشر وروح الإنسان، من أجل أن يلبّي الفلاسفة لهذه الحاجة سعوا لوضع بعض التصورات اتجاه الوجود الإنساني والمعرفة والعقل، ظهر من هذه التصورات الكثير من النظريات الفلسفيّة النفسيّة كنظرية المعرفة ونظرية الوجود والقيم وفلسفة العقل وغيرها، أما حديثاً فقد ظهرت الحاجة لأنَّ يتفرد علم النفس بكيانه المعرفي والتجريبي المستقل.
الفروع الرئيسية لعلم النفس:
علم النفس الاجتماعي:
هو أحد فروع علم النفس ويهتم بدراسة السلوك الاجتماعي للشخص الواحد ولأكثر من شخص، كردود أفعال المثيرات الاجتماعية، يهدف إلى إنشاء مجتمع أفضل يقوم على فهم سلوكات الأفراد، فهو يعتبر دراسة خاصة بالإنسان ككائن اجتماعي، يهتم هذا العلم بخصائص الجماعات النفسية وأنماط التفاعل الاجتماعي والتأثيرات التبادلية بين الأفراد؛ مثل العلاقة بين الأباء والأبناء داخل الأسرة والتفاعل بين المعلمين والمتعلمين، أهم عناصر علم النفس الاجتماعي؛ السلوكات الاجتماعية وديناميات الجماعة.
تعددت تعريفات علم النفس الاجتماعي؛ إلّا أنّها اشتركت في الكثير من السمات التي تلخصت في العبارة التاليه: (الفهم العلمي لردود أفعال الفرد الإنساني للمثير الاجتماعي)، إذا كان الفرد اجتماعي فإنّ علم النفس الاجتماعي يهدف لفهم الكينونة من خلال اكتشاف الآلية التي تعمل في الفرد، كان تعريف غوردون البورت الأشمل من خلال تحديد هوية هذا العلم ضمن مجالات علم النفس والعلوم السلوكية، عرفه بأنه الدراسة العلمية لكيفية تأثر أفكار ومشاعر وسلوك الأفراد بحضور الآخرين حضور فعلي أو خيالي أو ضمني.
علم النفس المعرفي:
ركّز علم النفس المعرفي على العمليات العقلية التي تحدث للإنسان؛ مثل التذكر والتعلّم والفهم وغيرها من العمليات والنشاطات العقلية، تداخل علم النفس المعرفي مع بعض الفروع الأخرى لعلم النفس مثل في علم النفس الفسيولوجي وعلم الطب وغيرها من العلوم التي تضمنت العلاقات بين المعلومات والوظائف الذكية، كما يهدف علم النفس المعرفي دراسة مكونات المادة المعرفية نفسها وما يصاحبها أو ما تتطلبه من نشاطات عقلية وعمليات تفكير ومعالجات متنوعة من أجل الحفظ أو الفهم أو الإدراك ووصولاً للمستويات الفكرية العليا.
يتناول علم النفس المعرفي طرق خاصة بتحويل المواد العلمية من مجرد معارف لمحتوى علمي يوجد في عقل الإنسان، يستطيع تذكره وفهمه وتحويله لمعرفة واقعية يمكن أخذ الفائدة منها في حياة الفرد وفي توجيه النشاط الإنساني، يتناول بذلك علم النفس المعرفي جميع صور المناشط العقلية الإنسانية بداية من الإحساس والإدراك والانتباه والتفكير وتقسيم المعلومات في العقل، ثم تحويلها لأنماط وإعادة استرجاع تلك المعلومات و توظيفها في موقف جديدة بهدف تعزيز تلك العمليات.
