تفرعات علم النفس

اقرأ في هذا المقال


يتضمن علم النفس الفروع التطبيقية والنظرية؛ التي تهدف إلى الحصول على المعرفة واكتشاف القوانين العلمية بعيداً عن القيم التطبيقية المباشرة، مثل علم النفس العام وعلم النفس الاجتماعي وعلم النفس الارتقائي وعلم النفس الحيوي وعلم النفس الفسيولوجي، وعلم نفس الشواذ وعلم النفس التجريبي وعلم النفس التحليلي وعلم نفس الشخصية.

تفرعات علم النفس:

علم نفس الشخصية:

هو أحد الفروع المهمّة التي تأخذ مكان عالي بين فروع علم النفس، أما الشخصية فهي نتاج طبيعي لفرعين مهمين هما علم النفس التجريبي وعلم النفس الكلينكي، فقد استمد الكثير من طبيعته من هذين الفرعين حتى استقل شيئاً فشيئاً وأصبح فرع مستقل من فروع علم النفس، مع ذلك فهو وثيق الصلة أيضاً بغيره من فروع علم النفس كعلم الاجتماع والانثربولوجيا وغير ذلك.

يتعاطف علماء نفس الشخصية مع أنواع المشاكل التي يهتم بها عالم النفس المرضي، إلا أنّهم في نفس الوقت يحاولون إخضاع هذه المشاكل والدراسات إلى أصول البحث العلمي التجريبي، كما يفرضون معايير الضبط والدقة، لا ينكر العلماء فوائد المنهج الكلينكي كوسيلة للوصول إلى فروض، لكنهم في الوقت نفسه يصرون على مراجعة صدق هذه الفروض بوسائل البحث التجريبية المنظمة الدقيقة، كان من نتيجة ذلك أنّ علم نفس الشخصية أصبح حساس لمشكلات القياس واستخدام المجموعات التجريبية والضابطة في بحثه.

النظرة الأساسية لهذا الفرع هي أن كل وظيفة عقلية تتضمن حياة شخصية، لا يوجد بالمعنى المحسوس لهذه الكلمة أمور كالذكاء أو الإدراك أو التمييز اللوني، إنّما يوجد أفراد قادرون على القيام بمثل هذه الوظائف، ليس من الصواب أن نتحدث عن نمو معرفة أو محصول لغوي، إلا داخل إطار الشخص ككل، فهذه جميعها تعتبر جزءاً من نموه، فهي تستمد خصائصها وصفاتها من الكل الذي تنتمي إليه هذا الكل هو الشخصية.

علم النفس التجريبي:

أكّد علم النفس التجريبي على تحليل وقياس العمليات النفسية في إطار مطالب المعمل الدقيقة، توجهت الجهود في بادئ الأمر إلى دراسة الإدراك والتخيل والتصور ورد الفعل والإحساس، ثم اتجهت إلى استخدام القياس والتجريب في المجالات السيكولوجية الأخرى، كما أنّه من خلال الدراسة التجريبية المضبوطة، ظهرت فكرة دراسة الفروق الفردية على أساس تجريبي، حيث ساهم تطور التجريب في دراسة جميع العمليات النفسية والعقلية، دراسة معملية تعتني بملاحظة وتسجيل السلوك تحت ظروف من الضبط والدقة فيها متغيرات مستقلة وتابعة.

علم نفس الشواذ:

هو العلم الذي يقوم بالبحث في طبيعة الأمراض النفسية وتفسيرها للمرضى، ويمد الأشخاص بالمعلومات الخاصة بالسلوك الشاذ والغريب للشخص غير العادي، فيدرس أصل الأمراض النفسية والعقلية من أجل التعرف على الأسس السيكولوجية العامة للسلوك المنحرف، بما أنّ السلوك الشاذ يعني البعد عن المعدل العادي للسلوك في الاتجاهين السلبي والإيجابي، فسنجد من الشواذ ما يبعد عن المعدل إلى ما هو أفضل ومن ثم يدخل في نطاق علم نفس الشواذ فئة النوابغ والموهوبين أيضاً.

كان التركيز والاهتمام في هذا الفرع على الشخص الذي يختلف عن غيره من الأشخاص في جانب من جوانب شخصيته، بحيث يصل هذا الاختلاف إلى الدرجة التي يشعر فيها الآخرون مع الفرد لأسباب خاصة، أنّه بحاجة إلى خدمات معينة تختلف عن تلك الاحتياجات التي تقدم إلى الأفراد العاديين، على هذا الأساس نجد أن فئة الشواذ فئة غير متماثلة، إنما يختلفون فيما بينهم وفقاً لنوع أو لمظهر الاختلاف، وإن كانوا في خصائصهم الشخصية قد يكون بينهم شيء من التشابه أكثر ما نجده بينهم وبين فئة العاديين.

علم النفس التحليلي:

هو دراسة الفرد دراسة دينامية، ينسب فيها السلوك إلى القوى الدينامية التي تنبعث من الطاقة النفسية أو الغريزية ومن محتويات اللاشعور إلى الخبرات والرواسب الفردية التي تكتسب وتؤثر في الدوافع الغريزية، كما يهدف العمل إلى سير أغرار النفس وإخراج محتويات اللاشعور إلى حيز الشعور لكي يكتسب الفرد استبصار بحقيقة دوافعه وأمراضه.

أخذ علم النفس التحليلي مكان مميز من بدايات العلاج النفسي للمصابين بالهستيريا، فأحدث ثورة كبيرة في مجال علم النفس عن طريق كشف البعد اللاشعوري وفك رموز اللغة والتركيز على قوانين عمله، مع بيان مدى وعمق تأثيره للسلوك الإنساني، هذا الإسهام الرئيسي جعل النظرة إلى الإنسان مختلفةعما كانت عليه قبله، كما أنّ اكتشاف اللاشعور وقوانينه جعل من المعرفة التحليلية النفسية منهجاً لا يمكن إغفاله في فهمنا للسلوك الإنساني.

مؤسّس هذه المدرسة العلمية هو سيجموند فرويد الذي عمل على إقامة مفاهيمه بناء على ممارسة إكلينيكية مقننة واستمر بعض أتباعه من بعده ينهجون منهجه ويضيفون عليها، هذا ولم تؤثر مبادئ فرويد التحليلية على التفكير السيكولوجي والطبي العقلي وحدهما ولكن تجاوزتهما إلى ميادين أخرى.

علم النفس الحيوي:

اهتم هذا الفرع بدراسة الفرد من حيث أنّه كائن حي متكامل وله نشاط فسيولوجي، فهو دراسة بيولوجية نفسية، كما أنّه يعالج سلوك الفرد باعتباره متكامل، فقد ركّز على وحدة الفرد الجسمية والعقلية في مجتمع وظروف بيئية، كما اهتم بالربط بين الأوجه النفسية والبيولوجية في تعليل أي عرض جسمي أو نفسي أو عقلي، يعد أدولف مير رائد هذه المدرسة التي أطلق عليها اسم المدرسة السيكوبيولوجية الموضوعية، فموضوع دراسة مير هو العقل أثناء عمله.

لم يفرق مير بين المرض الجسمي أو النفسي أو العقلي ويقوم الفحص على دراسة الفرد من جميع نواحيه، كما يقوم العلاج على محاولة تصحيح عادات المريض غير الصحيحة في التوافق على محاولة تصحيح الظروف البيئية، كما يعرف الشخص السوي بأنّه القادر على التعامل مع الآخرين على أساس الأخذ والعطاء والخالي من الصراع الداخلي والخارجي.

علم النفس الفسيولوجي:

قام علم النفس الفسيولوجي بالتركيز على الجهاز العصبي والغدد الصماء وأعضاء الحس وعلاقتها بالحياة العقلية، بدأ ذلك من أنّ النشاط العقلي ركّز على المركبات الجسمية وخصوصاً الجهاز العصبي وأعضاء الحس وأعضاء ردود الفعل، لهذا يقوم علم النفس الفسيولوجي بدراسة هذه العلاقة؛ أي العلاقة بين السلوك الكلي وبين الوظائف الجسمية المتنوعة، فقد وجد أنّ دراسة أعضاء الحس والأعصاب وأعضاء الاستجابة من الوجهة التشريحية والفسيولوجية، تفيد في فهم السلوك ككل وأنّ انهيار الوظيفة الكلية للفرد يكاد يرجع دائماً إلى انهيار وظيفة جزء منها.

علم النفس الارتقائي:

تركّز الدراسات الخاصة بعلم النفس الارتقائي على دراسة سلوك الفرد في نضجه والمدى الزمني لهذا النضج، كما يهتم هذا العلم بدراسة مطالب النمو في كل مرحلة من المراحل العمرية والعوامل التي تؤثر في جوانب النمو المختلفة، يهدف علم النفس الارتقائي إلى إيجاد المعايير والمقاييس التي تناسب كل مظهر من مظاهر النمو ليكشف النمو الطبيعي على ألوان الانحراف التي تطرأ على النمو،وتمد دراسات النمو باقي فروع علم النفس بالمبادئ والقوانين والمعايير التي تحكم السلوك الإنساني؛ مما يسهم بقدر فعال في تطوير فروع علم النفس المختلفة.

علم النفس الاجتماعي:

هو العلم الذي يقوم بدراسة سلوك الفرد وعلاقاته مع الآخرين، حيث إنّ هؤولاء الآخرون قادرين على أن يؤثروا على الفرد، إما بشكل فردي أو جماعي، كما من الممكن أن يؤثروا فيه بشكل غير مباشر عن طريق وجودهم في تجاوز مباشر مع الفرد أو بصورة غير مباشرة، من خلال نصائح السلوك التقليدية أو المتوقعة من الناس والتي تؤثر في الفرد حتى ولو كان بمفرده.

علم النفس العام:

هو أحد الأنواع النظرية الخاصة بفروع علم النفس، فهو يستخلص المبادئ والقوانين العامة ويتأكد من أنّها صحيحة بكل الوسائل، حيث يقوم بدراسة سيكولوجية الأفراد والاستجابة وسيكولوجية المشاعر وطبيعتها والعلاقة بين العمليات الحسية والعمليات الإدراكية والعمليات المعرفية، كما أنه يهتم بعمليات الانتباه والمتغيرات المؤثرة في الانتباه ومشتتات الانتباه وأيضاً الإدراك الحسي وطبيعته وقوانينه وعمليتي التذكر والنسيان وسيكولوجية اللغة، والتفكير، والتعلم، والدوافع والانفعالات.


شارك المقالة: