يجب أن تكون لدى الأزواج المعايير المعينة لاختيار الزوجة المستقبلية، وهذا يعني أنه يجب أن يكون لدى الشباب معايير وأن يعرفوا صفات الزوجة التي يرغبون بالارتباط بها، عندما يبحث الرجل عن عروسه المستقبلية، يجب مراعاة ما تعتقده عائلته أنه مثالي، وما هو الأفضل بالنسبة له حقًا، يجب أن تكون لدى الأزواج المعايير المعينة لاختيار الزوجة المستقبلية، وهذا يعني أنه يجب أن يكون لدى الشباب انطباع لصفات الزوجة التي يحبذ أن تكون بها.
صفات الزوجة المسلمة المستقبلية
إن الشباب قد يختارون الأزواج بطريقة تجعلهم متساوين متناسقين ومتناسبين مع بعضهم البعض، ومن الناحية التقليدية يجب أن يتعاونوا معًا بشكل جيد، إذا تم تأمين هذا الشرط، وتحقق هذا التنسيق والتوازن، فإن الأمور والصعوبات الأخرى يمكن حلها بشكل مريح، إذا لم ينزلقوا في هذه المرحلة بالعبور، فستكون المراحل الأخرى سهلة.
يمكن أن نقول بجرأة أن معظم الصعوبات التي تظهر في الحياة الأسرية ترجع إلى حقيقة أن الرجل أو الفتاة قد ارتكبوا خطأ ولم يختاروا زوجًا مناسبًا لأنفسهم، شوهد العديد من الأزواج وكأنهم يدفعون إلى حالة من البؤس والدمار بسبب عدم التوازن وعدم التجانس، تحدث معظم الصعوبات والخلافات والصراعات في اختيار الشريك الخطأ.
عندما ينوي شخص اختيار شخص آخر ليكون بجانبه طوال حياته، يجب المراقبة بدقة من سيختار، لا يوجد اختيار في حياة الإنسان، يمكن أن يصل ويطابق اختيار الزوجة في أهميته وحساسيته، هذا الاختيار له دور أساسي في نجاح وازدهار الحياة الزوجية.
يجب الحرص على عدم ارتكاب خطأ في اتخاذ قرار عاطفي، أن يحرص الزوج على عدم التعرض والتأثر بعوامل غير رئيسية في الزوجة، سيكون من الصعب على الزوج التعامل مع زوجة غير مناسبة وغير متكافئة وغير متجانسة معه؛ لأن هذا سيؤدي إلى الطلاق، والطلاق أمر صعب للغاية بل ومستحيل في بعض الأحيان، خاصة عندما يكون هناك أطفال.
لقد أمر الإسلام بالتيسير والتسامح والبساطة في معظم الأمور المتعلقة بالزواج؛ مثل المهر والمال والاحتفالات والمطالب والعادات، لذا يجب أن يكون الزوج على وعي تام وانتباه إلى أن هذه الأمور لا يتم خلطهما بشكل خاطئ.
صفات الزوجة المستقبلية في القرآن الكريم
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : “تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ : لِمَالِهَا، وَلِحَسَبِهَا، وَلِجَمَالِهَا، وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ”، أخرجه بخاري ومسلم.
يعتقد الرجال المسلمون عمومًا أن الزواج من امرأة محترمة ومتدينة سيساعدهم على أن يصبحوا مسلمين أفضل، ربما لكن في الواقع أن الشخص نفسه فقط من يمكنه أن يجعل من نفسه شخصًا ملتزمًا بطريقة أفضل، من شروط الزوجة المستقبلية هي ذات الدين كما أخبرنا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
إن من مقاصد الرجال في اختيار الزوجة المال والجمال والنسب، ولكن عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم أخّر ذات الدين إلى آخر الحديث لأهميتها، فقد ذكر عليه الصلاة والسلام الجمال والمال والنسب ثم ذكر بعد ذلك ذات الدين؛ لأن الرجل الذي يبحث عن الزوجة في الواقع يبحث عن مالها وعن جمالها ونسبها وبين صلى الله عليه وسلم أن المرأة ذات الدين هي المرأة التي يجب أن يظفر بها الرجال؛ فهذه الصفة أهم من أي صفة في المرأة.
يولي المسلمون قيمة عالية لشخصية المرأة لأنها؛ كما يعلم الجميع، هي العمود الفقري للأمة، وباعتبارها مقدم الرعاية الأساسي لأطفالها، فإنها ستنقل سمات شخصيتها إليهم، من الأهمية بمكان أن تبدأ عائلة بالاختيار المرأة ذات الأخلاق الحميدة.