بالرّغم من أنّه من الصعب جداً أن يُصاب جميع الناس باضطراب ما بعد الصدمة، إلا أنّ الباحثة بويد ترى أنّه لو كان الشخص متأثر لوقت طويل من الزمن، في حال كان لديه أعراض حادة مثل القلق والكوابيس التي تقوم باستحضار بعض الأحداث التي مرّ بها، فمن المرجح أنّه مصاب باضطراب ما بعد الصدمة، يعود السبب في ذلك إلّا أنّ أعراض هذا المرض النفسي قد تحتاج لسنوات حتى تصبح ظاهرة للعيان.
ما هو اضطراب ما بعد الصدمة
يعتبر اضطراب ما بعد الصدمة من الاضطرابات التي ترتبط بالشعور بالقلق بعد أن يتعرّض لموقف صادم أو يتورط فيه أو مجرد أن يشاهده، يمكن لعدد كبير من الأحداث أن يسبب هذا الاضطراب، مثل حادث سيارة أو ولادة مؤلمة أو فقدان شخص عزيز في ظروف مأساوية، كما يمكن للتعرُّض للاغتصاب أو الاعتداء أو النجاة من هجوم إرهابي أو حرب ما أن يتسبّب في إصابة الشخص بهذا المرض النفسي.
أعراض اضطراب ما بعد الصدمة
يمكن لاضطراب ما بعد الصدمة أن يسبِّب في رؤية الشخص لذكريات خاطئة وكوابيس تتكرر باستمرار، مرجَّح أن يشعر بأنّه غير قادر على إرخاء جسده وعدم التنبه لما حوله، أو حتى النوم والاسترخاء، يقوم بعض الأشخاص للذهاب لمن أجل تغيير مسارهم اليومي والمشي لمسافات طويلة من أجل الابتعاد عن التفكير في الصدمة وتجنّب المرور بالأماكن والأشخاص الذين يذكرونهم بالحدث الذي تسبِّب في معاناتهم.
في حال كان الشخص قد تعرّض للإيذاء والإهمال العاطفي والجسدي والجنسي في طفولته، فسيرتفع خطر إصابته بهذا الاضطراب، لذلك إنّ العلاقات الحيوية القائمة على الثقة لم تنشأ على نحو صحيح، يمكن لهذا التأثير أن يتفاقم ويشمل علاقاته المستقبلية. يعد الصمود الشخصي خليط معقد من العوامل الجينية والمزاجية والهرمونات والأمراض العقلية والجسدية، فضلاً عن أنظمة الدعم والتجارب السابقة، يمكن للشخص الأكثر مرونة وقدرة على التعامل مع الأزمات، أن يكون عرضة لاضطرابات ما بعد الصدمة.
طرق فعالة للتعامل مع اضطراب ما بعد الصدمة
- التعرّف على المخاطر وتشخيص الأعراض: إنّ الاعتناء بصحتنا الجسدية والعقلية أمر إيجابي جداً، لكن هذا الأمر قد يكون خارج نطاق سيطرتنا في بعض الأحيان، فهو ما يحيل إلى ضرورة توفير مكان عملنا لبرامج تدريبية ترتبط بالدعم وإدارة المخاطر، تعد إدارة المخاطر التي ترتبط بالصدمات النفسية بمثابة نظام ثنائي تمّ تطويره من قبَل الجيش ويستخدم على نطاق واسع في أماكن العمل لعلاج الأفراد الذين يتعرضون لصدمات نفسية.
- التركيز على مضارّ استخلاص المعلومات بدلاً من نفعها: يمكن للشخص الذي يعاني من الأعراض البسيطة لاضطراب ما بعد الصدمة أن يتعافى في أشهر بدون استخدام أي علاج، في حال كانت الاستجابة الأولية للصدمة حادة، يجب على الشخص المصاب أن يقوم بالمبادرة للعلاج في أسرع وقت ممكن، وإلّا فإنّ العلاج سيأخُذ منحنى أكثر صعوبة.