أبرزت دراسات عديدة أن التعرض المستمر للضغط والقلق والمشاعر السلبية بصورة عامة قد تؤثر على الحالة البدنية تأثير واضح، ووجدت الأبحاث أن الضغوط المتواصلة لها تأثير سلبي على الذاكرة أيضاً.
التعرض المستمر للمشاعر السلبية له تأثير على وظيفية الجهاز المناعي
إن مواجهة الضغط النفسي بشكل مستمر قد يرفع من معدل الإصابة بأمراض الأوعية الدموية مثل التعرض لجلطة، ووجدت دراسة ما أن المشاعر السلبية قد تؤثر على الكيفية التي يستجيب بها جهاز المناعة خلال القيام بالوظائف، وهذا سبب أن المشاعر السلبية تعمل على زيادة مستوى الإصابة بالالتهابات.
وقام العلماء بتجمع البيانات لإجراء الدراسة من خلال مجموعتين، استعملوا استبيانات لتزويد المشتركين بها بالبحث لتسجيل إحساسهم طوال الوقت وفي اللحظات نفسها، هذه العملية استهلكت أسبوعين وسمحت للفريق برسم خريطة لبيانات مشاعر المتطوعين، وقام العلماء بتقييم أداء الجهاز المناعي لدى المشتركين من خلال تجميع عينات من الدم منهم للبحث عن آثار وجود الالتهابات.
الالتهاب يظهر بشكل طبيعي كجزء من استجابة الجهاز المناعي حيث يقوم الجسم برد الفعل للعدوى أو لجرح، ولكن المستوى العالي من الالتهاب لها علاقة بضعف الصحة وتشير على وجود مرض مزمن مثل التهاب المفاصل.
والأشخاص الذين اشتكوا من المشاعر السلبية عدّة مرات في اليوم لمدة طويلة كان لهم مستويات أعلى من الالتهابات بالجسم في عينات الدم.
أوضح العلماء كذلك أنه إذا جُمعت عينات الدم من المشاركين بالبحث مباشرًة بعد مواجهتهم لمشاعر سلبية مثل الحزن والعصبية، فإن المواد الكاشفة عن الالتهابات سوف تكون موجودة في عينات الدم هذه.
وعلى الرغم من هذا فإن التعرّض للمشاعر الإيجابية حتى لو كانت لمدة قصيرة قبل جمع عينات من الدم كان مرتبط بمعدل التهابات أقل، لكن هذا الأسلوب صحيح فقط لدى المشاركين الذكور بالدراسة كما أوضح الباحثون.
إن العلماء مقتنعين بأن الدراسة التي قاموا بها تضيف دليل جازم بما يتعلق في أثر هذه المشاعر على الصحة الجسدية، خاصة أن المشاركين في البحث ينتمون إلى خلفيات مختلفة من الناحية الاجتماعية والعرقية والاقتصادية.
يتمنى الباحثون أن تسمح هذه الدراسة والدراسات المماثلة لها في المستقبل للمُختصّين، باستحداث أساليب أفضل لتحسين الحالة النفسية وبذلك حماية اللياقة البدنية والصحة.
