اقرأ في هذا المقال
- تأثير التعرض للأحداث الصادمة على الأطفال
- الأمور التي تؤثر على كيفية استجابة الطفل للصدمة
- أهمية الدراسات في موضوع الصدمة النفسية
تأثير التعرض للأحداث الصادمة على الأطفال
ما نوع التأثير الذي يُحدثه التعرّض للأحداث الصادمة على الأطفال؟ في حين أن الصدمة التي قد يتعرّض لها الأطفال في أنحاء مختلفة من العالم، يمكن أن تشمل الاعتداء البدني والجنسي على الأطفال، أو النجاة من كارثة طبيعية أو سياسية، أو كونهم شاهدين على مجموعة واسعة من الأحداث العنيفة، فإن التأثير النفسي الذي يمكن أن تحدثه الصدمة على الأطفال يمكن أن تختلف على نطاق واسع.
ونظراً لأن الاستجابة للصدمات تكون ذاتية في كثير من الأحيان، يمكن أن يكون هناك مجموعة متنوعة من الطرق التي يمكن للطفل أن يتفاعل من خلالها مع الصدمة. وبالطبع علاج الأطفال للتجارب المؤلمة يمكن أن يمنع المشاكل اللاحقة.
الأمور التي تؤثر على كيفية استجابة الطفل للصدمة
إن بعض الأطفال قادرون على تجربة الأحداث الصادمة دون أي آثار ضارّة واضحة، إلا أن العواقب طويلة الأجل للعديد من الأطفال قد تكون خطيرة، سواء من خلال تطوير مشاكل نفسية في وقت لاحق، أو حتى مشاكل جسدية بما في ذلك تعاطي المخدرات أو مشاكل في الشخصية أو الاكتئاب أو الانتحار. وهذه بعض الأمور التي تؤثر على كيفية استجابة الطفل للصدمات:
- طول العلاقة التي يتعرّض لها الحدث المؤلم (حدث واحد انتهى سريعاً أقل احتمالاً أن يكون له آثار دائمة من التعرّض للصدمة على المدى الطويل). وشدة الحدث الصادم (التي تعاني أو تشهد عنفاً بدنياً أو جنسياً شديداً).
- توفر موارد الدعم المتاحة للطفل بعد ذلك، سواء من خلال خدمات الدعم الاجتماعي غير الرسمية أو الرسمية. والتعرّض المتعدد أو المزمن لواحد أو أكثر من أشكال الصدمات التنموية الضارة.
- وجود خلل في الاستجابة لمحفزات موضعية محددة، يمكن أن تنطوي على أنماط عاطفية، جسدية، أو سلوكية للاستجابة.
- التغيّر المستمر في الصفات والتوقعات، فقدان الثقة في للشخص الذي يحميه، الموقف السلبي للذات، الإدراك بأن الإيذاء في المستقبل أمر لا مفر منه، الإعاقات الوظيفية، مثل: الإعاقات التعليمية أو العائلية أو القانونية أو المهنية.
أهمية الدراسات في موضوع الصدمة النفسية
تنبثق الحاجة إلى تشخيص محدد لصدمة الطفولة من سنوات من البحث تُظهر مدى تعرّض الشباب للصدمات النفسية. ووفقاً لدراسة واحدة 2002، تنطوي على مقابلات مع 1420 من الأطفال والمراهقين، واحد من كل أربعة أطفال مراهقين تعرضوا على الأقل واحد من الضغوطات الشديدة، مثل كونه ضحية سوء المعاملة أو غيرها من الضغوط الشديدة، في مرحلة ما من حياتهم.
وأفاد 18 في المائة من الأطفال الذين شملتهم الدراسة، بوجود إجهادين أو أكثر ووجد الباحثون أن التعرّض لضغط شديد واحد يزيد من احتمالية التعرّض لضغوطات إضافية مع مرور الوقت. وقد تم دعم هذه النتائج من خلال دراسات أخرى أظهرت أن المراهقين الذين يعانون من الصدمات النفسية، يحتاجون إلى علاج في أسرع وقت ممكن لمنع أو تقليل الضرر طويل الأجل.
العلاج الذي يعمل بشكل أفضل لصدمات الأطفال
تقدّم الدراسات لمحة شاملة عن مختلف أشكال العلاج المتاحة للأطفال والمراهقين الذين لديهم تجارب صادمة، إن البحث في مدى فعالية طرق العلاج المختلفة للتعامل مع صدمة المراهقين لا يزال محدوداً إلى حد ما، مقارنة بالبحوث المماثلة في علاج البالغين المصابين بصدمات نفسية.
ولا تزال العلاجات المعرفية والسلوكية (CBT) هي الاختيار الأول لمعظم المعالجين، خاصة وأن الأبحاث المتوفرة تميل إلى أن تكون أقوى بكثير من الأبحاث التي تبحث في التحليل النفسي، أو العلاج القائم على الأدوية البحتة.
في حين تم تطوير العلاج المعرفي السلوكي لأول مرة من أجل الصدمة لدى البالغين، ثم تم تكييفه لاحقاً للأطفال لمراهقين، إلا أن الاحتياجات الخاصة لمرضى صدمة المراهقين ألهمت تطوير طرق العلاج، التي تركز على الأطفال والمراهقين وحدهم. وتشمل طرق العلاج التالية:
العلاج متعدد الصدمات (MMTT):
تم تطويره لأول مرة في عام 1998، وهو يعتمد على فكرة أن الصدمة في سن مبكرة يمكن أن تعطل النمو البدني والعاطفي الطبيعي. وتستخدم استراتيجيات العلاج المعرفي السلوكي المناسبة للعمر لمساعدة الأطفال أو المراهقين على التغلب على الصدمات.
والميزة الرئيسية لـهذا البرنامج هي أنه تم تطويره خصيصاً للأطفال والمراهقين المصابين بصدمات نفسية، على الرغم من أن طبيعة البرنامج تركز على الأطفال الذين تعرضوا لحدوث صدمة واحد فقط.
العلاج السلوكي المعرفي الذي يركز على الصدمات (TF-CBT):
تم تطويره خصيصاً للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين الثالثة والثامنة عشرة، الهدف الرئيسي من هذا العلاج هو مساعدة الأطفال والمراهقين على تعلّم مهارات المواجهة التي ستساعدهم على التعامل مع الذكريات المؤلمة.
وفي العلاج، يتلقَّى الأطفال التعليم النفسي. ويتم تعليمهم مهارات الاسترخاء، كذلك التعبير العاطفي والتعديل، مهارات التكيف المعرفية. ويتم تشجيع الأطفال أيضاً على استخدام سرد الصدمات ومعالجة الصدمات بشكل إدراكي، أيضاً استخدامها في التعرّض الحي لتذكيرات الصدمة وجمع جلسات الوالدين والطفل وتعزيز السلامة.
البحث عن السلامة:
تم تطويرها أولاً لاستخدامها مع إساءة استخدام المواد المُخدّرة، كذلك الصدمات عند البالغين والمراهقين. وتتضمن ميزة البحث عن السلامة خمسة مبادئ أساسية، هم: السلامة الشخصية كأولوية، متكاملة مع الصدمات وإساءة استخدام المواد المخدرة، مع التركيز على احتياجات العميل، الاهتمام بعملية العلاج، التركيز على الإدراك والسلوكيات والتفاعلات الشخصية وإدارة الحالات، مشاركة الوالدين مطلوبة فقط في جلسة “البحث عن الأمان” وتتوفر برامج التدريب عبر الإنترنت.
تنظيم الصدمات النفسية:
دليل للتعليم والعلاج (TARGET)، تم تطويره لأول مرة أو في جلسات جماعية، حيث تمّ اختباره على مرتكبي الجرائم الصغار. والهدف منه هو تعليم العملاء على فهم كيفية تغيير الصدمة إلى استجابة الدماغ الطبيعية للإجهاد، كيفية التحكم والسيطرة على الاستجابة العاطفية للصدمة. وواحدة من مزايا هذا العلاج هو أن الآباء لا يشاركون في العلاج.