اقرأ في هذا المقال
إنّ جميع الأعمال التي يقوم بها العالم تهدف إلى ديمومة الحياة وتوفير المستلزمات التي تضمن البقاء بالإضافة إلى الربح المادي، وفي كثير من الأحيان نتعامل مع أشخاص لا يكترثون كثيراً بأمور الديمومة وتوفير الاحتياجات الرئيسية ولا بالجانب الإنساني قدر اهتمامهم بالأمور المادية ومضاعفة مقدار الربح، ولكن علم الإرشاد النفسي لا ينظر إلى الأمور المادية نظرة تجارية، فهو يتناول المشاكل الإرشادية من جانب إنساني أولاً والمادة هي آخر الهموم التي يبحث عنها.
كيف ينظر الإرشاد النفسي إلى الجانب المادي؟
من الطبيعي أن العملية الإرشادية التي هي ركيزة العمل الإرشادي تقوم على مجموعة من الموظفين والمرشدين والمدراء والأماكن والأدوات الإرشادية، لذلك فهي تحتاج إلى المال لإدامة العملية الإرشادية، ولكن وعلى الرغم من كلّ هذا فإنّ العملية الإرشادية لا تنظر عادة على الأمور المادية كركيزة وشرط أساسي لخضوع الشخص للعملية الإرشادي، بمعنى أنه لا يشترط على المسترشد أن يقوم بتأمين كافة المتطلبات المالية التي تطلب منه بصورة كاملة، ولا يتم رفض أي مسترشد لم يقم باستكمال الأمور المالية.
إنّ العملية الإرشادية في معظم دول العالم في وقتنا الحاضر يتم دعمها من قبل منظمات مختصة بالجانب الإنساني، ولا يتمّ تكليف المسترشدين الخاضعين للعملية الإرشادية إلّا مبالغ زهيدة جدّاً يستطيع حتّى الفقير تأمينها، لذلك فإنّ علم الإرشاد النفسي هو علم منتشر ويتسارع في الانتشار في كلّ يوم؛ لكون النظرة المالية لديه شبه معدومة وما يهمّ هو الجانب الإنساني وتحقيق العملية الإرشادية لجميع شروط السلامة العامة، وتخليص المسترشد من المشاكل الإرشادية النفسية التي يعاني منها.
الإرشاد النفسي علم يهتم بالجوانب الإنسانية:
على الرغم من التكاليف الباهظة التي تتطلّبها العملية الإرشادية إلّا أنّ القائمين على هذا العمل لا يزالون يصرّون على ضرورة تقديم خدمات شبه مجّانية إلى العالم، والسبب في ذلك أنّ النظرة المادية تؤدي إلى مشاكل وانتكاسات لا يمكن تحمّلها، كما وأنّ نظرة المجتمع إلى علم الإرشاد النفسي كعلم يقدّم خدماته بصورة زهيدة شبه مجانية يعتبر أمراً في غاية الرقي والتحضّر، ويقدم كذلك صورة مشرقة للعالم عن علم الإرشاد النفسي ومقدار الخدمات الإنسانية التي يقدّمها دون مقابل سوى إنقاذ العالم من المشاكل النفسية.