لا شكّ أنّ للتواصل اللفظي وغير اللفظي دور كبير في إقناع المسترشد بأهمية الإرشاد النفسي وضرورة خضوعه للعملية الإرشادية، ويعتبر هذا الأمر من البديهيات التي على المرشد النفسي أن يتمتع بها ليكون مقنعاً وقادراً على جذب الانتباه، ولعلّ الأسئلة التي تدور في فلك كلّ طرف من أطراف العملية الإرشادية كثيرة وتحتاج إلى الكثير من المعلومات التي تقوم بتغذيتها، وتعتبر صيغة طرح السؤال من حيث الكيفية والهيئة وطريقة الطرح أمر ضروري في العملية الإرشادية.
كيف تكون صيغة طرح الأسئلة على المسترشد في الإرشاد النفسي
1. الوضوح والمباشرة وسهولة الفهم
إنّ المعلومات التي يقوم المسترشد بالإدلاء بها على مسامع المرشد النفسي ليست إلّا ردّاً على سؤال مقنع يحمل أهمية كبيرة في العملية الإرشادية، حيث يمتاز هذا السؤال بالوضوح والقدرة على الفهم، وهو سؤال مباشر بعيداً عن الغموض يحمل في طيّاته الكثير من المعلومات الهامة التي تخدم العملية الإرشادية، وتعتبر وسيلة طرح الأسئلة من أكثر الوسائل استخداماً في العملية الإرشادية أثناء المقابلة الإرشادية وأثناء عرض الاختبارات والمقاييس التي يتمّ من خلالها طرح الأسئلة بصورة مباشرة.
2. جدية الطرح
يشعر بعض المسترشدين أنّهم عرضة للسخرية من قبل المرشد النفسي وأنّ الأسئلة التي تطرح عليهم لا مكان لها ولا علاقة بصلب المشكلة النفسية التي يعاني منها، حيث لا بدّ وأن يكون طرح السؤال جديّاً يتعلّق مباشرة بصلب الموضوع بحيث يشعر المسترشد بأهمية الطرح وضرورة تقديم المعلومات التي تساعد على التخلّص منن المشكلة الإرشادية بصورة واضحة، ولعلّ هذا الأمر من شأنه أن يزيد من المخزون المعرفي لدى المرشد عن نمط شخصية المسترشد وقدراته العقلية ومستواه الثقافي والمعرفي.
3. صلة السؤال بالمشكلة الإرشادية
لا يحقّ للمرشد النفسي أن يخرج عن أجواء العملية الإرشادية من خلال طرح أسئلة لا علاقة لها بموضوع المشكلة، إذ لا بدّ وأن يكون الطرح متوافقاً مع ظروف المشكلة ومخرجاتها، ولا بدّ وأن يكون السؤال علاجياً بحيث يتمّ طرحه لبيان أثر حدوث المشكلة الإرشادية بحيث يقوم المسترشد بطرح أسباب المشكلة بصورة شخصية يفهم من خلالها سبب حدوثها، وهنا تمون العملية الإرشادية قد حقّقت متطلباتها بصورة أكثر وضوحاً وأقرب للواقع.