يوجد العديد من التحاليل الواسع التي يستخدم الباحثون فيها بيانات تحتوي على ثلاثة بنوك دماغية متعددة، ذلك للإيحاء بأنّ فيروسات الهربس البشرية موجودة بكثرة في دماغ مريض الزهايمر، فقد تلعب دور مهم في الشبكات الوراثية التنظيمية التي يعتقد أنها تؤدي إلى ظهور أعراض الزهايمر، يقدم هذا العمل الدعم للفرضية المثيرة للجدل التي مفادها أنّ الفيروسات متورطة في مرض الزهايمر، كما أنّها تقدم مسارات جديدة محتملة للعلاج.
علاقة الفيروسات الهربسية بمرض الزهايمر:
إنّ السعي إلى فهم أسباب مرض الزهايمر ومعالجته، مرتبط بسبب تقدم المرض الطويل البطيء وصعوبة جمع عينات أنسجة المخ، لكن في تحليل واسع النطاق استخدم الباحثون بيانات من ثلاثة بنوك مخيلية مختلفة، للإيحاء بأنّ فيروسات هربس البشرية متوفرة بكثرة في أدمغة مرضى الزهايمر، قام الباحثون بتحليل البيانات من ثلاثة بنوك مع تحالف الشراكة المعجل للأدوية المعتمد واتحاد مرض الزهايمر.
تمّ السماح للباحثون بالنظر في بيانات الجينوم الخام لأعداد كبيرة من مرضى الزهايمر في مجموعات مختلفة، حيث قاموا ببناء ورسم الخرائط ومقارنة الشبكات الجينية التنظيمية في مناطق الدماغ المعروف بأنّها تتأثر بمرض الزهايمر على مستويات متعددة، بالنظر إلى الحمض النووي والحمض النووي الريبي والبروتينات.
وجد الباحثون أنّ الحمض النووي البشري الحملي والحمض النووي أكثر وفرة في أدمغة الذين تمّ تشخيصهم بعد الوفاة بمرض الزهايمر، ترتبط هذه الوفرة بعشرات أمراض الخرف السريرية وفيروسان، اللذان وجد أنهما مرتبطان بمرض الزهايمر، كما لم يكونا متوافرين في أدمغة الذين يعانون من اضطرابات عصبية أخرى، فعندما قاموا ببناء شبكات نموذجية عن كيفية تفاعل الجينات الفيروسية والجينات البشرية، تمكنوا من إظهار الجينات الفيروسية التي كانت تنظم الجينات البشرية، حيث أنّ هذه الجينات ترتبط بزيادة خطر الإصابة بالزهايمر.
يعتقد الباحثون أنّ النتائج التي توصلوا إليها تتوافق مع الأبحاث الحالية الأخرى في حقل الزهايمر حول دور المناعة الفطرية في هذا المرض، لا سيما النتائج الحديثة التي تشير إلى أن بروتين بيتا أميلويد الجاني وراء اللويحات التي تتراكم في دماغ المصاب بالزهايمر، قد تتراكم كجزء من الدفاع ضد الالتهابات، كذلك وجد الباحثون في دراستهم أنّ فيروسات هربس كانت متورطة في شبكات تنظم بروتينات سليفة الأميلويد التي ترتبط بمرض الزهايمر.