يعيش بعض أفراد المجتمع مشاكل تتمحور حول الذات حيث يرون أنفسهم في أماكن بعيدة كلّ العد عن مكانتهم الاجتماعية وثقافتهم، حيث يعتقدون بأنهم الأفضل وأنهم الأكثر حضوراً والأكثر إقناعاً وأنّ الآخرين يعتبرونهم أسياداً لهم، كما وأنّ لغة الأنا تتجسّد في جميع كلماتهم وتصرفاتهم وطريقة تفكيرهم، فهم يعتقدون أنّ ما يقولونه هو الصواب بأمّ عينه وأن ما يقوله الآخرون غير مهم، ليجدوا أنفسهم في عزلة اجتماعية كبيرة وصولاً إلى علم الإرشاد النفسي.
كيف يقوم المرشد على علاج مشكلة الأنا من خلال الإرشاد النفسي؟
يقوم علم الإرشاد النفسي على دراسة كافة المشكلات والظواهر السلبية التي تظهر على شخصية الفرد، وعادةً ما يسهل علاج المشكلة الإرشادية في بدايتها وخاصة إذا ما كان المسترشد متجاوباً ويشعر بالفعل بأنه يعاني من مشكلة نفسية تحتاج إلى العلاج، ولكن في مشكلة الأنا فالأمر مختلف قليلاً حيث يصعب على هؤلاء تقبّل أنّهم يعانون من مشكلة نفسية تحتاج إلى علاج من قبل شخص آخر، لكونهم يعتقدون بأنهم دائماً على صواب وأنّ المجتمع من حولهم هو أقلّ قيمة منهم.
لا ينجح كثير من المرشدين في محاولة إقناع هذه الفئة من الأشخاص المسترشدين بمدى حاجتهم للعملية الإرشادية، ولكن في بعض الأحيان يجد هؤلاء الفئة أنفسهم في عزلة عن المجتمع ويجدوا أنّهم أصبحوا أشخاصاً غير مرغوبين ليقفوا في نهاية الأمر في معزل حقيقي، ويدركوا أنّ الحلّ هو علم الإرشاد النفسي من خلال الخضوع للعملية الإرشادية، وهنا يقوم المرشد النفسي باستعراض الحالة ليدرك أنّ المسترشد يعاني من اضطرابات تتعلّق بالذات وعدم القدرة على قبول الآخرين، واعتبار أرائهم بمثابة قوانين لا يمكن تعديلها تحت مسمّى لغة الأنا.
يكمن الحلّ في إدراك المشكلة والموافقة على حلّها من قبل المسترشد، وقتها يبدأ المرشد النفسي في اختيار فلسفة إرشادية تمكّنه من السيطرة على شخصية المسترشد وإقناعه بأهمية الأمر، حيث يقوم المرشد بتفصيل شخصية المسترشد وذكر أبرز السلبيات التي يعاني منها وإظهار الفرق بينه وبين الإنسان الطبيعي، والمشكلة التي جعلت منه شخصاً غير مرغوب في المجتمع، وكيفية التخلّص من الفوقية والتكبّر والنظر إلى الآخرين كما هم ومعرفة حدود الذات ضمن نطاق منطقي صحيح.