حقوق الزوج في الإسلام

اقرأ في هذا المقال


الزواج من الأمور عملاً إلز المهمة في حياة الفرد المسلم، الزواج من أكثر السنن المحبوبة في الإسلام، حيث تزوج نبينا الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم وشجع الآخرين على ذلك، توجد آيات عديدة في القرآن الكريم تتعلق بأهمية الزواج في الإسلام، قال الله تعالى في القرآن الكريم: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا”، النساء، 1.

حقوق الزوج في الإسلام

إن الزواج عمل يرضي الله تعالى؛ لأن الزوجان طبقًا وصايا الله تعالى، يحب الزوج والزوجة بعضهما البعض، ويساعد كل منهما الآخر في بذل الجهود لبلوغ الجنة، واستمرار الجنس البشري، وتربية أبنائهم ليكونوا عبادًا حقيقيين لله تعالى، أعلن الله تعالى بعض حقوق الأزواج والزوجات على بعضهم البعض والتي يجب أن تتحقق لعيش حياة سعيدة في الدنيا والآخرة، نذكر في هذا المقال بعض حقوق الزوج على الزوجة في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.

يقول الله تعالى في القرآن الكريم أن لكل من الزوجين بعض الحقوق على الآخر، ولكن للزوج حق خاص على زوجته، وقد ورد في القرآن الكريم في الآية التالية: “والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء ولا يحل لهن أن يكتمن ما خلق الله في أرحامهن إن كن يؤمن بالله واليوم الآخر وبعولتهن أحق بردهن في ذلك إن أرادوا إصلاحا ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة والله عزيز حكيم، ٢٢٨، البقرة.

أهم حقوق الزوج على زوجته

لقد رسم الله تعالى سبحانه مجموعة معينة من الواجبات والمسؤوليات على الرجال والنساء المؤمنين، والتي تشمل حقوق وواجبات الأزواج والزوجات، من أجل تحقيق التوازن، يتمتع كل من الزوج والزوجة بحقوقهما المحددة جيدًا، يتعرف المسلمون على الحقوق المختلفة التي فرضها الله سبحانه على خلقه بطريقة عملية ومفصلة، بدون الوفاء بهذه الحقوق الأساسية، ستتوقف مؤسسة الزواج بأكملها عن إبقائها سليمة ومستدامة وستنهار، مثلما تتمتع النساء بمجموعة من الحقوق على أزواجهن، يمتلك الأزواج أيضًا حقوقًا معينة على زوجاتهم في المقابل.

فيما يلي بعض حقوق الزوج على زوجته التي أقرها الإسلام له:

إن الطاعة حق أساسي للرجل على زوجته ما لم يخالف أوامر الله تعالى ورسول الله صلى الله عليه وسلم، يجب على الزوجة المسلمة حماية أسرار زوجها وخصوصياته وشرف وكرامة زوجها، يجب عليها قدر الإمكان حماية ثروته وأطفاله وماله وممتلكاته وغيرها من جوانب أسرته، يجب أن تظهر الزوجة المسلمة حسن الخلق مع زوجها، على الزوجة أن تحترم المكانة التي منحها الله تعالى لزوجها، ولكي تحافظ الزوجة على جو من المحبة والاستقرار لزوجها وأولادها، عليها أن تظهر المودة والعطف للزوج وأيضًا من خلال إضفاء جو المنزل بمشاعر الحب والفرح واللطف.

يجب على الزوجة أن تولي اهتمامًا مناسبًا لمظهرها، لجذب الزوج والاستجابة لرغباته، لتقوية علاقات الحب بينهما، وينبغي أن توفر له سبل التمتع بجمالها، وإشباع رغباته بما يتوافق مع الشريعة، مما يساعده على تجنب الوقوع في الشهوات المحرمة، يجب ألا تسمح الزوجة للآخرين بالتدخل في شؤونهم، على الزوجة أن تتجنب الحديث عن شؤون بيتها وكذلك في الأمور الخاصة التي بينها وبين زوجها.

وعليها إدارة المنزل والمحافظة  عليه من خلال إعداد وجبات الطعام له والقيام بواجبات منزلية أخرى في سبيل الله تعالى، ويستحب أن تقوم بهذه الواجبات بالرضا واللطف، وأن تضع آمالها ورجاءها في الله تعالى وحده، فهذه الحقوق تساعد على إقامة زواج يرضي الله تعالى في الدنيا والآخرة، والسعي وراء رضى الله عز وجل، وجعل الزوج كوسيلة تنال بها الزوجة رضا ربها حتى لو كان زوجها ناقص الخلق والإيمان.

وعليها أيضاً منع من يكره الزوج من الدخول إلى البيت، فمن الحقوق التي يتمتع بها الزوج على زوجته أنه يجب على الزوجة عدم السماح لأي فرد بدخول منزله الذي لا يحبه الزوج أو لا يوافق عليه، حتى في خطبة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، ألقى الضوء على حقوق الرجال والنساء وأمر بألا يسمح للزوجات بدخول أي شخص في بيوتهن لا يوافق عليه الزوج، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يَحِلُّ لِلْمَرْأَةِ أنْ تَصُومَ وزَوْجُها شاهِدٌ إلَّا بإذْنِهِ، ولا تَأْذَنَ في بَيْتِهِ إلَّا بإذْنِهِ، وما أنْفَقَتْ مِن نَفَقَةٍ عن غيرِ أمْرِهِ فإنَّه يُؤَدَّى إلَيْهِ شَطْرُهُ”، صحيح البخاري.

من حق الزوج على أيضًا تلقي معاملة طيبة ولطيفة من زوجته، إذا لم يكن هناك لطف واحترام متبادل بين الزوج والزوجة، فلا يمكن أن تكون هناك رفقة أو تفاهم بينهم، مما سيؤدي في النهاية إلى فساد الزواج،  يجب على الزوج والزوجة كلاهما أن يتعاملوا مع الرحمة والمغفرة والرفق في علاقتهم وممارستها على أساس يومي، والعمل على خلق بيئة صحية وسعيدة لأسرهم وأنفسهم.

الإسلام دين يقوم على المساواة والعدل والإنصاف والمحبة والإنسانية، وبالتالي فليس من المستغرب أن الإسلام أمر كل من الزوج والزوجة بممارسة مجموعة الحقوق والحريات الخاصة بهما في الزواج، والتي تهدف إلى رعاية وتجميل مؤسسة الزواج بأكملها إذا تم اتباعها بشكل صحيح ووفقًا لشرع الله تعالى.

ومن المواقف غير الصحيحة، تعتقد بعض النساء غير المسؤولات أن أزواجهن يذهبون في نزهة أو رحلة ممتعة كل صباح إلى العمل، حيث يواجه الرجال مئات المشاكل كل يوم، يجب أن تعترف الزوجة ما يمر به الزوج عندما يكون في العمل، فهي لا تعرف أي شخص بغيض كان عنده وكم شخص طويل اللسان يتعامل معه طوال اليوم.

لذلك، عندما يعود الزوج إلى المنزل يجب ألا تقدم  الزوجة جميع الشكاوي في نفس الوقت الذي يعود به الزوج من العمل، لا ينبغي أن يشعر بالذنب لكونه رجلاً، يجب أن تكون الزوجة عادلة واعية وتكون مراعية له، إذا كانت الزوجة كثيرة التذمر والشكوى إلى الزوج خصوصًا في الوقت غير المناسب، فإنها تزيد من همومه وآلامه، فقد يغضب أو يغادر المنزل ويذهب إلى مقهى أو حتى يتجول في الشوارع وما إلى ذلك.

يجب على النساء أن يتركن عادة الشكوى والمبالغة بها في اللحظات غير المناسبة، ويجب عليهن اختيار الوقت المناسب ثم تقديم المشاكل الحقيقية للزوج والتي تستوجب التحدث بها، ليس بالشكوى والتذمر على كل كبيرة وصغيرة، وبطريقة استشارية؛ حتى لا تخلق مشاعر عدائية في الزوج وتبقى الروابط الأسرية آمنة.


شارك المقالة: