تعد الحياة العائلية أحد أهم العلاقات التي تتضمن بطبيعتها من العديد من الخلافات، وهذا أمر معروف لا يختص بها مجتمع أو بيئة أو حضارة معينة؛ لأن الشريعة الإسلامية دين كامل وشامل، يواكب جميع التفاصيل في حياة الأسرية، ولا ينفصل عنها، الزواج نوع من أنواع العلاقات التي تربط بين البشر والمجتمع ككل، بداية من عقد القران ونهاية إلى الانفصال الكامل للعلاقات.
طرق تعامل القرآن الكريم مع المشاكل الأسرية
يحاول المتزوجين الذين يتعرضون في بعض الأوقات لبعض المشاكل العائلية في إيجاد الحلول للخلافات الزوجية من القرآن الكريم، يوجد الكثير من الآيات التي في القرآن الكريم التي تساعد على تطهير النفوس بين الأزواج، من هذه الآيات التي تهدأ من الخلافات الزوجية:
قوله تعالى: “وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِّن تُرَابٍ ثُمَّ إِذَآ أَنتُمْ بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ* وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُواْ إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ* وَمِنْ آياتِهِ خَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالاَْرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لأَيَاتٍ لِّلْعَالَمِينَ*وَمِنْ آياتِهِ مَنَامُكُم بِالَّليْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَآؤُكُمْ مِّن فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لاََيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ”، الروم 20، 21.
وحتى تحدث المحبة والود بين الزوج والزوجة يجب الالتزام بأوامر الله تعالى في الحياة الأسرية، فمن يلتزم بأوامر الله تعالى يستجيب الله تعالى الدعاء له وينال محبة الله تعالى ورضاه، وفي الأحاديث الشريفة ما يؤكد على هذا الشيء.
حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إن الله تعالى إذا أحب عبدا دعا جبريل، فقال: إني أحب فلانا فأحببه، فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء، فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض عبدا دعا جبريل، فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه. فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلانا فأبغضوه، ثم توضع له البغضاء في الأرض”، رواه البخاري.
الخلافات الأسرية في الإسلام
هناك العديد من الأدوات التي شرعها الله تعالى لحل الخلافات الأسرية بين الزوجين والأبناء، مثل المعاشرة الحسنة والجيدة بين الزوجين، وصبر أحد الزوجين أو كلاهما على أذى الآخر، وأيضاً دفع المعاملة السيئة بالمعاملة الحسنة تبادل الهدايا والكلام الطيب بينهم، قال الله سبحانه وتعالى: “وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ”، فصلت،34.
ومن وسائل التقرب إلى الله تعالى أيضا الابتعاد عن المعاصي؛ لأن المعاصي هي من أهم الأسباب انتزاع الله تعالى البركة من الأسر، وسبب وقوع للخلافات والبغضاء بين العائلات، قد عاقب الله تعالى أقوام بهذا العقاب بسبب كثرة المعاصي، قال الله سبحانه تعالى: “وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ”، المائدة، 14.
من الأمور التي قد جربت من الأزواج في حل المشاكل بينهم وتنتشر راحة البال والبركة في الأسر، ويقلل الخلاف والمشاحنات وتهدأ الأنفاس في أفراد الأسرة، يكون عن طريق الإكثار من السنن وأداء الواجبات، والحفاظ على أذكار الصباح والمساء، وقراءة القرآن الكريم والالتزام بالرقية الشرعية والصدقة.
ويجب على جميع أفراد الأسرة إلى السعي لحل الخلافات الأسرية وفق أوامر الله تعالى في ذلك، مساعدة كل طرف منهم للآخر، وأن يحرص كل فرد في الأسرة على أن لا يرى غيره من أفراد الأسرة سوء أو خلق غير سوي، وأن لا يشم احد من هذه الأسرة غيره ولا ينادي أحد إلا بالشيء الحسن الطيب، وأيضاً أن يعلم جميع أفراد الأسرة جيداً ما يدخل الفرح والسرور إلى فؤاد الآخر.
وقال الله سبحانه وتعالى : “فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى”، سورة طه،آية 123، 124، وقال تعالى: “مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ”، سورة النحل، آية 97.
وفي النهاية يجب على الآباء والأمهات الذين يواجهون الخلافات والمشاكل التوجه بالدعاء الخالص من الله تعالى رفع هذا البلاء عنهم وعن هذه الأسرة، وذلك في القرآن الكريم والقرب من الله واتباع سنة المصطفى فهي تحل جميع المشاكل بإذن الله تعالى.