يعتبر علم النفس أحد العلوم الحديثة بشكل نسبي، تم ظهور هذا العلم بضورة واضحة قبل 100 سنة، فهو العلم الذي يهتم بسلوك الإنسان بجميع الجوانب، حسب تعريف الجمعية الأمريكية؛ فهو أحد الدراسات العلمية الخاصة بالعقل والسلوك، يركّز علم النفس على مجالات الحياة جميعها، فهو يقوم بدراسة الرياضة والتنمية والصحة والعمليات الإدراكية.
هناك بعض النظريات التي تُستخدم في علم النفس، كالنظرية المعرفية والسلوكية والتحليلية والجشطلت، أمّا أهداف علم النفس فمنها؛ التعرّف على السلوك وفهم كيفية عمله وشرحه والتنبؤ به وكيف يمكن علاجه، في هذا المقال سنوضح موضوع الفروق الفردية في علم النفس.
الفروق الفردية في علم النفس:
تعتبر الفروق الفردية في علم النفس من أهم المواضيع التي تُدرّس بصورة خاصة عن طريق المُختصين، ذلك بسبب قيمتها في دراسة سلوك الإنسان بشكل أوسع، تُعرف الفروق الفردية بأنّها السمات التي تفرّق الأشخاص عن بعضهم، فهي خصائص نفسية تدوم وتميّز الأشخاص عن بعضهم وفق اختلافهم، من الصفات المهمّة التي تدرّس في موضوع الفروق الفردية الذكاء والقيم وسمات الشخصية.
هناك العديد من الدراسات التي تختص بالفروق الفردية في عملية التعلّم، كذلك كيف يمكن للأشخاص أن يتكيّفوا بشكل مرن، أيضاً لدراسة بناء الصفوف في بيئة تحتوي علىة الكثير من الفروق الفردية من غير أن يؤثر هذا بصورة سلبية على بيئة التعلّم، من الممكن أن تقوم الفروق الفردية بالتأثير على بيئة العمل كذلك إمّا بشكل إيجابي أو سلبي؛ ذلك وفق طبيعة الإدارة التي توفرها بيئة العمل على اختلافها.
تأثير وجود الفروق الفردية:
تظهر أهمية الفروق الفردية من خلال وجودها في بيئة المجتمعات؛ لأنّها تقوم بدراسة النظام التكيّفي الذي يتصف به الإنسان، كما تقوم بدراسة مدى قابليته للتكيف، أيضاً تقوم بتحديد مدى كفاءته والنظام الذي يلزم وجوده لتكيّف السلوك الذي تقوم النظرية السلوكية بدراسته، كما أنّ أهمية الفروق الفردية تظهر في العمليات المعرفية العقلية التي تؤثر على سلوك الأشخاص والمجتمعات.
يتم دراسة الفروق الفردية كمعامل الذكاء والانتباه، مما يساهم في وضع الأفراد في الأماكن التي تناسبهم، كما أنّ الاختلافات الفردية المعرفية تقوم بالتأثير على نسبة تفاعل الأشخاص مع بعضهم البعض في مكان العمل، حيث يمكن أن ينجح عدد من الأشخاص في فريق عمل أكثر من غيره مع أنّهم يمتلكون نفس المهارات، هذا يؤدي إلى ظهور الجانب الانفعالي.
تقوم دراسة الفروق الفردية بالتأثير على الجانب الانفعالي، حيث تتم دراسة انفعالات الأشخاص ومدى ضبط الأعصاب والاختلافات الفردية في تنسيق المشاعر، هذا بدوره يقوم بالتأثير على سير التعامل في كافة مجالات الحياة على اختلافاتها، هذا يساهم في التأثير على سير الحياة الشخصية والعملية للأشخاص، حيث يختلف تعامل المدير الدارس للفروق الفردية عن المدير الذي يركّز بخط السير الواحد.
أنواع الفروق الفردية:
قامت الدراسات بالتركيز على تصنيف الكيفية التي يصفونها باللامتناهية في أنواع الاختلافات الفردية بين الأشخاص، من حيث تركيبة شخصيات الإنسان، من خلال عمليات جمع المعلومات كالملاحظة والاستقراء، ذلك حسب المنهج الوصفي في الدراسة، يتم تنمية وتطوير المواد والمنهجية المتبعة في دراسة أنواع الفروق الفردية باستمرار، هذه الاختلافات ما يلي:
- الاختلافات الفيزيائية: من الأمثلة على الاختلافات الفيزيائية الطول أو القُصر والوزن، كذلك الأمور المادية التي تختلف بين الجميع.
- الاختلافات في القدرات العقلية: تقوم هذه الاختلافات بالتعبير عن نسبة الذكاء التي تضم التركيز والانتباه.
- الاختلافات في الرؤية: يظهر اختلاف واضح بين الأشخاص بعقائدهم ونظرتهم للأمور.
- الاختلافات في القدرة على الإنجاز: حيث يمكن أن يقوم البعض بالإنجاز أكثر من غيرهم بكثير في العديد من المجالات.
- الاختلافات في القدرة الحركية: من الأمثلة على هذا النوع من الاختلافات أن يقوم العديد من الأشخاص بمهارة الركض بسهولة أكبر بكثير من غيرهم من الأشخاص.
- الاختلافات المبنية على الجنس: هنا تمتاز النساء بأنّ لديهن القدرة على القيام بأكثر من مهمّة في وقت واحد، أمّا الرجال فهم لا يستطيعون إلّا أن يقوموا بمهمة واحدة.
- الاختلافات المبنية على العرق: حيث أنّ البيئة تقوم بالتأثير على طبيعة نشوء الإنسان، فنجد صاحب البيئة الجبلية يمتلك طبع حاد أكثر من غيرهم على سبيل المثال.
- الاختلافات المبنية على الطبقة الاقتصادية: حيث يقوم أسلوب العيش الاقتصادي بالتأثير على الاختيارات في الحياة وما يريد الشخص أن يصل إليه من أهداف.
- الاختلافات المنية على العاطفة: حيث يظهر اختلاف بين الأشخاص في طريقة التعبير عن المشاعر، فمن الممكن أن يعبّر الشخص عن قوته بالكلمة وبعضهم بقواهم العضلية.