طاعة الزوجة للزوج في الإسلام

اقرأ في هذا المقال


كما أمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم الرجل أن يكون صالحًا في المعاشرة مع زوجته، أمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم المرأة أن تكون صالحة في معاشرة زوجها وطاعته، وحفاظها على عفتها في غيابه، أخبر النبي الكريم صلى الله عليه وسلم إن طاعة الزوج من قبل الزوجة وإتمام حقه مساوي بالجهاد في سبيل الله تعالى، فقد ساوى الإسلام جهاد الرجل في سبيل الله تعالى بنصره أو استشهاده في المعركة، بطاعة الزوجة لزوجها، وقيامها بحق زوجها، وهذا دليل على أهمية طاعة الزوج.

طاعة الزوجة للزوج في الإسلام

إن الإنسان ذكرا كان أو أنثى، يعيش على هذه الأرض لفترة محددة من أجل أداء دور محدد بقدرة معينة، وبناءً عليه لا يختار الرجل مهمته ولا المرأة تختار مهمتها، بدلاً من ذلك بل هو تكليف والتزام من الله سبحانه وتعالى على المؤمنين الذين يلتزمون بذلك بأمر الله تعالى، وأما من اختار دوره ورسالته في الحياة على ما يرى، وسوسة الشيطان سيحاسبه الله تعالى يوم القيامة بالثواب والعقاب حسب عمله.

قال الله تعالى: “وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا”،36، الأحزاب.

يزيد الإسلام حماية المرأة من الشيطان بتحريم معصية زوجها، شجع الإسلام طاعة  الزوجة لزوجها وجعلها من شروط الجنة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إذا صلَّتِ المرأةُ خَمْسَها، و صامَت شهرَها ، وحصَّنَتْ فرجَها ، وأطاعَت زوجَها ، قيلَ لها : ادخُلي الجنَّةَ مِن أيِّ أبوابِ الجنَّةِ شِئتِ”، الحديث صحيح.

وقد جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة الواجبة والصوم والامتناع عن الزنى وطاعة زوج شرطا لدخول المرأة الجنة برحمة ربها تفتح لها أبواب الجنة جميعها وتدخل الجنة من أي باب تشاء، وهذا الحديث يعني أيضا أن أي تقصير في أي من هذه الأعمال والعبادات لا يفتح  لها أبواب الجنة، لا تستطيع المرأة أن تؤدي واجبها تجاه الله تعالى؛ حتى تقوم بجميع واجباتها تجاه زوجها.

وبالتالي إذا امتنعت المرأة عن أداء أي من هذه الأفعال، مثل عدم أداء الصلاة في حياتها، أو عدم صيام شهر رمضان، أو الزنا أو العلاقات المحرمة، أو عصيان زوجها، أو ارتكاب الفاحشة باللفظ على الزوج، كل هذا يمنع فتح أبواب الجنة لها، وهذا من شأنه أن يجعل مصيرها محصوراً على من يواجهون حسابًا عسيرًا من الله تعالى، كما أن الصلاة والصوم عبادة مقيدة بالزمن، واجبًا على الحياة، طالما أن الإنسان يتنفس، فإن طاعة الزوج واجبة ما دامت المرأة تعيش وتتنفس، وهي قادرة على أداء هذه الطاعة الواجبة.

كما أن الطاعة ليست واجبة فقط في حالة الحب المتبادل بين الزوجين، في حين أن طاعة الزوجة على زوجها واجبة ما دامت هي زوجته، بغض النظر عن حال الزواج، في السعادة أو البؤس، وجوب طاعة الزوج وهي عبادة كوجوب الصلاة والصوم ما دام النكاح قائمًا، لا يوقف الالتزام بأي شرط ما دامت العلاقة الزوجية قائمة على شرع الله سبحانه وتعالى، لا يحق للمرأة أن تضع شروطًا للطاعة، معتقدة أن الطاعة ليست واجبة في بعض الشروط أو غيرها.

