الاستحواذ القهري
يسمى اضطراب لوسواس القهري أيضاً بالاستحواذ القهري، هو أحد أنواع الاضطرابات النفسية والعقلية، حيث إنّ الأشخاص المصابين بالوسواس القهري يملكون أفكار ودوافع وسلوكات قهرية متكررة، كما أنّ العديد من المصابين يملكون هواجس مرعبة وحالات قهرية خطرة تستمر على مدار اليوم، إنّ معنى الاستحواذ القهري ليس مجرّد عادات مُتكرّرة والتفكير الدائم بالأفكار السلبية التي يمكن السيطرة عليها بالتعويد، بل هي هواجس وسلوكيات لا يمكن للمريض أن يسيطر عليها.
في الغالب تظهر السلوكيات على شكل أعمال قهرية يقوم بها المريض حتى يقلل من القلق الذي تنتجه الأفكار، مثلاً يمكن أن يعتقد المريض أنّ أفراد العائلة سيتعرضون للأذى إذا لم يضعوا ملابسهم بنفس الترتيب كل يوم، بالرغم من عدم وجود أي سبب يوضح لهذا الاعتقاد، كذلك قد يقوم المريض بغسل يديه كل صباح عشرات المرات كسلوك قهري، ذلك بسبب فكرة غير مبررة، كما أنه لا يستطيع التوقّف عن هذا الفعل إلّا عندما ينتهي من العدد الذي يراه كافي.
هرمون السيروتونين
هو مادة كيميائية توجد في مكان التشابكات العصبية في الخلايا العصبية الموجودة في الدماغ، حيث يتم إرسال الإشارات بين الخلايا العصبية عن طريق هذه المادة، كما تتواجد هذه المادة في الجهاز الهضمي والصفائح الدموية، بالرغم من أنّ نسبتها أعلى في خلايا المخ، يتكون السيروتونين من حمض التريبتوفان الأميني، يوجد هذا الحمض الأميني في أغلب الأطعمة من مثيلات المكسرات والجبن واللحوم الحمراء.
ما العلاقة بين هرمون السيروتونين والوسواس القهري
يتمثل الرابط بين هرمون السيروتونين والوسواس القهري في أنّ هذا الهرمون له أهمية كبيرة في الفيزيولوجيا الخاصة باضطراب الوسواس القهري، كذلك ما تقوم عليه أبرز الأدوية الخاصة بالوسواس والتي تسمى مضادات استرداد السيروتونين، حيث وجدت الأبحاث المتربطة بعلاقة السيروتونين بالوسواس القهري أنّه في أغلب حالات الوسواس وجدت علاقة بين مستويات السيروتونين قبل العلاج والاستجابة السريرية للأدوية التي تعمل على نقل السيروتونين بعد العلاج.
أكدت الأبحاث أنّ العلاج بصورة مستمرة باستخدام مضادات استرداد السيروتونين الانتقائية، سيساهم ذلك في تغيير الأنماط الخاصة بالمراكز التي تتواجد فيها السيروتونين في مناطق الدماغ، بالتالي سيتحسن أداء الدماغ الوظيفي وتنخفض الأفكار الوسواسية، هذا ما يُؤكّد علاقة السيروتونين بالوسواس القهري.