حقوق الأب في الإسلام

اقرأ في هذا المقال


من حق الأب أن يعلم ولده أنه هو أصل الطفل وأن الطفل هو فرعه، كلما رأى الطفل في نفسه شيئًا يرضيه، فيجب أن يعلم أن والده هو أصل نعمة عليه، ولولا وجود الأب لما وُجد الطفل، هذا يتجلى في جميع أنحاء العالم، أن أهمية وجود الأب في حياة الأبناء هي الركيزة الأساسية لحياة سليمة، بمجرد ولادة الطفل يبدأ في النمو ويستمر في نموه بينما قد يكون والده قد أكمل بالفعل نموه أو أوشك على الانتهاء، وبازدهار الطفل وتقويته يومًا بعد يوم، فإن والده بالمقابل يزداد ضعفًا كل يوم، الطفل الذي يدرك أنه أصبح أقوى من أبيه ويصبح فخورًا بنفسه، قد ينسى احترام  أباه الذي هو أصل أي صفات مميزة لديه.

حقوق الأب المسلم

 إن اعتراف الأبناء بنعمة الأب وحقوقه وحسن أدائهم الواجبات تجاهه لا يمكن إلا من خلال العون الإلهي، وتؤكد الآيات القرآنية ذلك: “وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا”، الإسراء، 23.

يجب أن يعتني الأبناء بوالديهم عندما يتقدمون في السن ويضعفون، يفعلوا مثلما كانوا يفعلون عندما كان الأطفال صغارًا وضعفاء، يمكن اليوم تبرير إنشاء دور للمسنين؛ التي بنيت للمرضى والفقراء والمشردين، والمسنين الوحيدين، أو كبار السن الذين يرغبون في العيش في مثل هذه المنازل بأنفسهم، ومع ذلك فإنه أمر سيء ومؤلم للغاية أن يستخدم بعض الأبناء أو الأحفاد هذه المنازل للوصول إلى رغباتهم الأنانية؛ وإجبار آبائهم أو أجدادهم على مغادرة المنزل والذهاب للعيش في مثل هذه الأماكن.

إن مثل هذه التصرفات تؤدي إلى الأذى بمشاعر الآباء بهذه الطريقة، بل ويشعرون ويرغبون لو أنهم يموتون، وحقوق الوالدين مهمة للغاية لدرجة أن الإسلام أكد أن احترامهم واجب على الأبناء حتى لو لم يكونوا مسلمين.

الإسلام وحقوق الآباء

قد توضحت واجبات الشباب المؤمن بالإسلام في العديد من الآيات القرآنية والسنة النبوية الشريفة تجاه الآباء، ويجب أن يدرك الأبناء أن والديهم لهم حق كبير عليهم، يجب أن يكونوا شاكرين لوالديهم؛ ولا يجب أن يهملوا أو يؤذوهم أبدًا حتى لو لم يؤدِ الوالدين واجباتهم بشكل جيد، يجب أن يدرك الأبناء أن عليهم بر والديهم؛ حتى لو كان هؤلاء الآباء يؤذون أطفالهم، ويجب على الأطفال التغاضي عن أخطائهم.

يجب على الطفل أن يعلم أنه لا يجوز السفر إلا بإذن والديه، يجب على المرء طاعة والديه، على أي حال شكل المعاملة بالمثل، وإظهار الامتنان للأشياء الطيبة التي قام بها الوالدان ومعاملتهم معاملة طيبة ورحمة كما يستحقون، يضع الإسلام واجبات على الأبناء تجاه والديهم، خاصة عندما يكبر الوالدان ويصبحون أضعف، يأمر الله تعالى الناس أن يتعاطفوا مع والديهم وأن يعاملوهم بلطف ورحمة وأن يطيعوهم تمامًا كما كان الآباء يعاملون أطفالهم الصغار.

على رأس حقوق الوالدين طاعة الوالدين والتعاطف معهم، تطبيقًا لما فرضه الله تعالى، لا أحد غير الوالدين يبدو أكثر تعاطفاً ورحمة، نظرًا لأهميتها، عندما أمر الله تعالى بواجب اللطف والرحمة مع والوالدين في القرآن الكريم، فإن هذا الأمر يظهر دائمًا بعد وقت قصير من الأمر بعبادة الله تعالى.

قال الله تعالى في القرآن الكريم ما معنى: “وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِى صَغِيراً* رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِن تَكُونُواْ صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأوَّابِينَ غَفُوراً”، الإسراء، 24ـ25.

يُؤمر المسلمون بإظهار اللطف والشفقة تجاه والديهم، ويُمنع من القيام حتى بأدنى إيماءة أو نطق حتى بأصغر كلمة عتاب لهم، لا يجوز إظهار نفاد الصبر أو عدم الاحترام أو الازدراء للآباء، لا يثني الله تعالى على التواضع إلا إذا كان من الأبناء إلى والديهم، ولا يثني على التواضع بين الناس، وقد قال الله تعالى في القرآن ما معنى:  “وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا”، الإسراء، 24.

ومع ذلك لا تكبر طاعة بعض الأبناء عندما يكبر الوالدان؛ أي عندما يصبح الوالدان أضعف جسديًا وعقليًا، مما قد يؤدي عقوق الوالدين، أمر الله تعالى بمخاطبة الوالدين بشرف واستعمال لغة محترمة لينة للغاية كدلالة على الرحمة والرحمة للوالدين، بالإضافة إلى الدعاء على الوالدين عند تقدمهما في السن وضعفهما والتعبير عن الشكر للوالدين، مرارًا وتكرارًا، وذكر الله تعالى ذلك في عدة آيات قرآنية، “وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا”، الإسراء، 24، طاعة الأبناء من أعظم أبواب الخير، وهي من أعظم التكريمات التي خصها الإسلام للوالدين.


شارك المقالة: