دور المرشد النفسي في العلاج الواقعي

اقرأ في هذا المقال


الإرشاد النفسي الواقعي

أكّدت الأبحاث والدِّراسات أنّ الإرشاد الواقعي ساعد على إيجاد الطرق الإرشادية التي يكون فيها المرشد فاعلاً بشكل كبير مع المسترشد وأعضاء المجموعة، سواءً كان بالمشاعر أو العواطف، فالمرشد يعد الموجِّه والمعالج، لذلك يتطلَّب من المرشد النفسي الواقعي أن يكون النموذج المسؤول الذي يقتدي به العملاء، أيضاً يجب أن تكون مبادئ الإرشاد متضمنه لهذا الجانب.

دور المرشد في العلاج الواقعي

يقوم المرشد النفسي الواقعي بالالتزام بعدد من السلوكيات حسب النظرية التي يتبعها، أي نظرية الاختيار بناءً على هذا الاتجاه النفسي وهو العلاج النفسي الواقعي.

  • يجب أن يكون المرشد شخص قادر على إشباع حاجاته الخاصة، يقوم بالتخلّص من جميع الإشكالات الذاتيّة، التي تجعل عملية الإرشاد مرتبكة·
  • أن يمتلك المرشد شخصية قوية ومؤثرة، أن يكون قادر على تفهُّم عواطف العميل وتسويق وفهم سلوكه، الابتعاد عن التغاضي عن سلوكيات المسترشد غير الصحيحة.
  • بناء العلاقة الإرشادية وهي الهدف كم عملية الإرشاد، إذ تعد الشريان الجوهري لها، التي تؤدي بالمسترشد إلى الطمأنينة وإبعاد الخوف وتكوين المودة والأُلفة، أيضاً تقلِّل من الحواجز النفسية بين المرشد والمسترشد منذ البداية·
  • يجب أن يتحلّى المرشد بالصّبر وسعة الصدر، يقوم بتقبُّل المسترشدين مهما يحدثون انفعالات حادة، تحمُّل أعباء العمل في جميع مراحل الإرشاد·
  • يجب أن يفهم المرشد لغة الجسد للمسترشدين، أيضاً أي شيء يصدر عنهم، مثل حركة اليدين وتحريك الرأس ودرجة الانتباه أو عدم التركيز، التفكير بدرجة أكبر بالأسباب والدوافع التي ساعدت على حدوث هذه التصرُّفات·
  • يجب أن يركّز المرشد على الأفعال وليس على المشاعر، محاولة التقليل من الضغوط، الاهتمام بالسلوكيات الحاضرة التي تتعلق بالزمان والمكان (هنا والآن)، مع الابتعاد عن الاهتمام بالماضي·
  • يجب أن يقدِّم المرشد العون النفسي، مساعدة المسترشد على تكوين خطط واقعية، أيضاً استخدام طاقات المسترشد الكامنة، استغلالها في بناء شخصية المسترشد وفي تنفيذ الخطة·
  • مساعدة المسترشدين على معرفة السبب وراء سلوكياتهم، التعرُّف عليها والاعتراف وما تتضمنه من أخطاء، ثم يحاول الاستفادة من الخبرة العقلانية؛ من أجل تصحيح هذه الأخطاء، أيضاً تعديل السلوك·
  • أن يقوم المرشد بتوضيح الفائدة والأهمية، لا يقبل الأعذار والمبرّرات الوهمية، لا يتقبَّل أي مسوِّغات من قبل المسترشدين، لأنها تشكل عوائق لعملية الإرشاد أو العلاج.
  • عدم الاستسلام عندما يفشل التعاون مع المسترشدين أثناء عملية الإرشاد، عدم وصفهم بأصحاب العُقول الجامدة، عدم إعلان صعوبة التعاون معهم، بل القيام بحل المشكلة، لأنه سيتكوّن حاجز أمام فرص العلاج.

مراحل الإرشاد في العلاج الواقعي

  • المشاركة الوجدانية: هي الشريان الأساسي لجميع مراحل العلاج، تساعد على نمو الذات عند العميل وتخفيف توتراته، أيضاً تساعد على تحقيق الاندماج، الذي ينطوي على علاقة إنسانية صادقة، تشمل المشاركة التقبُّل وتقديم المساعدة والعون في تحقيق حاجاته في مواجهة الواقع بدلاً من الهروب. أما التعاطف الوجداني هو أن يشعر العميل بأنَّ المرشد يشاركه الإحساس بالمشكلة، أنّه متفهِّم لظروفه وجميع الملابسات التي تحيط به، لدرجة يبدو معها المرشد وكأنه هو صاحب المشكلة أو أنه يرى الأشياء والظروف من عين العميل.
  • المسؤولية: قام جلاسر بتعريفها على أنّها استطاعة الفرد على تحقيق حاجاته، بشرط ألا تحرم الآخرين من قدرتهم على تحقيق حاجاتهم وحقوقهم. عندما يرى المسترشد أنَّ سلوكه سيء وأنه يرغب في أن يكون أكثر مسؤولية، يقوم المرشد على تقديم المساعدة لوضع خطة واقعية تناسب إمكانات المسترشد؛ ذلك من أجل تعديل سلوكه ولتلافي حالات الفشل؛ لأنّ ترك الفرد يتحمل المسؤولية هي إحدى الأهداف المهمة التي يريد أن يصل إليها المرشد.
  • الواقع: هو القيام بتوضيح خطوات تعلُّم السلوك عن طريق إدراك العالم الحقيقي والواقعي. إنّ الحاجات تقوم على إشباع إطار القيود التي يقوم المجتمع بفرضها في هذه المرحلة على السلوك، ليس على المشاعر والحاضر، ليس على الماضي أيضاً.
  • الصّحيح: توضح نظرية العلاج أنّ القيم المخزونة لدى الفرد تحدِّد له معايير الصواب والخطأ، تصبح أفعال الفرد متقبَّلة، خاصة ًإذا لم يُنظر إليها بمنظور تقويمي، أي إذا كانت صحيحة أو خاطئة، هناك العديد من المعايير المتّفق عليها داخل المجتمع. إنّ معايير الصواب المأخوذة من الثقافة والدين والتقاليد، ترتبط ارتباطاً وثيقاً حتى عندما يرتبط سلوك الفرد مع الأنماط التقليدية السائدة عند جماعته فإنّه يفعل ذلك بطريقته الخاصَّة وتتخذ صفة الأمومية لتشمل الإنسانية كافة. أما بعض المجتمعات الّتي تختص بمعايير المحتويات وأحكام خلقية دون الآخر لا يقتصر دورها على توجيه السلوك فقط، إنّما هي ضرورية بالحاجة الى أهمية ذاتية فجميع الأخلاقيات والمثل والقيم والصحيح والخطأ من السلوك عن طريق الثواب والعقاب يتم تعديل سلوك الفرد.
  • إعداد الخطة: يتم بناء الخطة مع المراعاة بالحاجات المهمة للمسترشدين، أن تكون خطة واضحة وسهلة ومرتبطة بالواقع. يتم استخدام في هذه المرحلة التغذية الراجعة وحدث اندماج بين المرشد والمجموعة، أيضاً الاندماج بين أعضاء المجموعة أنفسهم، فقد تتضمن الخطة سرد بعض الأحداث المضحكة؛ ذلك لزيادة الفعالية والمشاركة من قبل أفراد المجموعة.
  • الالتزام: يعني الالتزام بتنفيذ الخطة التي وضعها المسترشد لنفسه مع مساعدة المرشد، بدون أي ضغط من قبل المرشد، إلا بالشيء الذي لا يثير حفيظة المسترشد، حتى يستطيع المرشد تقديم المعونة والمساعدة في حالة التزام المسترشد بتنفيذ هذا التعاقد، بحيث تكون حالة التنفيذ تلقائية وبدون أي رقابة.
  • رفض قبول الأعذار: إذا لم تحقق الخطة الأهداف المراد الوصول إليها فعلى المرشد أن يقوم بالتوضيح للمسترشد بأنّ الأعذار والمُبررات غير مقبولة، هي شكل من أشكال خداع الذات، لذلك يمكن الاعتراف بالخطأ، إنَّ هذه الأعذار هي لذّة عابرة، لكنَّها تكون في المستقبل غير نافعة. عدم إثارة اللوم والتوبيخ، أيضاً يجب مراجعة عمل الخطة وإعادة صياغتها، أن يعترف المرشد أن الخطة غير عملية، لذا دعنا نقوم بالتعاون لتغييرها.
  • الابتعاد عن العقاب: يعرّف العقاب بالإجراءات التي تسبب الأذى النفسي والإيذاء الجسمي للفرد، مع إثارة المخاوف، يجب أن يكون العقاب بشكل عقلاني، بهدف تعديل السلوك غير المرغوب فيه. يرى جلاسر أنَّ العقاب لا يقوم بتغيير السلوك بل يحدث العكس تماماً، فهو يقف أمام عملية الاندماج بين المرشد والمسترشد. يؤدي استخدام العقاب إلى ظهور المحتويات التي يقوم المرشد برفضها، لذلك فإنّ البديل عن العقاب هو مطالبة المسترشد بأن يرى ويتقبَّل النتائج المنطقيِّة التي تثبت سلوكه.
  • إعادة التعلُّم: تعد من الخطوات الأخيرة لمراحل الإرشاد حسب العلاج الواقعي، يحاول المرشد إعادة كل شيء تعلّمه أثناء الجلسة، من النمذجة لعدد من الجوانب السلوكية أو أن يقوم بمناقشة عدد من الموضوعات ذات العلاقة بموضوع الجلسة، باتباع أساليب معيَّنة تنصهر في ذات المسترشد. يجب أن تكون على شكل خبرات خاصَّة بالموقف خارج ذاته لها تأثير على سلوك المسترشد، تنمية الثقة بالنفس، أيضاً الاعتماد على الذات عن طريق التعاون والفاعلية الإيجابية مع الأسلوب الإرشادي.

شارك المقالة: