المخاطر والتحديات التي تواجه الأسرة في الإسلام

اقرأ في هذا المقال


من أهم العبادات في الإسلام إبداء الشكر للوالدين ومعاملتهما باللطف والمحبة والرحمة والعناية بهم، وقد ذكر القرآن الكريم طرق المعاملة مع الوالدين، ويتمتع الآباء والأمهات بمكانة خاصة لا مثيل لها في الإسلام، ويأتي هذا الاهتمام مع عِظَم المسؤولية التي عليهما، وإن مسألة تربية الأطفال مهمة للغاية وتعتمد عليها مصلحة الوالدين والأطفال.

المخاطر والتحديات التي تواجه الأسرة في الإسلام

تتأثر مصلحة الأمة والمجتمع المسلم بأكمله بشكل مباشر بقدرة الوالدين على النجاح في مهمة تربية الأبناء والمحافظة عليهم، ويهتم الإسلام بالوالدين والمربون، وأولهم بهذا الاهتمام الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، الذي بعثه الله تعالى بعلمه ليدل الآباء على تربية الأبناء الذين يتم تربيتهم بالطريقة السليمة؛ حتى يعيشوا في سعادة.

هناك مشاكل عديدة تواجه الأسرة المسلمة، ومن أهمها عدم الإنصات لنصائح الأب والأم من قِبل الأبناء، قال تعالى: “وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا”، الإسراء، 23، وتسلّط هذه الآيات من القرآن الكريم وكثير من الأحاديث الواردة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم الضوء على المكانة الرفيعة للوالدين في الإسلام، وإنه من الواجب الديني على جميع المسلمين أن يُظهِروا المحبة والامتنان لوالديهم.

علاج التحديات التي تواجه الأسرة المسلمة

الأطفال ليسوا مثاليين وكذلك ليسوا رجال بالغين كما يظن أغلب الأهل، ولطالما كانت هناك فجوة بين الأجيال ولطالما اشتكى الوالدين من أبنائهم، ومن أهم المشاكل التي تواجه الأسرة تربية الأبناء على عدم الاحترام فيظهرون عدم الاحترام لكبار السن مثلًا أو احترام أحد من الوالدين، يمكن للوالدين جعل العلاقة بينهم وبين أطفالهم أفضل بكثير من خلال التربية منذ الصغر على الدين الإسلامي والتمييز بين الحلال والحرام والمباح وغير المباح.

وحتمًا إن الطفل الذي ينشأ على المبادئ الصحيحة سيكون له قواعد ثابتة يمشي عليها ويطبقها في حياته سواء بالأقوال أو الأفعال، ويؤدي السلوك السليم في التعامل مع الأبناء إلى تغيير في المواقف والأساليب من قِبل الآباء إلى تحسين العلاقات بشكل كبير بين الوالدين والأطفال، وهذا بدوره سينتج أسَرًا أقوى وبيئة مجتمعية أكثر أمانًا وأمة متقدمة.

ويجب التذكير للغالبية العظمى من الآباء المسلمين أن رأس المال الحقيقي وموارد المجتمع هم الأبناء، وذلك بإيمانهم وتربيتهم وقدرتهم وقيمهم، فالأبناء هم أعظم مورد يمتلكه المجتمع، والشباب هم أهم عنصر في هذا المورد البشري؛ لأنهم مفتاح مستقبله.

ومن التحديات التي يطرحها الآباء عن الأطفال المراهقون التصرف بالأخلاق غير الإسلامية، لقد لوحظ في السنوات الأخيرة، تورط بعض الشباب في بعض من أبشع الجرائم وتصرفهم بالأخلاق غير الإسلامية، وعدم وعي الآباء بأفعالهم، ويعتبر العنف ضد النساء والفتيات من أكبر الجرائم الصامتة في هذا العصر، ومن شأن مثل هذه التصرفات أن تدمر الأسرة على مستوى الفرد والمجتمع.

ومع وجود الاضطرابات أو المشاكل التي تواجه الأسرة مثل انحلال سلوكيات بعض المراهقين، يحتاج الآباء إلى لعب دور حاسم في التركيز عليهم وعلى تصرفاتهم، وإن قلة الوعي بأنشطة الأطفال أو مكان وجودهم ليست قضية حصرية للآباء المسلمين، ومع ذلك فمن الأهمية متابعة الطفل وتنشئته على الصلاة وغيرها من العبادات التي تكون كرادع للطفل على ارتكاب الأعمال السيئة.

من المنظور الإسلامي يجب أن يطور الآباء علاقة قوية مع أطفالهم، ويقضون الوقت معهم ويهتمون بشدة بنموهم البدني والروحي والاجتماعي والفكري، ولا يستطيع الآباء محاربة التحديات المستمرة التي يفرضها العصر الرقمي بمفردهم؛ فهم يحتاجون إلى مساعدة الأسرة والأصدقاء والمؤسسات ذات الصلة بالمجتمع والمؤسسات الدينية.

حل القرآن الكريم للمشاكل التي تواجه الأسرة المسلمة

يجب على الآباء ألا يستسلموا للتدفق المناقض لمعنى الأسرة الذي يحيط بالأطفال، وفي الواقع يجب على الآباء زيادة ومضاعفة جهودهم لحماية الأطفال من هذه الموجة السائدة ضد المحافظة على الأسرة، وفي سنوات المراهقة، يمكن أن تكون التأثيرات الخارجية خطيرة ومدمرة التي تحاط بالأبناء، ولكن يجب ألا يفقد الآباء الأمل.

والقرآن الكريم يطلب الصبر والجهاد حتى يصل الشخص لهدفه في سبيل الله تعالى، وأن الله تعالى سييسر لهم ذلك، قال تعالى: “وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ”، العنكبوت، 69.

ويجب ألا نوجّه خطأ الآخرين إلى الوالدين ونحمّلهم المسؤولية الكاملة عن كل شيء، بل يجب أن يعلم الجميع بأن المجتمع يواجه تحديات غير مسبوقة، ويتطلب ذلك نهجًا مشتركًا وتقاسمًا للمسؤولية بين الآباء والمجتمع والأبناء.


شارك المقالة: