سن المراهقة في علم النفس التنموي

اقرأ في هذا المقال


إنَّه من الممكن تعريف مرحلة المراهقة بأنها فترة الانتقال من الطفولة إلى سن البلوغ، يتضمن العديد من التغيرات الجسدية والمعرفية والنفسية الاجتماعية، أما مرحلة البلوغ فهي فترة من النمو البدني السريع والنضج الجنسي التي تحدث خلال فترة المراهقة، تبدأ هذه التغييرات في مكان ما بين سن 8 و14 عام، كما تبدأ الفتيات في سن البلوغ في حوالي عشر سنوات من العمر، يبدأ الأولاد بعد حوالي عام ونصف، تستغرق هذه التغييرات حوالي من ثلاث إلى أربع سنوات حتى تكتمل.

مفاهيم مرحلة المراهقة في علم النفس التنموي:

طفرة النمو الجسدي:

يعاني المراهقون من طفرة نمو جسدي شاملة، حيث يبدأ النمو من الأطراف تجاه الجذع، يشار إلى هذا على أنّه التنمية القريبة القريبة، بعبارة أخرى قد نرى اليدين تنمو ثم الذراعين وأخيراً الجذع، تعني طفرة النمو الجسدي الكلي زيادة في الطول حوالي 10-11 بوصة ووزن من خمسين إلى خمسة وسبعين رطلاً، يبدأ الرأس في النمو في وقت ما بعد مرور القدمين بفترة نموها، لكن نمو الرأس يسبقه نمو الأذنين والأنف والشفتين، مع نمو الجذع تنمو كذلك الأعضاء الداخلية.
يشهد القلب والرئتان نمو كبير خلال هذه الفترة، يصبح العرق والرائحة والزيت أكثر نشاط، كما ينفق المراهقون في الولايات المتحدة الكثير من الأموال على مزيلات العرق وأدوية حب الشباب نتيجة لذلك، يخضع الدماغ كذلك لتغير جذري خلال فترة المراهقة؛ قشرة الفص الجبهي والواقعة خلف الجبهة، فهي جزء من الدماغ يساعد في الحكم والتخطيط ووضع الاستراتيجيات، هذا ينمو في مرحلة المراهقة المبكرة.

النضج الجنسي:

هو تغيير آخر نمُر به خلال فترة المراهقة، تنقسم التغييرات إلى فئتين؛ الخصائص الجنسية الأولية وهي التغييرات في الأعضاء التناسلية، بالنسبة للذكور تشمل الخصائص الأساسية نمو الخصيتين والقضيب وكيس الصفن والقذف الأول للسائل المنوي أو الحيوانات المنوية، يحدث هذا بين 11و15 سنة من العمر.
أمّا الخصائص الثانوية هي تلك التي لا ترتبط بشكل مباشر بالتكاثر؛ لكنها تغيرات تشير إلى أن الذكر أصبح ناضج جنسياً، تصبح الأكتاف أوسع وتصبح الهالة أو المنطقة المحيطة بالحلمات أكبر، هناك بعض النمو المؤقت للثدي بسبب التغيرات الهرمونية لدى العديد من الأولاد، عادة حوالي أربع عشرة سنة من العمر، ينخفض ​​الصوت مع نمو الحنجرة ويصبح الشعر أكثر خشونة وأكثر قتامة، كما ينمو الشعر في منطقة العانة وتحت الإبطين والوجه، عند الإناث تشمل الخصائص الأساسية نمو الرحم وفترة الحيض الأولى أو الحيض، يمكن أن يؤدي الإجهاد وارتفاع نسبة الدهون في الجسم إلى حدوث الحيض في سن أصغر.
يوجد حالياً قدر كبير من الاهتمام على المظهر الجسدي في الولايات المتحدة، قد يكون هذا صعب بالنسبة للمراهقين، يرغب معظم المراهقين فقط في التوافق مع أقرانهم وقد يشعر أولئك الذين لا يفعلون ذلك بعدم الارتياح، المراهقون الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة قد يتعرضون للسخرية، قد تكون التغييرات الجسدية أسهل بالنسبة للأولاد من البنات؛ لأنّه بينما يتجه الأولاد نحو المثل الثقافي المتمثل في أن يصبحوا أكبر، فإن الفتيات يبتعدن عن المثل الثقافي المتمثل في البقاء نحيفات.
قد تشعر الإناث الناضجة في سن مبكرة بعدم الارتياح مع سن البلوغ؛ لأنه قد يُعتقد أنها أكبر سناً، ممّا هي عليه وقد يُعتقد أنها نشطة وناضجة جنسياً على الرغم من أنها ليست كذلك، كما قد تشعر الإناث المتأخرة النضج أن الآخرين لا يحترمونهم لأنهم كبروا، قد يكون الذكور في مرحلة النضج المبكر شائع في المدرسة ويعتقد أنهم أكثر نضج ممّا هم عليه، فقد قد يتم تجنيدهم كذلك في عصابات أو للقيام بنشاط عنيف آخر بسبب جسدهم إذا كانوا يعيشون في أحياء أو مجتمعات يحدث فيها هذا النوع من النشاط، قد يعوض الذكور المتأخرون النضج عن بنائهم الطفيف بمحاولة التصرف كما لو كانوا أكبر سناً منهم.

طفرة النمو:

تترافق طفرة النمو مع الحاجة إلى المزيد من السعرات الحرارية، يحصل معظم المراهقين في الولايات المتحدة على سعرات حرارية كافية لأجسامهم، لكن لا يأكلون الأطعمة الصحية، فالأطعمة الغنية بالدهون والسكر والمالحة جنباً إلى جنب مع نمط الحياة المستقرة تجعل العديد من المراهقين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة، يتعرض هؤلاء المراهقون لمخاطر صحية مثل انقطاع النفس النومي وارتفاع ضغط الدم ومرض السكري من النوع الثاني وإغلاق الشرايين.

اضطرابات الأكل:

قد يعاني المراهقون كذلك من اضطرابات الأكل، فالفتيات المراهقات معرضات بشكل خاص لاضطرابات الأكل في الثقافات المهووسة بالنحافة، فقدان الشهية العصبي هو مجاعة عامة تهدد الحياة، يرى الشخص المصاب بفقدان الشهية الدهون حيث لا توجد دهون وقد يصبح مهووس بالنحافة والنظام الغذائي المفرط والتمارين الرياضية، يصعب علاج فقدان الشهية ولكن يمكن أن يؤدي إلى سكتة قلبية.
يعتبر الشره المرضي اضطراب آخر في الأكل يأكل فيه الشخص في نوبات الشراهة ثم يطهر من خلال القيء الذاتي أو استخدام المسهلات أو الحقن الشرجية، يمكن أن يؤدي التعرض المتكرر للأسنان إلى حمض المعدة المتآكل إلى تكسير المين، قد تظهر بثور دموية على سقف الفم وقد يتغير لون إصبع السبابة ويتلف المريء بسبب القيء المتكرر.

التطور المعرفي:

يعتقد بياجيه أنّ العديد من المراهقين يصلون إلى التفكير العملي الرسمي، يتميز هذا بالقدرة على التفكير المجرد أو استخدام أنظمة الفكر المجرد أو المنطق بسهولة أكبر، قد يكون المراهق الآن قادر على فهم المعاني الرمزية مثل تلك الموجودة في الدين، قد يهتم المراهقون كذلك بمواقف “ماذا لو” أو المواقف الافتراضية بسهولة أكبر، فقد يدرك المراهق أفكاره ويستمتع بلعبة التفكير أو الاستبطان، يقدم عالم النفس ديفيد إلكيند بعض الأفكار حول الصفات الفريدة لفكر المراهق.
تمركز الذات لدى المراهقين هو الشعور الذي قد يشعر به المراهق بأنّه لا يمكن لأحد أن يفهم ما يمر به، قد يُقال لشخص بالغ “أنت لا تفهم ولا أحد يفهم، يشير الجمهور الخيالي إلى الشعور بالوعي الذاتي الذي يشعر به العديد من المراهقين، حتى عندما يكون بمفرده، قد يتخيل المراهق كيف يراه الآخرون، أولئك الذين يشعرون بعدم الارتياح أو الإحراج بشكل خاص قد يحاولون إزعاجهم من خلال السخرية أو من خلال المواقف في الأماكن العامة.
يمكن أن يصاحب التفكير التشغيلي الرسمي القدرة على رؤية الاحتمالات التي لم يتم التفكير فيها من قبل، نتيجة لذلك غالباً ما يكون الشباب مثاليين، مع ذلك فإن ما هو ممكن ليس هو نفسه المحتمل، تتضمن بعض المخاوف الحالية في مجال التعليم في الولايات المتحدة تقليل معدل الطلاب الذين يتركون المدرسة قبل إكمال شهاداتهم الثانوية والطبيعة غير الشخصية للمدارس الثانوية الكبيرة والبيروقراطية، كذلك مسألة مكان تجميع الطلاب حسب العمر في المدرسة.


المراهقة في علم النفس التنموي:

يمكن إرجاع بداية الفكرة الحديثة عن المراهقة في علم النفس التنموي كوقت للعاصفة والتوتر إلى جي ستانلي هول، كتب هول عملاً من ثلاثة مجلدات يوثق حياة الشباب في عام 1909، مع انتقال الناس إلى المدن الصناعية الكبرى أصبح الشباب أكثر وضوح واكتسبوا اهتمام الأخصائيين وغيرهم من المهتمين بالتنمية، يعتقد هول أنّ عاصفة المراهقة وضغوطها تنشأ عن التغيرات البيولوجية المرتبطة بالبلوغ، لكن بالنسبة للعديد من المراهقين فإنّ المراهقة ليست فترة عاصفة وتوتر.
يبدو أنّه وقت أكثر إرهاق لأولئك الذين يعانون كذلك من ضغوط أخرى، كتبت آنا فرويد عن المراهقة ورأت أنّها فترة اضطراب مؤقت حيث أن الهوية والأنا والأنا العليا غير متوازنة، نأمل أن يتم التحكم في الهوية مفرطة النشاط بواسطة الأنا أو من خلال استخدام العقل والواقعية، فالسنوات الأخيرة من المراهقة أقل تقلب من المراهقة المبكرة.
يعتقد إريكسون في علم نفس النمو أن الشغل الشاغل للمراهقة هو إثبات الهوية، يعاني المراهق من سؤال “من أنا جسدياً وجنسياً واجتماعياً وما إلى ذلك؟”، نأمل أن يؤجل المراهق اتخاذ أي قرارات من شأنها أن تغلقه قبل الأوان، يحتاج المراهق إلى الانتظار أو المرور بفترة من الاستكشاف، تسمّى الوقف النفسي والاجتماعي، قبل اتخاذ أي قرارات طويلة المدى، يحدث الرهن عندما يتخذ الآخرون هذا القرار بعيداً عن المراهق.
قد يكون المراهق الذي يمر بمرحلة المراهقة دون تحديد هوية غير مبالي بالمستقبل؛ يشار إلى هذا باسم الارتباك في الهوية، فيما يلي قائمة بما أفاد به بعض المراهقين أنهم يريدون من والديهم:

  • أرادوا حريات وامتيازات معقولة.
  • أرادوا من والديهم أن يظهروا ثقتهم في القرارات التي يتخذونها.
  • أرادوا أن يوافق آباؤهم عليهم كأشخاص؛ لا يعني أنّهم يجب أن يحبوا كل ما فعله المراهق أو قاله.
  • لقد أرادوا أن يكون والديهم على استعداد للاستماع إليهم.
  • أراد الآباء من والديهم إظهار الاهتمام بهم ودعمهم في مصلحته.

شارك المقالة: