اقرأ في هذا المقال
دائما يريد الآباء والأمهات لأبنائهم أن يكونوا أفراداً صالحين يؤمنون بالله تعالى، لكنهم أيضًا بحاجة إلى مشاركتهم بالنشاطات الترفيهية ليعيشوا حياتهم الطفولية باستمتاع، يمكن أن تكون الأنواع الصحيحة من الأنشطة الترفيهية الإسلامية للأطفال جذابة، فكيف يجب أن يوازي الآباء بين هذه المطالب وبين الترفيه والاستمتاع لأبنائهم.
ترفيه الطفل في الاسلام
- يوجد العديد من الأسئلة التي يوجهونها الأبناء للمربين المختصين بالعناية بالطفل حيث ما هي الأنشطة الترفيهية الإسلامية المفيدة للأبناء، وتنمي القدرات العقلية والحواس بشكل سليم، وتفرغ الطاقات المكبوتة في الطفل.
- إن من المهم غرس القيمة الصحية في الطفل في سن مبكرة، والإسلام اعتنى بترفيه الطفل واستمتاعه وإن هذا حق له وضرورة لا غنى عنها، والذي يساعد بدوره على أن يكون الطفل أكثر تقديرًا لقيم الإسلام، ويساعد ترفيه الطفل على أدائه بشكل أفضل في عبادته وخدمته لوالديه وأدائه المدرسي.
- في الوقت نفسه إن فتح المجال للطفل في الترفيه والتسلية والأنشطة المفيدة، تمكنه من الانخراط في المجتمع في هذا العالم، وتعلمه فن التعامل مع الآخرين.
- أباح الإسلام وشجع على الترفيه والتسلية للأبناء، هناك العديد من الأحاديث النبوية التي تدل على ذلك، عن عائشة رضي الله عنها قالت: “كنت ألعب بالبنات أي التماثيل والدمى على هيئة البنات وكان لي صواحب يلعبن معي، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل يتقمعن أي يختفين ويستترن فيسربهن إلي فيلعبن معي أي فيرسلهن إلي لنكمل اللعب”، رواه البخاري ومسلم.
- عن عائشة رضي الله عنها قالت: “قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك، أو خيبر وفي سهوتها ستر، فهبت ريح فكشفت ناحية الستر عن بنات لعائشة لعب، فقال: ما هذا يا عائشة؟ قالت: بناتي، ورأى بينهن فرسًا له جناحان من رقاع، فقال: ما هذا الذي أرى وسطهن؟ قالت: فرس، قال: وما هذا الذي عليه؟ قالت: جناحان، قال: فرس له جناحان؟ قالت: أما سمعت أن لسليمان خيلاً لها أجنحة؟ قالت: فضحك حتى رأيت نواجذه”، سنن النسائي الكبرى.
- هذه الألعاب التي كانت متاحة في ذلك الوقت، أما الآن هناك العديد من سبل الترفيه واللعب والتسلية للطفل، مثل ألعاب الفيديو، والهواتف الذكية، حاضنة الكمبيوتر المحمول، والطفل لهذا السبب يحتاج اليوم إلى توجيه للعيش في صحة وعافية من كل النواحي.
أهمية الألعاب الترفيهية الإسلامية للأطفال
- يمكن أن تكون جميع أنواع الألعاب الإسلامية للأطفال ممتعة وتعليمية على حد سواء، ويتمحور اهتمام الآباء هذه الأيام على صحة الأطفال ورفاهيتهم، ويكون هناك نضال حقيقي في مجرد إقناعهم بالألعاب في حدود الحياء الإسلامي، الذي يكون بالنسبة للآباء هو التحدي والأكثر صعوبة في هذا المجال.
- هذا لا يعني أنه لا توجد أشكال أخرى مقبولة للترويح عن النفس، في الواقع الأصل في الأشياء الإباحة مثل اللهو واللعب إلا إذا ما ذكر دليل على أنه محرم.
- إن الترفيه واللهو استجمام صحي للطفل، هو الوسيلة للحفاظ على التوازن في حياته، ولكن حدد رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم إنه يجب أن يخصص الوقت المناسب من كل يوم للواجبات وأركان الإسلام مثل الصلاة والحاجات واكتساب العلم، وعلى الآباء أيضًا تخصيص بعض الوقت لأبنائهم ليتحرروا من الضغوطات في هذا العالم والتمتع بطفولتهم.
- يجب العمل على تقسيم وقت الطفل إلى أربعة أقسام، جزء واحد للتربية الدينية، جزء واحد لصحة الطفل، جزء واحد للتواصل مع الرفقاء الصالحين وأولئك الذين يثق الآباء بهم، وجزءًا لشخصية الطفل بشرط ما يترتب عليه من ممنوع ومسموح.
شروط الترفيه للطفل المسلم
1- أن يكون الترفيه للطفل ضمن المباح.
2- أن لا يتعارض مع المروة.
3- أن لا يكون من ضمن الإسراف والتبذير.
وفي النهاية لا يقتصر أمر الترفيه على اللعب والاستجمام فقط، بل إنه جزء من أسلوب حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، الإنسان السليم يحب أن يفرح الآخرين ويضحك مع الأطفال الصغار، وكلاهما فعلهما رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، كان معروفًا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه مرح ومحب للأطفال، مثل ما كان يفعله مع حفيده حسن وحسين، مما جعله يضحك معهما ويعبر لهما عن حبه، تكمن قيمة المرح والترفيه في أنه تجعل الشخص سعيدًا وغير مرتبكًا، تريح الإنسان من ضغوط الدنيا.