تربية الأبناء على الآداب الشرعية

اقرأ في هذا المقال


لا شك أن سنوات الطفولة هي أهم مرحلة للتعلم والتقاط القيم وبناء الأفكار الأساسية للإنسان، أصبحت تربية الأبناء مشكلة لدى بعض الآباء، خاصة مع كل المآزق التي نشهدها في مجتمعنا هذه الأيام، والمشكلات المتفاقمة التي يواجهها الأطفال، لم يكن المجتمع ليقع في هذا المستوى من التدهور إذا لم ينجرف الناس عن المسار الذي أرشدهم إليه النبي محمد صلى الله عليه وسلم عند بناء أجيال جديدة، تربية الأطفال على حق لا تعني حرمانهم من أي شيء، ولا منحهم الحرية الكاملة لممارسة أي شيء قد لا يكون صحيحًا، إنها عملية طويلة من النقل والمتابعة والوعظ مع التوصيات البناءة.

تربية الأبناء على الآداب الشرعية

إن تعليم الآباء أنفسهم وأطفالهم حول المبادئ الإسلامية أمر ضروري للغاية؛ لأنهم أول من نقل هذه المبادئ إلى أطفالهم، قبل أن يحصلوا عليها من خارج المجتمع، يحب كل والد رؤية أطفالهم في أفضل الأماكن في هذه الحياة، وكمعلمين، يكون لدى الآباء دائمًا طرق لنقل رسالة صحيحة إلى الطفل، تعليم الطفل في السنوات الأولى أسهل بكثير من التدريس في سن متأخرة؛ لأن عقولهم ستظل منتعشة وسيكون كل شيء ثابتًا في رؤوسهم لبقية حياتهم، فيجب أن يكون الوالدين قدوة حسنة للأطفال لنيل إن شاء الله رضى الله ورحمته في هذه الدنيا وجنته في الآخرة.

الأطفال أحباب الله تعالى، وقد وضع الله تعالى في قلوب الأم والأب الحب العظيم لأولادهم، جميع الأمهات متشابهات في حبهن لأطفالهن، وإذا لم يتم العثور على هذا الحب، فلن يبقى أي إنسان على الأرض.

نصائح في تربية الأبناء على الآداب الشرعية

هناك بعض النصائح لمساعدتك في تربية الأطفال على القيم الإسلامية:

يجب أن تكون والد صالح

وقد كرم الله تعالى الوالدين في القرآن الكريم في كثير من المواضع كثيرة وحث الآباء ان يكونوا صالحين، قال الله تعالى في محكم كتابه: “وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ ۚ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ”، سورة الطور، 21.

أكبر الفضل للأم والأب في التعليم الأبناء، هذا لا يعني فقط نقل التعليم للأطفال دون النظر الى صلاح الوالدين، بل يجب أيضًا على الآباء الصلاح في القلب، وما يشفع للولد في المقام الأول: هو بر والديه؛ إذا كان صالح مع الله تعالى، فيغفر لما في صلاح أولادهما.

على الآباء أن يعرفوا مسؤولياتهم

قبل أن تتدخل المدرسة أو ينقل أي شخص من الأسرة الممتدة أو المجتمع أي أفكار للطفل، من المفهوم عمومًا أن دور الوالدين هو الأهم في غرس الأفكار السليمة، وهذا ما أخبره لنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهذا يشمل أيضًا نقل الدين الإسلامي الحنيف إلى الأطفال، قال رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم: كلُّ مولودٍ يولَدُ على الفطرةِ فأبواه يُهوِّدانِه أو يُنصِّرانِه أو يُمجِّسانِه”، الحديث صحيح.

أعظم دور للمرأة هو تربية أبنائها؛ لأن القيام بذلك بالطريقة الصحيحة، وبما يرضي الله تعالى، سيمنح المجتمع في المستقبل مقومات جيدة وفعالة ستتبع نفس المسار الصحيح مع الأجيال الجديدة، عناصر صادقة، جديرة بالثقة، مخلصة، مفعمة بالإحسان، ومفيدة للآخرين، إن الواجب الأساسي للأب هو توفير حياة كريمة بما في ذلك الجانب المالي لزوجته وأطفاله، إذا قصر الوالدان في أدوارهما مع أولادهما يسأل الله عنهما ويحاسبهما.

تعليم الصلاة في سن السابعة

إن شخصية الأبناء تكبر في سن السابعة، وقد أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم أن نبدأ بتعليم أبنائنا الصلاة بحلول هذا العمر، إذا بلغ الأطفال سن البلوغ، فيصبح من الصعب جدًا إقناعهم بأداء الصلاة، أو ربما يتطلب ذلك جهدًا كبيرًا في ذلك؛ ولهذا ينصح الآباء السماح لأبنائهم بتقليد أفعالهم في الصلاة منذ سنواتهم الأولى، لبلوغ سن السابعة، ومعرفة كل الخطوات لأداء الصلاة.

تعليم لغة القرآن الكريم

تعليم أطفالك اللغة العربية سيساعدك على تعليمهم القرآن الذي هو رزقهم وحمايتهم في هذه الحياة، وهذا لا يلغي أهمية تعلم اللغات الأخرى، ولكن أهمها اللغة العربية، لغة القرآن واللغة التي تكلم بها الرسول صلى الله عليه وسلم.

التحدث مع الأبناء مناقشة قضاياهم

يجب التحدث إلى الأطفال ومناقشة جميع الموضوعات التي تخطر ببالهم وعقولهم؛ حتى الموضوعات الحساسة التي لا تزال من المحرمات بالنسبة للآخرين، لا يجب أن يدع الوالدين الغرباء يجيبون على أسئلة الأطفال، بل يجب أن يكون الوالدين دائمًا مرجع الأبناء، خاصة في القضايا الدينية والجسدية والعاطفية، يجب أن يعلموا أنه لا يوجد حرمان في الإسلام ولكن لكل شيء توقيته الخاص، يجب أن يعلموا كل شيء يكون في الوقت المناسب وبالطريقة الصحيحة.

الأبناء أصدقاء للوالدين

إن السماح للأطفال بحب الوالدين أمر ضروري، لا يتعلق الأمر فقط بجعلهم يحترمونهم، ولكن أيضًا إعطائهم أسبابًا ليحبونهم والسماح لهم بالاستمتاع بحضورهم، يجب أن يجهز البيت ليكون بيتاً مليئاً بالحب والهدوء والتسامح كما يؤكد رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم أن الخير المطلق للإنسان في بيته، يجب أن يجعل الآباء منازلهم جنة.

في سن المراهقة  أفضل طريقة للتعامل مع الأطفال هي تكوين صداقة معهم ووجوب مشاركتهم، الاستماع إليهم، وامنحهم مساحة للتعبير عن أنفسهم ودعمهم في جميع قضاياهم، تقع على عاتق الوالدين مسؤولية منح أطفالهم الوقت والاستماع إليهم، يجب على الوالدين ترك الأبناء بمرافقتهم في معظم تحركاتهم، وجعلهم يتعلمون من الحياة بأنفسهم، تحت إشراف الوالدين.

منح الطفل الحب والحنان والتواضع

من المقومات الأساسية لبناء شخصية الطفل منحه الحب والحنان وإرضائه عاطفياً ونفسياً، وهذا ما حث حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم عليه، وهذه الهداية النبوية دليل على حرص الرسول صلى الله عليه وسلم على إظهار الوالدين الذين يتحملون المسؤولية أهمية الرحمة والمحبة تجاه أبنائهم، المربي الجيد هو الذي يمسك بالصغير، وينزل إلى مستواه، ويلعب معه، ويمزح معه ولا يطرده من مجلسه، ستجلب هذه العلاقة الصحية الكثير من الحب المتبادل والاحترام وستزيل جميع الحواجز بين الأطفال والآباء لبقية حياتهم.

معاملة الأطفال على قدم المساواة

وهي طريقة مهمة جدا في تقويم الأبناء وغرس المحبة في نفوسهم، وإبعادهم عن الأحقاد والبغضاء؛ لأنهم إذا رأوا أحد والديهم يميل إلى الطفل دون غيره في تقديم الهدايا، وإظهار الاهتمام، فإن هذا سيقلل من ثقة الطفل، ويبني التفوق في شخصية الآخر ويخلق صدامات بين الأشقاء، مع منع اللوم والتوبيخ المفرط على الأطفال، هذا يتضمن أيضًا معاملة الفتيات والفتيان على قدم المساواة والعدالة، فيما يتعلق بكل واحد منهم ويلبي احتياجاتهم.

الدعاء الدائم للأبناء

هذا من شأنه الحب المضاعف للوالدين من قبل الأبناء وتقليد الأبناء في الدعاء للوالدين، والاستجابة من الله تعالى للدعاء من الوالدين وتوفيق الأبناء في الدنيا والآخرة.


شارك المقالة: