حسن التعامل بين الزوج والزوجة في الإسلام

اقرأ في هذا المقال


العلاقة بين الزوج والزوجة يجب أن تكون علاقة مودة ورحمة، ,هناك بعض الأزواج كثيري التذمر، لكن الزوج الذي يشتكي دائمًا من شيء ما دون محاولات منه لحل المشكلات أو الرغبة في الاستماع إلى النصائح السليمة أو قبول المساعدة يمكن أن يؤدي إلى شعور الشريك بالضيق من السلبية المستمرة التي تحدث في المنزل، ويمكن أن تستنفذ هذه السلبية أي طاقة إيجابية فتؤدي إلى سقوط الشخص الآخر، وبنفس الطريقة فإن الفرح والرضا مُعديان، كما يمكن أن يكون النقد والتعاسة كذلك.

حسن التعامل بين الزوج والزوجة في الإسلام

هناك العديد من التساؤلات لماذا يشكو الزوج باستمرار وما سبب التذمر المستمر؟ يمكن أن يكون لدى الشخص الذي يشتكي طوال الوقت أسباب عديدة، سواء كانت هناك حاجة إلى التحقق من الصحة أو الاهتمام، أو الشعور بعدم الوفاء بالمسؤوليات، أو وجود حد منخفض بشكل عام فيما يتعلق بالإحباط.

يحث الشريعة الإسلامية على حسن معاملة الشريك وأن تكون المعاملة بالحسنى حتى إذا كره الزوج خصال في هذه الزوجة، قال الله تعالى: “وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا”، النساء، 19، فإذا كره الزوج خصلة أو صفة في الزوجة يجد العديد من الصفات الجميلة فيها والتي يجب أن ينظر الزوج عليها.

عندما يشتكي الزوج من كل شيء، غالبًا ما يكون غير مدرك ما لم تقل له الشريك شيئًا، لسوء الحظ في كثير من الحالات عندما يشتكي الزوج طوال الوقت، يكون من الصعب عليه إيقاف السلوك، ولن يفعل ذلك على الأرجح بدون بعض التوجيه.

فالتعامل الحسن واللطف وعدم التذمر من أخلاق الإسلام وحث عليها حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم، قول النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم: “إنكم لا تسعون الناس بأموالكم، وليسعهم منكم بسط الوجه، وحسن الخلُق”، رواه البزار والحاكم بسند صحيح.

وجميع الزيجات والعلاقات تتحمل نصيبها من التحديات، ويعاني العديد من نوبات السلبية، مع تفكير أحدهما أو كليهما في السؤال، لماذا يشتكي الناس طوال الوقت، في مرحلة ما عادة هناك شخص يحاول العديد من الحلول المختلفة للتعامل مع الأشخاص الذين يشتكون طوال الوقت، وهناك بعض الخطوات التي يجب اتباعها لضمان صحة العلاقة والاحترام المتبادل لكل شريك.

طرق التعامل مع الزوج والزوجة

هناك العديد من الخطوات التي يجب اتخاذها في الحياة الزوجية ومنها:

1- تطوير الحدود لدى الزوجين

لا يعني أن يضع الزوج حدود لشخصية أنه يغلق حدود الطرف الآخر، ولا يعني أنه لا يريد الاستماع إلى ما يقوله، لكن يجب أن يكون هناك إرشادات لهذا الزوج المتذمر، بما في ذلك عدم توجيه النقد للزوجة، وأن تكون الإرشادات مدروسة في سلوكه لتجنب الأذى للزوجة والأسرة، بهذه الطريقة سيتعلم كل من الزوجين طريقة أكثر صحة للتفاعل في العلاقة مع بعضهم البعض.

2- الاستعداد التام لإيجاد حل الشكاوى والانتقادات

عندما تكون الزوجة على دراية أن الزوج يشكو دائمًا من شيء ما، فمن الضروري التعرف على المشاعر الشديدة السلبية لديه في الغالب وتجنب انتقادها، فانتقاد تصرف التذمر يؤدي في النهاية إلى الصراع بدلاً من حل المشكلة.

وبدلاً من ذلك يجب أن تنتبه الشريكة إلى الشكاوى، وتستمع بموضوعية لمعرفة ما إذا كان هناك حل يمكن لكلاهما والعمل عليه، بمجرد أن يشعر المشتكي بأنه مسموع تُحَل المشكلة، ويجب أن يكون هناك شعور بالوضوح والاستعداد لمساعدة الشريك في حل المشكلة.

3- عدم الهجوم الكلامي على الزوج والزوجة

إذا شعر أحد الشريكين بالهجوم الدائم عندها سوف ينظر إلى الأمور على أنها نقد ويتم أخذها على محمل الجِد، وسوف يتفاعل الشريك تلقائيًا مع أي هجوم إما من خلال الرد العيني بملاحظات سلبية متساوية أو الانسحاب عاطفياً من الزواج، وسيكون الأسلوب الأفضل هو محاولة الرد بتعليقات محايدة مثل يمكن أن تكون على حق، لقد أعطيتني شيئًا مفيدا لأفكر فيه، فهذه الكلمات تخبر الشريك أنه يولي الشريك اهتمامًا لتعليقاته ويقدم حلولًا لطيفة ومنتجة دون أي صراع مقصود على السلطة.

4- المعرفة والدراية بأسباب التذمر

عندما يعلم الشريك سبب الشكوى والتذمر والنقد الدائم في الزواج يتعلم طرق للتكيف، وكيف يمكن مساعدة الزوجة على التخلص من هذه الصفة، ويجب أن يعلم الزوجان أنه لن يكون الزواج دائمًا مليئًا بالورود والسعادة، فيمر كل شريك بفترات من الإحباط وضغط النفس والحاجة إلى التنفيس عن الغضب، وليس هناك أفضل من الشريك لتقاسم المشاكل معه.

وقد يكون التواصل صعبًا بالنسبة لبعض الأزواج، ولكن يجب على الزوجين التواصل الفعال والمستمر، فالقليل من التواصل في الحياة الزوجية لا تكفي، فالتواصل هي الخطوة الأولى لحل الكثير من الخلافات والطبائع والصفات الغير مرغوب بها، ويجب على الزوج المتذمر ضبط حالته المزاجية دون تفكير دائما بتعديل الإلزامي لسلوك الشريك، ولا يجب أن يترك العلاقة بينهما لتصبح باردة تملأوها الانتقادات.

والحياة الزوجية تشاركية بين الزوج والزوجة فيجب عليهما قيادتها بالتعاون السليم حتى تستقيم الاسرة، الله سبحانه وتعالى: “وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ”، المائدة، 2.

لا يمكن تحمل المسؤولية الكاملة عن السعادة الزوجية فالزوجان مسؤولان كلاهما عنها، لكن من واجب كلا الزوجين تحمل الشريك إذا أخطأ أو غضب او بادر بتصرف غير سليم، فالحياة الزوجية مشاركة ويجب أن يتخللها اللطف والمودة والعطف والرحمة، لقوله تعالى: “وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ”، سورة الروم، 21.

ويمكن إظهار الدعم والتعاطف مع الشريك الذي يحبه، ولكن هذا لا يعني أنه يمكنه التحكم في شعوره في كل موقف، وحقيقة الموقف هي أنه إذا أراد شخص ما أن يمسك ويشكو من كل شيء صغير بدلاً من إيجاد طريقة بناءة للتعبير عن مشاعره ومحاولة حلها، فلا يمكن للزوج المتذمر إجبار شريكته على فعل ذلك.

وفي النهاية الإسلام دين العدل والمساواة فلا يجيز لشخص حقوق لتجاوزات بها على الآخرين، فللزوج حقوق كما عليه واجبات، وللزوجة حقوق وعليها واجبات، فيجب على كل منهما أن لا ينتهك حق الآخر بحجة المزاجية والقوامة والتسلط، فحين وضع الإسلام القوامة وضعه وفقا لطبيعة الرجل، فلا يجوز للزوج استخدام هذه القوامة بالطريقة الخاطئة الغير سوية، فالشخص المتذمر الشريك يمله يعكر أجواء الأسرة بأكملها، فالشخص المتذمر في البيت وفي العمل غير محبوب ومنبوذ.

المصدر: سعادة الأسرة المسلمة في القرآن والسنـــة، طلعت عبده أحمد الحناوىالأسرة المسلمة وتحديات العصر، حسن بن محمدالأسرة في مقاصد الشريعة، زينب العلواني، 2013أخلاق الأسرة المسلمة، محمد سيد أحمد، 2005


شارك المقالة: