علم النفس الإيجابي هو دراسة الرفاهية المثلى؛ فهو ما نحتاجه لنكون أفضل، ركز علم النفس على مساعدة أولئك الذين هم في أمس الحاجة إلينا من خلال معالجة احتياجات الصحة العقلية وصعوبات التعلم، كذلك من خلال التركيز على هذا المجال المتخصص أصبح علم النفس بعيد عن حياة معظم الناس، في المقابل يصل علم النفس الإيجابي إلى جمهور أوسع فهو جديد نسبياً؛ إلا أنه انطلق بسرعة ولديه الآن قاعدة أدلة قوية لما يساعد الناس على الازدهار.
علم النفس الإيجابي عند الأطفال:
علم النفس الإيجابي هو مجال فرعي جديد إلى حد ما في دراسة علم النفس، كما أنه يعتبر أحد الدراسات التي تركّز على السعادة وتنظر في كيف يمكن للأطفال أن يعيشوا حياة أكثر إشباع وإرضاء، على سبيل المثال عندما يكون الطفل على حافة منحدر فإنّ علم النفس الإيجابي يشجعنا على بناء سياج لمنع الطفل من السقوط بدلاً من استدعاء سيارة إسعاف بمجرد سقوطه بالفعل، يتم ذلك من خلال التركيز على مجالات المرونة مثل؛ انعكاس العلاقات والعواطف عند الأطفال.
من خلال ممارسة المبادئ في علم النفس الإيجابي تُظهر الأبحاث أن الأطفال يحسنون أدائهم الأكاديمي وموقفهم، كما أنهم ينخرطون في سلوكيات أكثر إيجابية وعدد أقل من السلوكيات السلبية، كما أنه يزيد النجاح عندما يتعلق الأمر بتكوين الصداقات ويزيد من القدرة على إدارة الصراع مع الأقران، يتمكّن من إدارة المشاعر السلبية مع الحصول على تركيز أفضل، مما يعني أداء أفضل من الناحية الأكاديمية ويمنع المشاكل الصحية، كذلك يخلق علاقات أكثر استقرار وإرضاء مع البالغين ويجعلهم أكثر مرونة وتفاؤل.
يريد المهنيون وأولياء الأمور الأفضل للأطفال ويحتاجون إلى معرفة كيفية توجيههم خلال مرحلة الطفولة، يوفر علم النفس الإيجابي الدليل الذي تستند إليه القرارات؛ على سبيل المثال نحن نعلم أن التفاؤل لا يقدر بثمن بالنسبة للصحة النفسية؛ لأنه يشجع الناس على أن يكونوا متفائلين ويعتنون بأنفسهم، كما يساعد الناس على التخلص من الاكتئاب عن طريق إعادة صياغة التجارب الصعبة ويزيد من سعادة الناس بشكل عام، نحن نعلم أن الأشخاص السعداء يكونون أكثر نجاح في المدرسة والعمل وفي علاقاتهم، للك فإن أحد أركان علم النفس الإيجابي هو تعليم التفاؤل.
دور جيني هوبر في علم النفس الإيجابي عند الأطفال:
جيني هوبر أخصائية نفسية للأطفال ومدربة لأولياء الأمور، لديها أكثر من 30 عام من الخبرة في العمل مع الأطفال في كل من الأماكن العامة والمستقلة، هي الآن متخصصة في تطبيق علم النفس الإيجابي لتعزيز الرفاه النفسي للأطفال كمدربة ومدرب واستشاري، ألّفت جيني كتابها الجديد الذي يركّز على ما يحتاجه الأطفال ليكونوا سعداء وواثقين وناجحين، فهو نموذج عملي قائم على مبادئ علم النفس الإيجابي الذي يمكن أن يساعد الآباء والمهنيين على دعم الأطفال في مواجهة تحديات الحياة الواقعية.
اكتشفت جيني علم النفس في سن المراهقة وكانت مفتونة على الفور بما يمكن أن نتعلمه عن أنفسنا ونخلق أفضل حياة لنا، لقد عاشت طفولة سعيدة للغاية كما أنها تعرف الكثير من الأطفال الذين لم يفعلوا ذلك، أحبّت المدرسة وكانت تُبلي بلاء حسناً فيها، درست علم النفس في الجامعة ثم التحقت بالتدريس، أولاً في المدارس الابتدائية ثم في التربية الخاصة، قبل أن تتدرب كعالمة نفس تربوي، في علم النفس التربوي كانت تدعم أولياء الأمور والمدارس لمساعدة ذوي الاحتياجات الأكبر.
في السنوات الأخيرة جمعت جيني بين العمل في القطاع العام مع إنشاء ممارسة مستقلة، ذلك حتى تتمكن من مشاركة ما يقدمه علم النفس مع المزيد من العائلات، اعتقدت أنه من المهم دعم جميع البالغين من الآباء والمهنيين على حد سواء، للتعامل مع صعوبات الأطفال قبل أن يصلوا إلى مستوى الأزمة.
كل طفل فريد من نوعه وتُحدّد شخصيته ونقاط قوته في الاتجاه الذي يريده، أحد الأقوال المفضلة لدى جيني هو: “يوفر الطفل القوة بينما يقوم الكبار بالتوجيه”، عندما يحاول البالغون السيطرة على كل شيء، فمن المحتمل أن يواجهوا مقاومة ولكن بنفس القدر عندما يُترك الطفل للاستكشاف والتجربة، فإنه يواجه خطر الارتباك والفشل، تقترح جيني أن الطفولة هي رحلة مشتركة تعمل بشكل أفضل عندما يفهم الكبار نقاط القوة الفريدة لدى الطفل.
إنّ علم النفس الإيجابي ليس نهج أحادي الجانب، إذ ركزت وسائل الإعلام في الأيام الأولى على السعادة ولكن في الآونة الأخيرة أصبح موضوع المرونة والتعافي من النكسات منتشر بشكل أكبر، علم النفس الإيجابي ليس بالتأكيد نهج سعيد فهو يواجه تحديات الحياة الواقعية، على سبيل المثال يعمل البروفيسور مارتن سيليجمان مع الجيش الأمريكي لمراقبة رفاهية الجنود وعائلاتهم ولتطوير استراتيجيات المساعدة الذاتية والدعم المبكر.