يعد مرض الزهايمر من أكثر أسباب الخرف وأكثرها انتشاراً؛ فلا يزال هذا المرض غير مفهوم بشكل كامل، يُعرف الزهايمر كمرض محتمل من خلل بروتين بيتا أميلويد، بسبب تراكمه بصورة غير طبيعية في دماغ الشخص المصاب بالمرض.
بروتين مرض الزهايمر:
أجمع الباحثون بما يخص مرض الزهايمر على أنّ سببه بروتين يسمى أميلويد بيتا، حيث إلى الآن لم يتم التعرف على دوره في الجسم، كما يُعتقَد أنّه من المنتجات السيئة؛ فقد يكون لوجوده عواقب كثيرة، أكدت الأبحاث العلمية أنّه في حال لم يتم التخلّص منه بصورة مناسبة من الدماغ، فإنّه يتراكم على شكل لويحات تتلف نقاط الاشتباك العصبي التي تصل بين الخلايا العصبية، ممّا يؤدي إلى تدهور في القدرات المعرفية للمريض وفقدانه الذاكرة.
في دراسة جديدة قدّم المختصان في علم الأعصاب، رودولف تانزي وروبرت موير، أدلة على أنّ للأميلويد بيتا وظيفة مهمة جداً، هي حماية الدماغ من الميكروبات، تعود الفكرة الأصلية إلى عام 2010 كما ذكر تانزي، عندما كشف موير عن وجود تشابه بين بروتين الأميلويد بيتا والبروتين LL37، هو بروتين يعمل كأحد جنود المشاة في نظام المناعة في الدماغ، يقضي على الجراثيم الضارة، كما ينبه الخلايا الأخرى إلى وجودها، بالرّغم من صغرها، إلّا أنّها متطورة للغاية.
حتى الآن تمّ الكشف عن الدور المهم للأميلويد بيتا في جهاز المناعة، فهي تقوم بمنع الميكروبات من التقرّب إلى الخلايا المضيفة وتحتجزها، لذلك حدد الباحثان قبل 5 إذا كان الأميلويد بيتا يستطيع العمل أيضاً كمضاد حيوي طبيعي، درس الباحثان هذه الفرضية في المختبر، فقارنا ما حدث في حالة الإنتاج المفرط لبروتين الأميلويد بيتا وعدم إنتاجه في الجسم، فوجدا أنّ الحالة الأولى أفضت إلى زيادة معدلات المقاومة للعدوى ومعدلات أطول للبقاء على قيد الحياة.
لكن لا يزال أمام الباحثين طريق طويل، فهم يتحركون الآن إلى الأمام بخطة لوضع توصيف منهجي للميكروبات الموجودة في المخ المسنّ، حيث يأملون أن يتعرفوا على العوامل الخطرة التي يمكن أن تشارك في بدء مرض الزهايمر، إلى جانب تلك التي يحتمل أن تؤدي دور في أمراض الأميلويد الأخرى، مثل مرض السكري.