فكما أن ظروف الحياة تُلزم الصلاة والامتناع عن الزنا تمامًا، فإن حالة الزواج تُلزم الزوجة بطاعة زوجها، يجب أن تعرف المرأة ذلك؛ لولا أن طاعة الزوجة لزوجها من الواجبات الأساسية التي تربط مصير المرأة في الآخرة بالجنة، لولا أن معصية المرأة لزوجها من كبائر الذنوب في الإسلام الذي يربط مصير المرأة المحظورة أو العاصية أو الفاحشة في الآخرة بالنار، لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ساوى الجهاد والشهادة في سبيل الله بطاعة المرأة لزوجها.

حتى لو تجنبت المرأة الخطايا الكبرى التي تُحرم من دخولها إلى الجنة، فإن طاعة الزوج تعتبر من الخطايا الكبرى، لو استعرض جميع الأحاديث النبوية في معصية الزوج لوجدنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حذر الزوجة العاصية من غضب الله وناره ولعنة الملائكة مرات عديدة.

معصية الزوج من الكبائر

بالإضافة إلى التشجيع الزوجة على الجنة، والمغفرة من الله تعالى، والثواب العظيم لطاعة الزوج، فقد أوضح الله تعالى ورسول الله صلى الله عليه وسلم الكبائر في معصية زوجة لزوجها، هذا العصيان سبيل لا مفر منه إلى النار وسبب في غضب الله تعالى ولعنته ولعنة الرسول ولعنة الملائكة على الزوجة السيئة السلوك التي ترتكب الفاحشة الواضحة وتعصي الزوج، تسيء إليه لفظيًا بكلمات مهينة، تفعل ما يكره زوجها، وتبدد ماله وتخون سره، ولا تحرسه في غيابه، هي التي تمنع نفسها عن فراشه ولا تستجيب له، عندما يغضب زوجها، لا تسعى لإرضائه.

قال تعالى: “وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ”، الروم، 21.

إن الله تعالى خلق المرأة من ضلع الرجل وهي معجزة، في حين أنه جعلها رفيقة الرجل الذي ينال منها الصفاء والسكينة، هو أيضًا معجزة، مثل معجزة خلقها، وعليه فإن السكينة أي السعادة والنعيم والطمأنينة والفرح والاستسلام التام لقدر الله سبحانه وتعالى، هي نعمة من الله تعالى من الرحمن الرحيم للإنسان على هيئة أنثوية، التي سماها الله تعالى امرأة، فقد أباح الله تعالى للرجل أن يتزوجها.

يذكرنا الله تعالى بآياته التي لا تعد ولا تحصى، ليأخذ المرء أيا منها ليتأمل في طبيعة المرأة العجائبية بلطف ورحمة، توضح الآية الكريمة لكل من الرجال والنساء أن الصفاء هو الشرط الأساسي لاستمرار الزواج بين المسلمين، وعليه فلا سعادة للمؤمن بالزواج بدون هدوء، بما أن الإيمان بالله تعالى يقتضي السعادة ويمنع البؤس، فليس من المحتمل أن تتزامن إيمان مع البؤس، السعي لتوفير الصفاء في الزواج واجب على كل من الرجل والمرأة،

توضح الآية بوضوح طبيعة الحياة الزوجية للمسلمين، التي تتسم بالسكينة في طبيعتها، مما يؤدي إلى الانسجام والوحدة الروحية، تستلزم الآية نظام الله سبحانه وتعالى في العلاقات الأسرية من خلال الزواج بين الرجل والمرأة، يتم تنظيم مثل هذه العلاقات بشكل مستمر فقط من خلال النظام الذي يحقق وصف الله سبحانه وتعالى حول طبيعة هذا الزواج.

فكما أن الله سبحانه وتعالى قد جعل الجبال أوتادًا للأرض، فقد وضع مبادئ أساسية لحياة الأسرة المسلمة، والتي يجب ألا يحيد عنها أي رجل أو امرأة، وهكذا تتأسس الأسرة في الإسلام بشكل مطلق على رعاية الرجل للأمور، إنه التزام على الرجل وليس مجرد أي حق يختار تركه، من ناحية أخرى يجب على المرأة أن تطيع زوجها بشكل مطلق إلا في معصية الله تعالى.


شارك المقالة: