ينعكس الأثر النفسي على السلوك البشري بصورة مباشرة، الأمر الذي من شأنه أن يجعل من عمل المرشد النفسي غير مختص في المجال النفسي الفكري فقط ولكن من خلال المجال النفسي السلوكي، كونه ينعكس بصورة مباشرة على مختلف مكوّنات الشخصية من لغة وانفعال وتفكير وهيئة وغيرها من مكوّنات الشخصية، وبناء على هذا الطرح فإنّ المرشد النفسي يعمل على تشكيل السلوك لدى المسترشد بصورة احترافية، فما هي أبرز محطات تشكيل السلوك في الإرشاد النفسي؟
ما هي أبرز محطات تشكيل السلوك في الإرشاد النفسي
1. تحديد السلوك السلبي
إذا كان المرشد قادراً على تحديد السلوك السلبي الذي يقوم به المسترشد والذي هو نتيجة طبيعية لطريقة التفكير السلبية، فهذه تعتبر خطوة أولى وكبيرة نحو الاتجاه في طريق الإصلاح النفسي السلوكي، الأمر الذي من شأنه أن يضع المسترشد بصورة واعية على مفترق طرق، فإما يقوم باختيار السلوك السلبي الذي سيعمل في نهاية الأمر على فشله، أو أنه سيقوم بتغيير هذا السلوك السلبي بطريقة احترافية تعمل على عودته إلى جادة الصواب.
2. رغبة المسترشد بالتغيير
بعد أن يقوم المرشد النفسي بتحديد المشكلة وتفصيلها أمام المسترشد وذكر أبرز الأدلة والبراهين التي تشير إلى الأثر النفسي الكبير الذي يترتّب عليها، تبقى رغبة المسترشد في التغيير وهذا التغيير يترتّب عليه الكثير من التفاصيل المتعلّقة بترك بعض التصرفات والسلوكيات غير المرغوبة أو التي يرى المرشد النفسي أنّها لا تخدم حالة المسترشد، والبدء بتطبيق تصرفات جديدة أكثر نجاحاً وتطوّراً.
3. البدء بتغيير السلوك
يقوم المرشد النفسي خلال هذه الخطوة بوضع خطّة استراتيجية من شأنها القيام بتغيير سلوك المسترشد غير المرغوب بصورة سلسة تدريجية، بحيث تبدأ مظاهر التغيّر بالتشكّل والتأثير في تصرفاته وهيئته وطريقة كلامه، وبناء على هذه الخطوة يقوم المرشد النفسي بتحديد الأهداف والأولويات التي يرغب في القيام بها خلال المراحل المتقدّمة، وهل هناك تجاوب من قبل المسترشد في تغيير سلوكه أم لا، وهل يحتاج إلى خطّة بديلة أم أنه من الممكن التأني والصبر في تنفيذ الخطّة الحالية.
4. تحديد أولويات السلوك المرغوب
في حال بدأ المسترشد بالتجاوب بصورة طبيعية مع السلوك المرغوب، يقوم المرشد النفسي بتحديد أبرز الأولويات التي من الممكن أن تهّذب السلوك وتجعله سلوكاً مرغوباً من قبل الجميع.
5. تقييم السلوك الجديد
بعد أن يتأكد المرشد النفسي من أن السلوك القديم قد تلاشى وأنّ سلوكاً آخر قد ظهر للعيان وأصبح جزءاً من الشخصية، يقوم المرشد النفسي بتقييم هذا السلوك ومعرفة خفاياه ومدى نفعه من ضرّه ومدى تأثيره على شخصية المسترشد بصورة أكثر إيجابية.