بعد أن تفشت المادة على تفكير الكثير من دول العالم والحكومات والكثير من الأُسر، أصبح دور المرأة في الأسرة هو إنجاب الأبناء وترك تأديبهم للآخرين سواء الخادمة أو المدرسة وغيرهما، وانشغلت الأم عن الأبناء بمشاركة الرجل في العمل خارج المنزل، وأصبح تصور بعض العائلات في التربية والرعاية المطلوبة لأبنائهم هو توفير الطعام والشراب والملبس ومتابعة دروسهم التعليمية فقط لا غير، حتى هذه الحاجيات تركت لدى بعض العائلات لغيرهم، وأصبحت بعض العائلات في لقاءاتها واجتماعاتها تكون بسرعة وعابرة خصوصًا بعد أن يكبر الأولاد، كل ذلك حدث عند البعض بعد أن فقدت العائلات دور الأم الحنون والمعتني الأول داخل المنزل.
غلبة الطابع المادي على الأبناء في الإسلام
الأم دورها عظيم داخل العائلة لا يعوضه دور الآخرين حتى دور الأب نفسه في تربية الأبناء، فالأبناء يتطلعون غالبًا للأمهات حتى مع وجود الأب النموذجي، فالأم فيها الحنان والسكن والرعاية والعطف والتربية على الخلق والمبادئ الإسلامية، والبعد عن الطابع المادي في التربية والتعليم للأبناء، كما قال تعالى: “وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ “، 21سورة الروم، فالأم لها تأثير على تربية الأبناء.
وللأسف قد بدأت بعض الدول أن تندرج في منحنى الدول التي يغلب عليها الطابع المادي وهذا يوثر على تربية الأبناء، فإن الله تعالى خلق العباد لعبادته كما قال الله تعالى: “وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ”،56 ، سورة الذاريات، فعبادة الله تعالى لا أحد سواه هي الأصل في الخلق والدنيا هي مجرد طريقة لتحقيق هذا، كما قال تعالى: “وَابْتَغ فِيمَا آَتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآَخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا”، 77، سورة القصص.
الأطفال أصبحوا اليوم على دوران عظيم على الأمور الدنوية؛ حتى الوالدين الذين هم من يتمسكون بالدين الإسلامي، نجدهم يميلون كثيًرًا إلى الميل إلى الأمور المادية الدنيويه، قال النبي محمد صلى الله عليه: “فَوَاللَّهِ مَا الْفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ، وَلَكِنْ أَخْشَى عَلَيْكُمْ أَنْ تُبْسَطَ عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا، كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا وَتُلْهِيَكُمْ كَمَا أَلْهَتْهُمْ”، رواه البخاري، هذا الشيء يجب الخوف منه على الأبناء؛ لأنه من الملاحظ على الأطفال أن أغلب اهتماماتهم على الرفاهية والبعد عن الدين الإسلامي النافع والعلم الواجب.