حقوق الأم في الإسلام

اقرأ في هذا المقال


معاملة المرأة بشكل عام والمكانة الرفيعة التي تحتلها، أحترام الأمهات في الإسلام بشكل خاص، من أوضح الأمثلة على تكريم الإسلام للمرأة المكانة العظيمة للأم في الإسلام، يأمر الإسلام باللطف والاحترام والطاعة للوالدين ويؤكد بشكل خاص ويعطي الأفضلية للأم، يرفع الإسلام الآباء والأمهات إلى مرتبة أعلى من تلك الموجودة في أي دين أو عقيدة أخرى.

حقوق الأم المسلمة

إن الأمر بأن يكون المرء في صالح الوالدين يبدأ من القرآن الكريم مباشرة، قال تعالى: “وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا”، 23، الأسراء، أي أن يعبدوا الله تعالى ولا يشتركوا معه أحد وأن كونوا لطفاء مع والديهم، يؤكد القرآن الكريم على النضالات الكبيرة التي تمر بها الأم من أجل طفلها، لإبراز ضرورة أن يبذل المرء أقصى جهده لوالديه، وقد أمر الله تعالى الإنسان يكون صالحًا تجاه الوالدين، يجب على الأبناء أن يكونوا شاكرين  لآبائهم وأمهاتهم.

أن  يكون الابن لطيفًا مع والديه، اغمرهما بالحب والحنان والتقوى، قولًا وفعلًا، وعاملهما بتواضع رقيق، وادعو لهما، ولا تؤذيهما لفظيًا ولا أذى جسديًا، ثم يذكر الله تعالى سبب وجوب الرفق والرقة مع والدين، حيث يقول الله تعالى: “وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ”، 14، لقمان،  أي أن الأم تحملت معاناة مستمرة؛ تتألم منذ اللحظة الأولى التي شعرت أن الطفل يتحرك في رحمها إلى أسوأ الآلام في وقت الولادة، أن الرضاعة لمدة سنتين؛ أي خلال هذين العامين ترضع الأم طفلها وتعتني به، من ثم الفطام؛ أي أن يترك الطفل ثدي الأم ، بعد كل هذه المعاناة والمشقة والحب والرعاية، يجب على الأقل من تعويض الأمهات عما فعلوه من أجل الأبناء.

للأم حقوق أكثر من الأب

يقول الله تعالى: “وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ”، 14، لقمان، رغم أن الجزء الأول من هذه الآية هو وصية بفعل الخير لكلا الوالدين، إلا أن الجملة الثانية تشير فقط إلى المشقات التي تعاني منها الأم؛ لأنها حتمية، ولا يمكن أن يولد الطفل بدونها، على كل أم أن تمر بمشاكل الحمل وآلام الولادة الشديدة، في مقابل ذلك، ليس من الضروري أن يعاني الأب من أي مشقة في تربية الطفل وتعليمه، إذا كان قادرًا على تحمل تكاليف هذه الخدمات لشخص آخر، ولهذا أعطى النبي صلى الله عليه وسلم الأم حقوقا أكثر من أي شخص آخر.

حثت السنة النبوية على الاهتمام بالأم عن نبي الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم: “جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتي؟ يعني: صحبتي، قال: أمك قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أبوك”، متفق عليه، يؤكد هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطى الأم ضعف المعاملة الطيبة التي أعطاها للأب، حث النبي محمد صلى الله عليه وسلم على التذكير بمكانة الأم ووجوب إحسان للوالدين، فيتلزم أن تعطى الأم ثلاثة أضعاف ما يُعطى للأب من اللطف وحسن المعاملة.

يكمن سر أهمية الأب في العبء الهائل والمسؤولية الملقاة على عاتقها، والصعوبات التي يتعين عليها تحملها، مسؤوليات وصعوبات لا يتحمل بعضها حتى الرجل، ولهذا من أهم الواجبات التي تقع على عاتق الإنسان إبداء الامتنان للأم، واللطف والرفقة الطيبة معها، وفي هذا الأمر، تكون لها الأسبقية على الأب، فأي دليل على إكرام النساء أعظم من هذا؟، لقد وضع الإسلام فعليًا المكافأة النهائية للبشر في إخلاصهم لأمهاتهم؛ وهي الجنة.

حتى بعد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، استمر علماء المسلمين في التأكيد على أهمية والإخلاص للأم، من خلال فحص سلوك وتعاليم علماء المسلمين الأوائل، يمكن للمرء أن يرى كيف يُظهر الصحابة سلوكهم تجاه والديهم وكيفية تنفيذ تعاليم الرسول صلى الله عليه وسلم في بر الوالدين، اعتبر صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلماء الإسلام العظيم، معاملة الأم الحسنة أفضل عمل لتقوية علاقته بالله تعالى أو تصحيحها.

كان التركيز الإسلامي على الوالدين كبيرًا لدرجة أن المسلمين اعتبروا فرصة عظيمة لبلوغ الجنة في خدمة الأم، كان ابن معاوية عالمًا إسلاميًا مشهورًا من الجيل الثاني للمسلمين، ولما ماتت أمه بكى ابن معاوية، وسئل: لماذا تبكين؟ قال: كان لي بابان على الجنة، وأحدهما مغلق.

هذه هي القيمة الهائلة والمكانة المرموقة للأمهات في الإسلام؛ التي رفعها إلى مرتبة الأمومة، وأسبقية الأم على الأب، وفي الوقت نفسه، أولى الإسلام أهمية لكلا الوالدين، وأمر باللطف والاحترام لكليهما.

كل ما سبق يوضح كيف أن مكانة الأمهات، قد تم رفعها إلى أعلى مرتبة في الإسلام، إن الشرف الذي منحه الإسلام للأم يتجاوز ما هو موجود في أي دين أو عقيدة أو ثقافة أخرى؛ وهذا دليل واضح على المكانة السامية للمرأة المسلمة.

الأم بحاجة إلى اهتمام من الأبناء

تقضي الأم كل وقتها في رعاية الطفل منذ لحظة ولادته، حتى لحظة إهمال الأم للطفل قد تؤدي إلى وفاة الطفل لا قدر الله، إن رعاية الأم بالطفل ليلاً ونهارًا تحرمها من الراحة اللازمة التي تحتاجها هي، ومع ذلك، فإن الحب الطبيعي للطفل يجعل كل هذا محتملاً.

أن تكون محبوبًا ليس مطلوبًا فقط أثناء الطفولة، بل هي حاجة تستمر طوال دورة حياة الإنسان، ولكن يتم تلبيتها بأشكال مختلفة، يمكننا أن نرى مظاهر الحاجة عندما تكون الأمهات في سن الشيخوخة، فيجب على الأبناء أن يولون اهتمامًا كافيًا بالأمهات، يتمسكون بأراء والديهم.

يعتقد بعض علماء النفس أن الأمهات لديهن احتياجات معينة يتم تلبيتها بإحساس الدفء الذي يشعررن به عند الإهتمام بهن، فيجب على الأبناء أن يكافئون الأم على تعبها معهم عند الصغر وأظهار الحنان والعناية بها، فالأم هي التي تقوم على قضاء كل أيامها ولياليها لتلبية جميع احتياجات الطفل، لا يستطيع الطفل التحدث وهو رضيع، لا يستطيع أن يعرف أين يشعر بالألم، لغته الوحيدة هي لغة البكاء، وعلى الأم أن تتعرف على كل ما يحتاجه من خلال بكائه، مرض الطفل هو مهمة صعبة للغاية في هذه الفترة، يجب على الأم أيضًا أن تعتني بالطفل في جميع الأوقات.

المصدر: التعامل الأسري وفق الهدي النبوي، حنان قرقوتي، 2013المجتمع والأسرة في الإسلام،محمد طاهر الجوابي،2020أخلاقيات التعامل الأسري في السيرة النبوية، عبد الله بن ناصر السدحانالإرشاد الأسري، عبد العزيز، 2011


شارك المقالة: