لا يتمتّع جميع المسترشدين بمستوى عقلي أو سلوكي واحد، فالبشر كما نعلم جميعاً يختلفون في طريقة التفكير وفي السلوك وفي الظروف النفسية التي تترافق مع كلّ واحد منهم، ومن الطبيعي أن يكون المرشد النفسي مطلعاً على مقدار الذكاء الذي يمتاز به كلّ مسترشد، كون المستويات العقلية التي يمتاز بها المسترشدون تحتّم على المرشد النفسي أن ينوّع في استخدام الأسلوب الإرشادي وخاصة في حالة الإرشاد الجمعي، وبالتالي فإنّ الإرشاد الفردي يعتبر عملية سهلة في اختيارات المرشد ولكن بعد عملية تصنيف مستوى الذكاء لدى المسترشد.
ما الفائدة من تصنيف المسترشدين حسب مستوى الذكاء في الإرشاد النفسي
1. القدرة على اختيار خطة إرشادية تتناسب ومستوى ذكاء المسترشد
عندما يتمكّن المرشد النفسي من معرفة المستوى العقلي الذي يمتاز به المسترشد، يمكن له وقتها ان يختار استراتيجية إرشادية تتناسب وطبيعة المشكلة النفسية التي يعاني منها، وبالتالي فالمرشد النفسي مجبر على أن يكون مقنعاً أمام المستوى العقلي الذي يمتاز به المسترشد، وأن يكون أسلوبه الإرشادي واقعياً ويتوافق مع مستوى الذكاء والثقافة العامة التي يمتاز بها المسترشد، وهذا الأمر من شأنه أن يساعد على إيجاد المزيد من الحلول المشتركة بين طرفي العملية الإرشادية وتكون عملية الاستيعاب أفضل وأكثر سرعة.
2. اختيار مرشد نفسي قادر على مجاراة مستوى ذكاء المسترشد
يقوم المشرف على العمليات الإرشادية باختيار المرشد النفسي المناسب الذي يمكن له أن يسيطر على العملية الإرشادية بصورة ذكية ومقنعة، وهذا الأمر لا بدّ وأن يكون على مقدار من المسؤولية والثقة المطلقي في قدرات المرشد النفسي وفي إمكانية تطبيقه للأساليب الإرشادية الجيّدة التي تساعده على التخلّص من المشكلة الإرشادية بصورة سريعة، لهذا فإنّ خيارات المرشد النفسي تكون محدودة في التعامل مع الأشخاص الذين يمتازون بمستوى ذكاء مرتفع جداً أو منخفض جدّاً، وهذا الأمر يسهل على المرشد كيفية كتابة أساليب القياس والتقويم.
3. معرفة مدى خطورة المشكلة ومدى انتشارها في المجتمع
يمكن للمرشد النفسي بعد أن يعرف مستوى الذكاء الذي يمتاز به المسترشد أن يكون قادراً على معرفة مدى خطورة المشكلة على شخصية المسترشد، وكيف لهذه المشكلة أن تنتشر بسرعة ما أكثر من غيرها، وهل هي قابلة للانتشار فعلاً أم لا.