تقديم المعلومات في الإرشاد النفسي

اقرأ في هذا المقال


إنّ كل ما نفكّر به أو ما نقوم به من سلوكيات وتصرفات منطقية وغير منطقية هي في نهاية المطاف معلومات قام العقل بقراءتها وتم ترجمتها على أرض الواقع إما باللفظ أو بالسلوك، ولعلّ المعلومات التي يحصل عليها طرفي العملية الإرشادية هي محور علم الإرشاد النفسي والهدف منه من خلال تعديل وتصحيح الخاطئة منها، ولا يمكن أن تتمّ العملية الإرشادية إلّا من خلال قيام المسترشد بعرض المعلومات الصحيحة وطرحها بطريقة موضوعية أمام المرشد النفسي ليتمكن من إجراء اللازم، ولكن كيف يتم عرض المعلومات، وما هي طبيعة المعلومات المطلوبة في العملية الإرشادية؟

كيف يقوم المسترشد بتقديم المعلومات في الإرشاد النفسي

يقوم المسترشد بعرض المعلومات خلال خضوعه للعملية الإرشادية من خلال أسلوب المقابلات الشخصية، ومن خلال الاختبارات والمقاييس التي يتم الإجابة عليها، كما ويتم جمع المعلومات حول شخصية المسترشد بالطرق السرية ومن خلال المعارف والأصدقاء.

ويقوم المرشد النفسي أيضاً بالحصول على المعلومات التي تخص المسترشد من خلال الأهل وزملاء العمل أو الدراسة أو الأصدقاء، ولكن عندما يقوم المسترشد بالإدلاء بمعلوماته يتمّ القيام بهذا الأمر من خلال منظومة فكرية تعمل على تنظيم طرح المعلومات وترتيبها بصورة منطقية مفيدة، والهدف من هذه المعلومات هو قراءتها بصورة دقيقة وتدقيقها وتقييمها وقراءة ما وراء السطور لمعرفة أبرز المشاكل النفسية والسلوكية التي يعاني منها المسترشد.

في بداية كلّ علمية إرشادية يعمل المرشد النفسي في بداية كل مقابلة إرشادية أو اختبار شخصي بتعليم المسترشد كيفية طرح المعلومات وتعبئتها بصورة هادفة صحيحة، فالمعلومات كثيرة ومتنوّعة ولكن لا يمكن أن تكون هذه المعلومات دقيقة ما لم تكن مرتبة ومنظمة بصورة يتمكّن المرشد النفسي من الرجوع إليها وقت الحاجة.

ولعلّ الأساليب الإرشادية التي تعمل على حل المشاكل والاضطرابات النفسية تعمل على معالجة العشوائية في الطرح وعدم القدرة على الالتزام اللفظي أو السلوكي لدى المسترشدين، وبالتالي قدرة المسترشد على تنظيم تقارير خاصة حول حادثة معينة من خلال الإجابة على الأسئلة الخمسة في طرح أي معلومة، ومن خلال هذه المعلومات يمكن أن يصل المرشد النفسي إلى العديد من الإجابات ويمكن أن تتحقّق الأهداف الإرشادية بصورة أكثر وضوح وشمول.


شارك المقالة: