الفلسفة في نظرية الذات
تؤمن الفلسفة في نظرية الذَّات بأنَّ الفرد مهم جداً مهما كان يحمل من مشكلات؛ ذلك لأنَّه يمتلك عناصر طيبة وجيدة، تقوم بمساعدته على حل مشكلاته، أيضاً تقوم على تحديد مصيره بنفسه.
إنّ الفلسفة الأساسية للمرشد تكون باحترام الفرد بكل ما يحمله، مساعدته على توجيه الذات بشكل صحيح؛ ليكون شخص جدير بالاحترام. إنَّ مؤسِّس نظرية الذَّات هو المعاصر كارل روجرز، حيث اعتبر المعالجون الآخرون أنّ نظريّته من النظريات الأهم في الإرشاد والعلاج النفسي، أيضاً اعتبرت نظريته من النظريات المتمركزة حول العميل.
ما هي الذات
هي تكوين معرفي منتظم ويقوم على تعليم المُدركات الشعورية والتّصورات وأي تقييم خاص بالذات، يقوم الفرد على بلورته، تعتبره تعريف نفسي لذات الفرد.
يوجد لكلمة الذَّات كما تستخدم في علم النفس معنيان متخلفان، فهي تُعرف باتجاهات الشَّخص ومشاعره عن نفسه من ناحية، من ناحية أخرى تعد مجموعة من العمليات النفسية التي تقوم بتحديد السلوك والتوافق.
يمكن تسمية المعنى الأول، الذَّات كموضوع، حيث أنَّهّ يقوم بتعيين اتجاهات الشخص ومشاعره وتقييمه لنفسه ومدركاته كموضوع، أي أنّ هذا المعنى يكوِّن فكرة الشخص عن نفسه. يسمّى المعنى الثاني الذّات كعملية، حيث تكون الذَّات هي الفاعل، بمعنى أنّها تتشكّل من مجموعة نشيطة من العمليات المختلفة، مثل التفكير والتذكُّر والإدراك.
يتشكّل مفهوم الذَّات من أفكار الفرد نفسه، التي تكون متجانسة ومحددة الأبعاد، أيضاً تتشكل من العناصر المتعددة لكينونة الفرد الداخلية والخارجية، تتضمَّن هذه العناصر تصورات الفرد التي تقوم على تحديد خصائص الذَّات، تنعكس بشكل إجرائي على وصف الفرد لذاته كما يراها.
يقوم مفهوم الذَّات المدرك وتصورات الفرد على تحديد الصورة، الذي يظن أنّ الآخرين في المجتمع يقومون بتصوّرها عنه، يقوم بها الفرد عن طريق التفاعلات الاجتماعية مع الآخرين. يقوم مفهوم الذات الاجتماعي على تحديد تصورات الفرد، التي تقوم على تحديد الصورة المثاليّة له.
وظيفة مفهوم الذات
تعتبر وظيفة مفهوم الذات من الوظائف الدافعية والمتكاملة والمنتظمة، تنظِّم وتحدد السلوك، ينمو الفرد بشكل تكويني كنتاج للتفاعل الاجتماعي، تأكيد الذات الداخلي، بالرَّغم من أنَّ مفهوم الذَّات ثابت بشكل تقريبي، إلَّا أنّه يمكن تغييره وقف ظروف معينة.
ملاحظات هامَّة تخص الذات:
- إنّ مفهوم الذات يعتبر أهم من الذَّات الحقيقية في تحديد السلوك.
- إنّ كل جشطالتي يهتم بالوراثة والبيئة المحيطة والمادية والاجتماعية والسلوكية، أيضاً يهتم بالآخرين الجذابين في حياة الفرد، كما يهتم بالنضج والتعلُّم والحاجات، يتأثر بالموجِّهات.
- إنّ الفرد يحاول بشكل دائم تأكيد وتعزيز ذاته، فهو يحتاج إلى مفهوم ذاتي موجب، إنّ مفهوم الذَّات يعتبر من المفاهيم الشعورية التي يعرفها الفرد، بينما قد تتضمن الذات عناصر غير شعورية لا يعرفها الفرد.
سلبيات نظرية الذات
- تتعامل مع أصناف معينة من الأشخاص الذين لديهم تدني في مفهوم الذَّات، ممَّن لديهم القدرة على تحمل المسؤولية الشخصيَّة.
- تقوم بإهمال عملية التشخيص، رغم اتفاق أغلب طرق الإرشاد على أهميَّة هذه العملية.
- تقوم بمراعاة الإنسان على حساب العلم والحقيقة، إذ أنّ الشخص المستفيد هو مصدر المعلومات الوحيد، المهم عند روجرز هو كيف يرى المستفيد المشكلة ليس كما هي الحقيقة.
- تترك العنان للمنتفع، ممّا قد يجبر المنتفع بالوصول إلى دوامات ومتاهات ولا يصل إلى حل واضح.
- لا تناسب توقعات عدد من المستفيدين من المرشد، من حيث عرض المعلومات أو إعطاء النُّصح أو المواجهة.
إيجابيات نظرية الذات
- تتناسب في التعامل مع عدد كبير من المشكلات والاضطرابات، ذات العلاقة بتدني مفهوم الذَّات لدى الفرد.
- تقوم على احترام الإنسان وكرامته، تنظر إليه بشكل إيجابي، فهو مدفوع بدافع داخلي ليحافظ على نفسه ويطوّرها على عكس النظرية السلبية لفرويد.
- تتسق مع الأسلوب الديموقراطي في الحياة.
- يكون العلاج فيها سريع، خاصَّة إذا تمَّت مقارنته بالمدرسة التحليلية، فهي تقوم باختصار الوقت والجهد.
- تتصف بسهولتها، إذ من الممكن تعلّم التكنيكات التي تستخدمها بسهولة، مناسبة للتعامل مع الإنسان، تمَّ تبني تكنيكاتها العلاجية من قبل الكثير من المعالجين والمرشدين من أصحاب التوجه الإنساني وغيرهم.
- تمثِّل المنهج الوسطي بين النظرية التحليلية والنظرية السلوكية.
- تقوم على توفير الجو النفسي الآمن، يساعد العميل على التحدث عن مكنونات الذَّات الخاصَّة لديه.
- تقوم بالتأكيد على أهميَّة معرفة توجُّه الإنسان الفكري والحياتي، تعتبِر ذلك الجوهر في المرحلة الأولى من العلاج مع بناء العلاقة العلاجية. يأتي بعد ذلك مرحلة العلاج المتمركز حول المشاعر، ثمَّ مرحلة العلاج المتمركز حول الخبرات.