علاج نشوز الزوجة المسلمة

اقرأ في هذا المقال


الدين الإسلامي دين الكمال الذي لا يدع كبيرة ولا صغيرة إلا شملها، يهتم الإسلام بالأسرة اهتمام كبير؛ لكي تؤدي غرض خلقها كما أمر الله تعالى، في الإسلام يوجد نشوز الأزواج، يشمل نشوز من جانب الزوج، ونشوز من جهة الزوجة، حدد الإسلام أنواع النشوز وطرق علاجها.

نشوز الأزواج في الإسلام

يكون النشوز لكلا الزوجين، يكون نشوز الزوجة بعدم طاعة الزوجة له وعدم تأدية حقوقه ومخالفة أوامره وغيرها من الأمور، كما حدد الإسلام النشوز من جهة الزوج بطرق عديدة منها: أنه يكره الزوج زوجته ويلحق بها الأذى، وأن يعتدي على زوجته ويؤذيها بمقاطعتها، يعتدي عليها من جهة إيوائها أو سوء التصرف تجاهها، أن يؤذيها بضربها أو جعل الحياة صعبة عليها أو منعها من تحقيق حقوقها مثل القسمة الصحيحة بين الزوجات والنفقة، وغيرها من الأمور.

أسباب نشوز الزوج

عندما يرتكب الزوج دور النشوز مع زوجته، يكون السبب يدور حول النقاط التالية:

1- غطرسة الزوج على زوجته ومخالفة على ما أوجبه الله تعالى عليه.

2- التعدي على الزوجة بضربها وسبها وإساءة معاملتها.

3- فشل الزوج في الوفاء بالتزاماته تجاهها وعدم دعمها.

4-عدم الاكتراث لها ومقاطعتها في الكلام أو في الفراش، ورفض التحدث معها.

علاج النشوز عند الزوجة

عندما تكون الزوجة في حالة النشوز، يمكن للزوج أن يخاطبها بالخطوات الثلاث التالية:

1- العتاب والتوجيه

الخطوة الأولى لحل نشوز الزوجة: هي الوصية والتوجيه اللفظي، كما ذكر في آيات من القرآن الكريم، قال عز وجل: وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ“، النساء، 34، وقال تعالى: “فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا“، النساء، 34.

العتاب علاج لطيف وخفيف، هدفه الغربة التمرد بالحب والرحمة والتآزر في طاعة الله تعالى، وقد اتفق جميع العلماء مبكراً ومتأخراً على أن هذا النصح ما دام متوافقاً مع الشريعة، وإلا فليس للزوج مثل هذا الحق على إذا كان يخالف أوامر الله تعالى، لأنه لا طاعة لمخلوق إذا كانت في معصية الخالق.

2- المقاطعة لها في الحديث أو الفراش أو المبيت أو غيرها من الأمور

المقاطعة والتجنب في بعض الأحيان، قد لا يكون التنبيه اللفظي أي تأثير على إنهاء حالة القطيعة والعصيان، يمكن أن يقع اللوم على الزوج المرضي، إذا سمح لعواطفه بالتدخل في توجيه اللوم إلى زوجته بأفضل طريقة،  وإنهاء تمردها.

قال تعالى: “وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ”، النساء، 34. ومن طرق تأديب الزوجة المبعثرة عندما لا تأتي نتيجة المقاطعة بالكلام، فالقرآن الكريم والسنة النبوية وإجماع العلماء يقول بأنه يجوز للزوج أن يهجر زوجته في الفراش.

3- ضربها ضرب غير مبرح، والهدف منه التأديب لا الإهانة

قال تعالى: “وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا”، النساء، 34، وهذه الخطوات الثلاث هي الحل لنشوز الزوجة من قبل زوجها.

نصائح من السنة النبوية للسيطرة على الغضب وقت نشوز الأزواج

1- الاستعاذة من الشيطان

عندما يشعر الفرد بالغضب، فإن أول ما أن يجب أن يقوله هو: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “أعوذ بالله من الشيطان الملعون”، رواه البخاري، يجب التزام الصمت كذلك؛ لأن التحدث على عجل بدافع الغضب يمكن أن يكون له عواقب وخيمة، أفضل ما يمكن فعله لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا غضب أحدكم فليصمت”، رواه أحمد.

2- الجلوس والاضطجاع وعدم التسرع

قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا غضبَ أحدُكم وهو قائمٌ فلْيجلسْ، فإن ذهبَ عنه الغضبُ وإلاَّ فلْيَضْطَجِعْ”، صحيح أبو داود، لأن تغيير الموقف يؤدي إلى حالة ضبط الانفعالات والسيطرة على أفعاله.

3- الوضوء

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إِنَّ الْغَضَبَ مِنْ الشَّيْطَانِ وَإِنَّ الشَّيْطَانَ خُلِقَ مِنْ النَّارِ وَإِنَّمَا تُطْفَأُ النَّارُ بِالْمَاءِ فَإِذَا غَضِبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَتَوَضَّأْ”، رواه الإمام أحمد.

وفي النهاية على الزوج أن يخشى الله تعالى في معاملة مع زوجته وكذلك الزوجة، ويجب على الزوج أن يذكرها بما أوجبه الله تعالى عليها من حقه وطاعته، ويخبرها بنتائج معصيتها، أن الصحابة والتابعون وكل من جاء بعدهم حتى يومنا هذا متفقون على أن هذا النصح شرعي عندما ترتكب الزوجة النشوز، ولم يرفض أحد تلك النقاط وهي نقطة إجماع.


شارك المقالة: