المناهج المتبعة في الإرشاد النفسي:
إنّ عملية الإرشاد النفسي تحتاج إلى العديد من الأساليب والمناهج المتبعة من قبل العاملين على عملية الإرشاد، وهذا الأمر يضعنا أمام عدد من الخطط والمناهج المتّبعة من قبلهم، ولكن مع الاختلافات الكبيرة في هذا المجال إلّا أنّ الأهداف التي يجب أن يتم تحقيقها واحدة، فالهدف الأسمى للعملية الإرشادية هو معالجة المكلة والخروج من دائرة السلبية إلى الإيجاب والقبول للذات ولدى الآخرين.
1. المنهج الإنمائي في الإرشاد النفسي:
يقوم عدد من المرشدين النفسيين باتخاذ هذا المنهج من خلال العملية الإرشادية، والذي يتضمّن على مجموعة م الخطوات التي تعمل على النمو بصورة سليمة تماماً لدى الشخص الذي يعاني من مشكلة نفسية ما خلال مراحل النمو ولكافة المراحل العمرية، وصولاً إلى تحقيق أعلى مستوى يمكن الوصول إليه من النضوج والسلامة النفسية والإيجابية وتحقيق الذات بعيداً عن الشرذمة النفسية والتشتّت الذهني.
2. المنهج الوقائي في الإرشاد النفسي:
ويقوم عدد من المرشدين النفسين في اتخاذ هذا المنهج كأسلوب ناجح في عملهم، كونه يعمل على وقاية الشخص من المشاكل النفسية والاضطرابات التي من الممكن أن يقع بها هذا الشخص وخاصة إن توفرت بعض المؤشرات الدالة على ذلك، ويعتبر هذا المنهج منهجاً تحصيني يعمل به كافة القائمين على عملية الإرشاد النفسي؛ كونه له العديد من الفوائد على الصعيدين الشخصي والعملي، وكذلك فإنّ هذا المنهج يعمل لكافة الفئات العمرية وخاصة فئة الأطفال والمراهقين، وفائدته تظهر على المدى المتوسط والبعيد.
خلال عمل القائمين على عملية الإرشاد النفسي، يمكن العمل على الوقاية الحيوية طويلة المدى التي تتضمن الاهتمام بمجال الصحّة والنمو النفسي السوي، بالإضافة إلى المهارات الأساسية التي بها يتمّ النضوج العقلي والنفسي وتستمر مسيرة الحياة الخاصة منها والعامة، وكذلك الاهتمام بالجانب الاجتماعي وتقويم السلبيات التي تظهر خلال هذا المنهج.
3. المنهج العلاجي في الإرشاد النفسي:
وهذا المنهج هو منهج المواجهة أو عرض المشكلة بصورة مباشرة، ومن خلال استخدام هذا المنهج يمكننا الوقوف على المشكلة النفسية التي تحتاج إلى عملية الإرشاد النفسي بصورة مباشرة، وتحديد هذه المشكلة هل هي نفسية اجتماعية أم اقتصادية أو سياسية، وما مدى الضرر الذي أحدثته في شخصية المسترشد؟ وهنا يجب أن يكون المرشد النفسي الذي يقوم بعملية الإرشاد مدركاً لحجم وشكل المشكلة وتحديد الهدف الذي لا بدّ من تحقيقه.