القيم الإرشادية والانفتاح من قيم المرشد النفسي

اقرأ في هذا المقال


لا تخلو مهنة يكون العنصر البشري فيها أساساً من مجموعة من القيم والمبادئ التي تعمل على تنظيمها وتمييزها عن غيرها، ولعلّ الإرشاد النفسي من أبزر العلوم التي تحتاج إلى منظومة لا تحتمل المزاودة أو المراهنة، فالإرشاد النفسي علم يقوم على مبادئ تتعلّق بالاحترام والانفتاح والقدرة على قبول الرأي الآخر، ولعلّ المسترشد الناجح هو المسترشد الذي يقوم على تطبيق منظومة القيم الإرشادية بحذافيرها؛ لتصبح نبراساً له في مساعدة الآخرين.

لماذا على المرشد النفسي أن يتمتع بالقيم الإرشادية والانفتاح

لا يمكن للمرشد النفسي أن يكون متعصّب التفكير غير منطقي المنهج وغير مقنعاً أو جاذباً في أساليبه الإرشادية، فالطبيعة البشرية عادة ما تميل إلى النمط السلوكي المعتدل الذي يقبل الآخرين ويصوّغ إلى قبول تصرفاتهم المنطقية منها لتصبح اكثر رواجاً وقبولاً في المجتمع، ولعلّ المسترشد الذي يستشعر بنفسه وجود مشكلة طارئة تستوجب الحلول الإرشادية يطمح إلى التعامل مع مرشد نفسي ذو كفاءة عالية.

لعلّ ما يميّز المرشد النفسي الماهر في التعامل مع المشكلات الإرشادية قدرته على الانفتاح وتقبّل آراء الآخرين كما هي، ولعلّهم بهذا العمل لا يصوّغون إلى استباحة الخطأ ولكنّهم يحاولون أن يجذبوا الآخرين ويجعلوا من أراءهم مقبولة ذات مسوغات أخلاقية ومجتمعية إيجابية، فعندما يدرك المسترشد أنّ الصفات الأخلاقية ومبادئ العملية الإرشادية تتطلّب منه أن يملك الصلاحية في أن يكون نموذجاً في حسن الخلق والقدرة على استيعاب الآخرين، وقتها يمكن للعملية الإرشادية أن تكتسب الكثير من الصفات التي تجعل من حلول المشكلة الإرشادية أمراً ممكناً.

أوجه الشبه والاختلاف بين المرشد والمسترشد

من الطبيعي أن يكون من صفات بعض المسترشدين الكذب أو عدم القدرة على قبول الآخرين أو النظرة الفوقية للآخرين، ولكن من غير الطبيعي أن يمتاز المسترشد بالصفات السلبية التي لا يمكن أن تجعله شخصاً اميناً على أسرار الآخرين، فالعملية الإرشادية ذات مواصفات دقيقة لا يمكن لأي شخص هاوٍ أن يصبح مرشداً قديراً، فالمرشد يحمل من المواصفات ما تصل به إلى درة الكمال البشري فيما يخصّ الجانب الأخلاقي والقدرة على فهم الآخرين، والانفتاح على الآخرين على اختلاف أفكارهم ومسالكهم الفكرية والنفسية يعتبر من الأمور الهامة التي يصعب على الجميع فهمها.


شارك المقالة: