اقرأ في هذا المقال
- سلبيات وإيجابيات تدخل الآباء في حياة الأبناء في الإسلام
- آثار تدخل الوالدين في حياة الأبناء في الإسلام
كان موضوع تدخل الوالدين في حياة أبنائهم دائمًا مهمًا للنقاش، وتظهر الكثير من المشاكل غير الضرورية بسبب التدخل غير المبرر في شؤون الأبناء من قبل والديهم، وتحدث العديد من حالات الطلاق أيضًا بين الأزواج الشباب بسبب تدخل الوالدين، وإذا كان الآباء يريدون حقًا لأبنائهم أن يزدهروا ويتقدموا فعليهم الامتناع عن التدخل في شؤونهم.
سلبيات وإيجابيات تدخل الآباء في حياة الأبناء في الإسلام
يجب ألا يحاول الآباء أن يصبحوا قضاة غير مدعوين لمشاكل الأبناء الناضجين؛ لأن ذلك يتسبب في مشاكل للأبناء خلال تدخلهم، ويجب أن يعلم الآباء أن واجبهم هو تربية أبنائهم على كل النواحي المادية والعاطفية والروحية والدينية، وإعطاء الأبناء تربية إسلامية جيدة، فعندما يحين موعد تزويجهم مثلاً يجب الترتيب الزواج لهم حتى يتمكنوا من بدء حياتهم المستقبلية مع أزواجهم، بعد ذلك يجب على الوالدين الامتناع عن التدخل في شؤونهم.
ويجب أن يأتي الوقت الذي لا ينبغي للأمهات فيه أن يكن فضوليات بشأن شؤون بناتهن، فإذا ظهرت بعض الخلافات بين الابنة وزوجها، فيجب على الوالدين الوقوف إلى جانب الزوج بدلاً من الوقوف إلى جانب ابنتهما إذا كان على حق.
ويصبح الزواج عقبة في حياة البنات، وزرع الأفكار في عقلها والسيطرة عليها من جهة الوالدين وخصوصًا الأم عمل قمعي، ويصبح تدخل الوالدين في كثير من الأحيان سببًا في تفكك زيجات الأزواج الصغار، حتى لو لم تصل الأمور إلى مرحلة الطلاق، فإنها ستصبح سببًا لانخفاض الحب بين الزوجين الشابين.
آثار تدخل الوالدين في حياة الأبناء في الإسلام
من واجب الآباء أيضًا أن ينشئوا تربية إسلامية سليمة لأبنائهم، يجب أن يعتنوا باحتياجاتهم المادية والعاطفية والروحية، ويمنحون المجتمع الرجال المحترمين، وعندما يصبح هذا الابن بالغًا من واجب الوالدين إيجاد الزوجة المناسبة له، حتى يتمكن من بدء حياته الزوجية.
وهنا يجب على الوالدين الامتناع عن التدخل في أمور الزوجين الشابين، إذا لاحظوا أن الأزواج الشباب لديهم بعض الخلافات، فيجب عليهم الانحياز إلى زوجة الابن إذا كانت غير مخطئة، وحتى لو كانت مخطئة يجب التوضيح لها في وقت لاحق، وإظهار الطريقة الصحيحة لها.
وفي الوقت الخلاف من المهم إطفاء نار الفتنة وعدم تأجيجها بين الزوجين، فإذا وجد الوالدان أن الزوجين المتزوجين حديثًا في شِجار، فيجب أن يحاولوا بحكمة نزع فتيل الموقف، لكن بشكل عام نجد أن آباء الشباب المتزوجين وخاصة الآباء يقفون إلى جانب أبنائهم، وبالتالي يخلقون مشاكل في حياة أبنائهم الزوجية.
وتتوقع الأمهات بدورهن من أبنائهن أن يفعلوا ما يريدون، حتى لو أمرت الأم ابنها أن يطلق زوجته، فإنها تتوقع منه أن يطيعها، عندها فقط ستكون مسرورة به، يريد الأب أن يُستعبد ابنه له بشكل دائم ويفي بأمره، هذا خاطئ تمامًا، فمثل هؤلاء الناس يخلقون التوترات ويدمرون المنازل.
ويجب أن يعلم الوالدان أن الذين يبذرون الفتنة أن هناك عقوبة رهيبة تنتظرهم، وهي عقوبة الفتنة، قال تعالى: “وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ ۚ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ ۚ وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّىٰ يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ ۖ فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ ۗ كَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ” البقرة، 191.
وإشاعة الفتنة وخلق المرارة بين الزوج والزوجة من الذنوب وأشد من قتل الإنسان، في بعض الأحيان تستخدم حماة الأزواج اللغة القاسية بفترة الخلاف بين الأبناء، وتُحدِث جروحًا عميقة بحيث لا يمكن للأصهار أن ينسوها لبقية حياتهم، فيجب أن يمتنع الناس عن تلويث ألسنتهم بلغة بذيئة، بل يجب أن يكونوا ودودين وعاطفيون مع زوجة الابن ومع الابن نفسه.
ويجب أن يتوخى الآباء الحذر في طريقة التدخل بحياة الأبناء البالغين العاقلين، ويجب أن يسعوا جاهدين لحياة سعيدة ومُرضية لأبنائهم وأفراد أسرته الآخرين.
وفي كثير من الحالات التدخل في حياة الأبناء المتزوجين تكون نتيجته الطلاق، فعندما يعود الرجل إلى المنزل بعد يوم عمل شاق والذي يعتبر وفقًا للقرآن مكانًا للراحة والاسترخاء، فإنه يتوقع أن تتغلب رعاية ودعم زوجته على التعب وينعش نفسه، لكن في بعض الأحيان بدلاً من الراحة يصبح المنزل مصدرًا للتعذيب، والزوجة التي كانت تشعر بالوحدة طوال اليوم تبدأ في الشكوى لزوجها بمجرد أن تراه فتبدأ تشكو له من والديه.
ثم بمجرد أن تجده والدته بمفرده تبدأ في الغيبة والنميمة على زوجته، واستماع الابن إلى كل هذا يتعبه ويصبح مضطربًا، فلم يعد المنزل مأوى له بل مكان لعدم الراحة والتعب المستمر.
وفي النهاية نستنتج أن على الوالدين عدم التدخل في شؤون أبنائهم، وترك الحرية لهم في نحت مستقبلهم، وعدم أذية الأبناء بالتدخل في حياتهم الخاصة؛ حتى لا تؤذيهم من دون قصد.