إن مرض التوحد يؤثر تأثيراً كبيراً في عملية معالجة البيانات في المُخِّ، و يظهر هذا الأثر بالتغيير السَّلبي الذي يطرأ على ارتباط وانتظام الخلايا العصبيَّة ونقاط اشتباكها، وما زال الأمر معقّد التفسير حتى هذه اللحظة، كما يُصنّف التوحُّد كأحد الاضطرابات الثلاثة المدرجة ضمن مرض طيف التوحُّد، أمّا عن النوعين الآخرين فهما (متلازمة أسبرجر واضطراب النمو المتفشي).
مرض التوحد
يُعرف بالذاتويَّة وهو عبارة عن اختلال في النمو العصبيِّ للطفل، يؤدي إلى ضعف في التفاعل الاجتماعي. ويُحدِث مشاكل في التواصل اللفظي وغير اللفظي، ويتسبَّب بأنماط سلوكيَّة روتينية ومتكرِّرَة، وتبدأ الأعراض بالظهور قبل سنِّ الثلاث سنوات.
أسباب الإصابة بالتوحد
السبب الرئيسي لمرض التوحُّد غير محدَّد حتى الآن ولكن هناك بعض الأسباب منها:
1- عوامل وراثية: يُساهم تكرار حالات الإصابة بالتوحُّد في العائلة إلى احتماليَّة الإصابة به عند أطفال العائلة.
2- عوامل بيئية: تُكمّل العوامل البيئية دور العوامل الوراثيَّة في تعزيز وزيادة فرصة الإصابة، ومن أكثر العوامل البيئية تسبُّباً بالإصابة وجود عدوى فايروسيَّة أو تلوُّث بيئيٍّ.
3- مشكلة في تكوين الدِّماغ والجهاز العصبيِّ.
4- عوامل أُخرى: كحدوث اختلال أثناء الولادة، أو دور الجِّهاز المناعيِّ، كما تُساهم اللقاحات أيضاً في حدوث التوحُّد.
صفات مرضى التوحد
- يحدث عنده صعوبة في النوم.
- عنده ضعف بمهارة تقليد الآخرين.
- يتجنَّب التَّواصل البصري مع الآخرين ومع والديه.
- فقدان الطِّفل القدرة على التواصل الاجتماعي، ويظهر ذلك أنَّه لا يُشير إلى ما يُحبُّ من الألعاب.
- عدم إبداء أيِّ اهتمام عند مناداته باسمه وكأنَّه أصمٌّ بالرُّغم من استجابته لأصوات أُخرى من البيئة.
- يفقد القدرة على اللعب مع الأطفال الآخرين بشكل طبيعي.
- عدم الاهتمام بأيِّ شخص من حوله.
- تأخُّر التطوُّر اللغوي وفقدانه أحياناً؛ إذ يتجاوز الطِّفل عمر 16 شهراً دون نطق أيِّ كلمة، وعدم القدرة على استخدام الجُمل عند عمر 24 شهراً.
- فقدان الاستجابة الحسيّة كأن يفقد إحساسه بالحرارة أو شدَّة الضوء.
- صعوبةٌ بالغةٌ في استيعاب الانفعالات والعواطف.
- عدم إبداء أيَّة رغبة في أن يحمله الآخرون لعدم قدرته على رفع ذراعيه لأعلى.
- يقوم طفل التوحُّد بالدوران حول نفسه كثيراً، ويُرتِّب الأشياء والألعاب على هيئة صفوف وأكوام، ولا يُحب تغيير الأثاث أو تغيير غرفته.
التعامل مع مرضى التوحد
- المدح: يُعتبر المدح والثناء أمراً في غاية الأهمية لدى الطفل؛ إذ تُعتبر وسيلة فعَّالة في تقويم سلوك الطفل. حيث أنَّ الطفل بطبيعته يرغب بالحصول على الرِّضا والتأييد لأفعاله، والاهتمام ينصبُّ في مدح الطفل ذاته وليس عمله.
- التجاهل الاختياري: يجب على الوالدين تجاهل بعض التَّصرفات والأفعال الصغيرة والتي لا تُسبِّب الأذى للآخرين؛ وذلك يُساعد الطِّفل على تجاوزها عند بلوغ سنِّ النضج.
- الاختبارات والنتائج: على الوالدين أن يُبيّنوا للطفل أنَّ لكل اختيار عواقب ويُستحبُّ استخدام الوسائل الفعّالة في تقويم سلوك الطِّفل ليُصبح منضبطاً.
- التحفيز والكفاءات: تُعتبر الحوافز من أفضل الأشياء التي يسعى الإنسان لتحقيقها؛ حيث بالتشجيع ومنح الجوائز؛ يُصبح للفرد الرَّغبة في تكرار الفعل.
- العمل على تعليم الطِّفل وتدريبه في الدفاع عن نفسه؛ فهو لا يُميّز مصادر الخطر.
- تدريب الطفل على اللعب؛ لتفريغ الاضطرابات والطَّاقة، ويُفضَّل أن يُشارك الوالدين طفلهما اللعب أحياناً.
- تدريب الطِّفل على عدم اتّباع روتين، وتقبُّل التغيير، وتعليمه بالقيام بالأعمال الموكلة إليه.
- منع الطِّفل من القيام بالحركة النمطيَّة التي يُكرِّرها عندما ينزعج.
- محاولة تحفيز الطِّفل وتشجيعه على التواصل واللعب مع أطفال آخرين من عمره.
- عدم إبقائه وحيداً لفترة طويلة، ومحاولة الابتعاد عن كل ما يُحزنه وجعله سعيداً قدر المُستطاع.
علاج مرض التوحد
عند ملاحظة أيِّ عرض من أعراض التوحُّد يجب عدم التهاون بالموضوع ومراجعة الطبيب؛ كي يُساعد في علاج الطِّفل والتقليل من أعراض هذا المرض بقدر المُستطاع:
1- العلاج بالأدوية ويوصفها الطبيب حيث تُركّز على المشكلة الموجودة بالخلايا العصبيَّة، ومحاولة السَّيطرة عليها وتخفيفها.
2- تعليم الطِّفل بمدارس خاصَّة لمرضى التوحُّد؛ كي يتمُّ التعامل معهم بطريقة خاصَّة تُعلّمهم التواصل مع الآخرين، والاندماج مع العالم من حولهم، والاستجابة لكافَّة المؤثرات المرئيَّة والصوتيَّة من حولهم.
3- علاج مشكلة النُّطق عند طفل التوحُّد وتعليمه كيفيَّة النطق بشكل سليم، والتحدُّث مع الآخرين والاندماج معهم.
4- اللجوء للعلاج بالطِّب البديل والذي قد يتجاوب معه بعض الأطفال، وليس الكل.
5- إشعار الطِّفل بالأمان وبالحب والحنان من والديه يُساعد في التَّحسن بشكلٍ أسرع.
6- عدم إهماله بحجَّة أنَّه لا يُحبُّ التَّواصل مع الآخرين، وتركه لمشاهدة أفلام الكرتون أو للألعاب الإلكترونيَّة.
7- عدم ضرب الطِّفل أو توبيخه وعقابه؛ لأنَّ ذلك يزيد الحالة سوءً ويجعله أكثر عدوانيَّة وكراهيَّة لمن حوله.
8- العلاج المبكِّر يُساعد في تحسُّن حالة الطِّفل بشكلٍ سريعٍ.