سلوك الالتصاق وإعادة التوجيه في فصل منتسوري

اقرأ في هذا المقال


شعرت منتسوري بسلوك الالتصاق وإعادة التوجيه عندما أصبحت مدرسة رئيسية في أول فصل دراسي في منتسوري، ولقد فهمت الفلسفة الكامنة وراء التطبيع والانحرافات، لكن كيف يمكن استخدامها عمليًا عندما يحين الوقت للاقتراب من طفل كان يسيء التصرف، وما الذي يمكنها فعله؟ وماذا عساها تقول؟ حيث لا تستطيع أن تؤكد بما فيه الكفاية على أهمية مراقبة المعلمين المخضرمين لمنتسوري حتى اليوم.

سلوك الالتصاق وإعادة التوجيه في فصل منتسوري

في الفصول الدراسية في منتسوري بإمكان الموجهين تجربة الانخراط فيه لكل طفل وعمله بنشاط، وكان هناك شعور بالسلام والوئام، وشعور الأطفال أنه يمكنهم البقاء هناك إلى الأبد، فهؤلاء هم مدرسو منتسوري الذين سعت إليهم ماريا منتسوري ليكونوا مرشدين بنظامها.

وتتعلق إعادة توجيه سلوك الطالب في فصل دراسي في منتسوري بكيفية تفاعل معلم منتسوري مع الطفل عندما يسيء التصرف، ونظرًا للأهمية الموضوعة على البيئة المجهزة جيدًا والمعلمين المستعدين جيدًا، يجب أن يكون هناك القليل نسبيًا من سوء السلوك عندما يكون المعلم متمرسًا ويتم تطبيع الأطفال.

إعادة توجيه السلوك في فصل منتسوري والعمل نحو التطبيع

غالبًا ما يدخل الأطفال إلى بيئة منتسوري وهم على استعداد للنضال أو القتال، وتقول الدكتورة منتسوري في كتاب اكتشاف الطفل: “كل عيب في الشخصية يرجع إلى معاملة خاطئة تعرض لها الطفل خلال سنواته الأولى”، ومن واجب معلم منتسوري إزالة أي عقبات (بما في ذلك نفسها) تعيق نمو الطفل، وعن طريق الملاحظات ذات الدقة العالية، والكلمات التي تكون ذات معنى وتتصف بالجدية، والعمل التلقائي، والالتزام بفلسفة ومبادئ منهج منتسوري بإمكان مدرس منتسوري إعادة توجيه سلوك الطالب وإعادة تركيزه بشكل ناجح.

ودعت منتسوري إلى النظر في السيناريو التالي: حيث لاحظت أحدى معلمات منتسوري أن أحد طلاب منتسوري يتجول هذا الأسبوع خلال وقت الدائرة، ويقطع العروض التقديمية ويزعج الآخرين أثناء وقت العمل، فقد قاطع درس منتسوري على البرج الوردي.

وتعرف معلمة منتسوري أن الدكتورة منتسوري صرحت بأنه إذا أظهر الطفل ميلًا لإساءة التصرف، فسوف تتحقق منه بكلمات جادة وهي بهدوء، لكنها تستخدم كلماتها بحزم لإيصال أنه قد لا يقاطع عروضها التقديمية، عفواً، لا يجوز لك مقاطعة درسنا، ويمكنك العمل مع هذه المواد لاحقًا، عندما ننتهي منها.

وفي وقت لاحق بعد الانتهاء من عرضها، ترى معلمة منتسوري أن نفس الطفل يزعج طفلًا آخر يحاول ترتيب الزهور في مجال الحياة العملية، وفي كثير من الأحيان قد يكون كل ما هو مطلوب من المعلمة هو التذكير الهادئ واللطيف بدعوة الطفل للعثور على عمل مناسب، فقد تقول له لقد لاحظت أنك كنت تعمل على شحذ أقلام الرصاص في وقت سابق، فهل ترغب في أن تريني هذا العمل؟

وبإعادة توجيهه للعثور على عمل يعيد المعلم تركيزه على هدفه الحقيقي، وقالت الدكتورة منتسوري لذلك يتم تحقيق الانضباط بشكل غير مباشر، أي من خلال تطوير النشاط في العمل العفوي، فبينما يركز الأطفال على عملهم، تقل حاجتهم إلى سوء التصرف مع تقدمهم نحو التطبيع.

مع بعض الأطفال وخاصة أولئك الجدد في فصل منتسوري فلا يزالون في المرحلة الأولى من التطبيع، فقد لا يكون طلبًا بسيطًا للعثور على عمل مناسب كافيًا لإعادة توجيهه، ففي هذه الحالة يستخدم مدرس منتسوري استراتيجية أخرى تسمى الالتصاق، حيث يبقي المعلم الطفل بالقرب منه قبل دعوة الطفل لإيجاد عمل مناسب.

ففي المثال السابق يكون الالتصاق على الشكل التالي: بعد أن أظهرت معلمة منتسوري كيفية شحذ أقلام الرصاص، لا يزال الطفل يتجول بلا هدف حول فصل منتسوري فقد تطلب منه بهدوء الانضمام إليها لفترة وجيزة، وتقول له لقد لاحظت أنك تواجه صعوبة في الاستقرار هذا الصباح، من فضلك تعال وانضم إلى زميلك بينما أنا أعطي هذا الدرس، وبعد ذلك سنجد أنا وأنت بعض العمل للقيام به، ويتم ملاحظة أن معلمة منتسوري أخبرت الطفل أنها ستقرر متى يحين الوقت لتركه بجانبها.

سلوك الالتصاق في فصل منتسوري والعمل نحو التطبيع

الالتصاق ليس عقاب، حيث يمنح الطفل الوقت لإعادة التركيز وملاحظة الآخرين العاملين في الفصل الدراسي منتسوري، كما إنها طريقة للأطفال لإعادة التمركز وتهدئة أنفسهم حتى يتمكنوا من العمل بفعالية في الفصل الدراسي.

ويستغرق تعلم إعادة توجيه السلوك وقتًا وممارسةً، ولا يحدث بين عشية وضحاها، وقد لاحظت الدكتورة منتسوري أن المعلمة لديها العديد من الوظائف الصعبة، ويجب أن تكتسب معرفة دقيقة بالتقنيات، للتعامل مع الطفل، وقد تكون هناك فترة من التجربة والخطأ وهي تمارس تقنيات مختلفة لتوجيه السلوك المناسب.

وتذكر ماريا منتسوري أن الأطفال يحتاجون إلى رعاية عاطفية بالإضافة إلى رعاية جسدية، والمعلم الذي يتسم بالصبر ولكنه حازم وبطيء الغضب سوف يلهم الأطفال بالخير والثقة.

وفي النهاية نستنتج أن في منهج منتسوري العيوب في الشخصية عند الأطفال تذهب من تلقاء نفسها، وذلك من خلال فقط تطويع الظروف التي ينشأ فيها ومساعدته والبقاء بقربه وتوجيهه، وهذا ما تقصده بسلوك الالتصاق وإعادة التوجيه في فصل منتسوري.


شارك المقالة: