أشكال ظلم الزوجة ونصرتها في الإسلام

اقرأ في هذا المقال


لقد سمحت بعض المجتمعات بالعنف المروع ضد الزوجة، بالإضافة إلى إعطاء الإذن للزوج بضرب الزوجة، وهذا مُحرم في الإسلام، ومن العنف المفرط ضد الزوجة الكلام المسيء، فقد ذكر الله تعالى مرارًا وتكرارًا في القرآن الكريم ما يظهر المحبة واللطف بين الزوجين، ويحذرهم من إلحاق الأذى بزوجاتهم حتى بعد الطلاق؛ بل إن الله تعالى قد حرم أن ينادي الأشخاص بعضهم بعضًا بالأسماء والألقاب السيئة.

من أشكال ظلم الزوجة

جزا

إن السلوك المسيء لا يمكن تبريره أبداً بين الأزواج، ومع ذلك فإن بعض الرجال يبررون سلوكهم وهم على علم بأنهم مخالفون لأوامر الله تعالى.

في الإسلام يوجد تعدد الزوجات، حيث من الممكن للرجل أن يتزوج من أربعة زوجات وضمن شروط ومنها إذا كان قادراً على القيام بحقوق الزواج، مع مراعاة العدل بين الزوجات في المبيت معهن وغيرها من الأمور، ولا يجوز أن يفضل الزوجة معينة على الزوجات الأخريات؛ بأن يقضي معها ليالي معها أكثر مما يقضيها مع سائر زوجاته.

وهناك تهديد خطير لمن يتسبب بالظلم بين زوجاته في السنة النبوية، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إذا كان عند الرجل امرأتان فلم يعدل بينهما جاء يوم القيامة وشقه ساقط”، رواه الترمذي.

ومع ذلك إذا تنازلت الزوجة عن بعض حقوقها في قضاء زوجها معها المبيت مثلاً، أو نفقته عليها، فلا حرج في ذلك، بل إن والدة المؤمنين سودة قالت أنها أعطت يومها للسيدة عائشة رضي الله عنها: “أن سودة بنت زمعة وهبت يومها وليلتها لعائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم تبتغي بذلك رضا رسول الله صلى الله عليه وسلم” رواه البخاري ومسلم.

إذا غيرت الزوجة رأيها وطالبت بحقها في قضاء زوجها الليل معها أو الإنفاق عليها، فلها حقها في ذلك، وإذا لم يتم ذلك يعتبر ذلك من أشكال ظلم الزوجة في الإسلام.

كيف ينصر الإسلام الزوجة

الزواج من أجل إشباع الرغبات الجنسية ليس ممنوعًا في الإسلام، ولكن تجدر الإشارة إلى أن عقد الزواج من أقدس العقود؛ فلا يجوز تعريضه للإساءة، وإذا أراد الرجل أن يتزوج، فعليه أن يأخذ في الاعتبار العواقب، خصوصًا إذا كان إمامًا أو خطيبًا؛ حيث ينظر إليه الناس كقدوة.

يمكن فهم هذا بسهولة على أنه تذكير للرجال الذين يرغبون في الزواج ما هو الهدف من الزواج؛ بأنه يتعين عليهم معاملة زوجاتهم بإنصاف، ومع ذلك إذا لم تكن هناك طريقة لفرض العدل، فمن الممكن أن يقود هذا إلى ظلم الزوجة.

ولا يجب على الزوجة أن تشعر أنها تُعامل بطريقة فيها ظلم مقارنةً بزوجات الآخرين، وتعمل على إجبار زوجها على تصحيح هذا الظلم؛ لأن ذلك يتسبب للوصول إلى الطلاق، يمكن أن تجبره قانونًا على تغيير سلوكه وظلمه أثناء البقاء في الزواج، حيث وضع القانون الإسلامي حقوق قانونية لفرض عدم ظلم الزوجة.

والعدل هو أساس العلاقة الزوجية في الإسلام، يعتبر الإنسان قبيحًا بالظلم وإنكار الظلم صفة طبيعية للبشرية، والأرواح الحرة تنكر الظلم وتبذل كل الجهود لمكافحته، وشيوع الظلم هو أخطر وباء على المجتمعات؛ لأنه يسبب الانهيار الاجتماعي، ويكون سبب في تدمير الأسر والعلاقة بين الزوجية وتؤدي الى الطلاق.

إن التغاضي عن أعمال الظلم للزوجة يشجع الأزواج الظالمين على تجاوز حدود العدوان والإجرام، كما يحث الزوجات بالانتقام منهم، في هذه الحالة؛ سيكون الاضطراب شائعًا بينهم؛ كل هذا سيؤدي بالتأكيد إلى تفكك المجتمع والأسرة وكذلك فقدان الأمن والرفاهية.

معالجة ظلم الزوجة في الإسلام

من الصعب جدًا علاج الظلم واقتلاع جذوره، وعلى أي حال قد يكون من الممكن التخفيف من حِدّة الظلم للزوجة من خلال:

1- مراعاة فضائل العدل والتأثير اللطيف بين الزوجين، مثل انتشار السلام والود والراحة بينهم.

2- أن يعلم الزوج من مساوئ وأضرار الظلم للزوجة النفسية والمادية.

3- تقوية الضبط الديني للزوجين بتثقيف الوجدان ومشاعر القيم والمفاهيم الهادفة للإيمان بينهم.

4- ذكر أمثلة للطغاة الذين عانوا من أبشع العواقب بسبب طغيانهم وظلمهم.

وللزوجات العديد من الحقوق على الزوج وغيره من أفراد الأسرة، ويجب على الزوج عدم ظلم الزوجة؛ لأن الإسلام حرم ذلك لما فيه من تدمير العلاقات بين الزوج والزوجة والأسرة.

وفي النهاية يمكن القول أنه يجب على الزوجة عدم السكوت على هذا الظلم والتعود عليه؛ لأن هذا فيه تعدي لحقوقها وهدم لكيانها وتدمير لشخصيتها، فلا يوجد شيء في الإسلام محرم إلا لسبب وجيه ومُبرّر، فهو الخالق سبحانه هو خالق الخلق وعالم ما يضرهم وما ينفعهم.


شارك المقالة: