لسنوات عديدة كان التركيز الأساسي لعلم النفس على تشخيص وعلاج الأشخاص الذين يعانون من مشاكل الصحة النفسية والقضايا النفسية، في عام 1998 قام مارتن سيليجمان وميهالي بتعميم مفهوم علم النفس الإيجابي، فهو فرع من فروع علم النفس الإكلينيكي الذي حوّل تركيز التدخلات من المشكلات إلى الحلول، كما يركز علم النفس الإيجابي على الحل بشكل فريد فهو ليس مجرد تصحيحي ويقتصر على تقديم حل فقط عندما يتدهور شيء ما.
أهمية علم النفس الإيجابي:
- يعمل علم النفس الإيجابي من خلال تحسين ما هو موجود بالفعل، ويمد مساعدته من خلال تنمية نقاط القوة الداخلية.
- يساعد علم النفسي الإيجابي البشر في النظر إلى الحياة بتفاؤل، كما يسمح بتقدير الحاضر.
- يتيح لنا علم النفس الإيجابي قبول الماضي والتصالح معه ويساعد على أن نكون أكثر امتنان وتسامح.
- يساعد علم النفس الإيجابي على النظر إلى ما وراء الملذات اللحظية وآلام الحياة.
- لا يعتبر علم النفس الإيجابي علاج للمشاكل، فمن خلال بناء قوتنا الداخلية وجعلنا أكثر وعياً بقدراتنا تساعدنا التدخلات على رؤية الإيجابية من حولنا وجعل حياتنا أكثر جدارة وإرضاء، يعتقد معظم الناس أن سعادتهم تعتمد على ظروف حياتهم، هذا يعني أننا سنكون أكثر أو أقل سعادة اعتماداً على ما يحدث في الحياة، لهذا السبب نطارد العروض الترويجية أو الشركاء أو السيارات أو الملابس الجديدة أو المنازل الكبيرة.
فنيات علم النفس الإيجابي:
1) بناء علاقات مع الآخرين:
واحدة من أكثر النتائج اتساقًا مع أبحاث السعادة هي أن العلاقات الاجتماعية وقضاء الوقت مع الآخرين يجعلنا سعداء، على سبيل المثال استخدم مشروع البحث (Mappinessmappiness.org) كبير المسؤولين التقنيين الدكتور جورج ماكيرون الهواتف الذكية لإثارة أصوات الناس في أوقات عشوائية، كذلك سؤالهم عما يفعلونه وكيف يشعرون، أشار بحثه إلى أن التواصل الاجتماعي هو أحد الأنشطة التي تجعلنا أكثر سعادة.
2) أعمال الطيبة العشوائية:
أظهرت الدراسات أن القيام بأعمال عشوائية بسيطة بشكل لطيف للآخرين يمكن في الواقع أن يزيد نسبة السعادة، هذا شيء يعرفه الأشخاص الذين يقومون بعمل تطوعي منذ فترة طويلة، في إحدى الدراسات طُلب من الأشخاص القيام بخمسة أعمال لطيفة أسبوعياً لمدة ستة أسابيع، فانتهى بهم الأمر أكثر سعادة من المجموعة الضابطة، بنهاية الدراسة يمكن أن يكون العمل اللطيف بسيط مثل إمساك باب أو تنظيف باب شخص ما أو تقديم مشروب له.
3) الامتنان:
تعتمد السعادة إلى حد كبير على الأحكام النسبية لحياتنا وليس على الظروف المطلقة، عندما تتحسن حياتنا على سبيل المثال من خلال زيادة الأجور، نكون أكثر سعادة لبعض الوقت، إلا أنه سرعان ما نعتاد على ظروفنا الجديدة وتعود سعادتنا إلى طبيعتها، يطلق علماء النفس على هذا اسم (حلقة مفرغة المتعة)، مع ذلك هناك حيلة بسيطة للتغلب على هذا وهو التعبير عن الامتنان.
على سبيل المثال أن نكتب كل ليلة ما لا يقل عن خمسة أشياء نحن ممتنون لها ولماذا، فإذا وجدنا هذا صعباً لنحاول أن نبدأ بالأساسيات، كما يجب أن نحاول تنمية شعور الامتنان في داخلنا تجاه كل عنصر في القائمة أثناء كتابته.
4) تحدي الانحياز السلبي:
يوجد لدى العقل البشري انحياز سلبي، هذا يعني أن الأحداث السلبية تؤثر على مزاجنا أكثر من الأحداث الإيجابية، هل سبق لأحد تلقّي تعليقات على جزء من العمل كان إيجابياً في الغالب باستثناء انتقاد واحد؛ هذا التعليق هو التحيز السلبي في العمل، لذلك يجب التصدي له بالعديد من الطرق.
على سبيل المثال قبل أن نذهب إلى الفراش لنكتب ثلاثة أمور جيدة حدثت في ذلك اليوم، هذا التمرين البسيط يعيد توجيه انتباهنا نحو الإيجابية، كذلك عندما يحدث شيء ما خلال اليوم ونجد أنفسنا تفكر، يمكن أن يكون هذا أحد الأمور الخاصة بالإيجابية، لذلك يجب أن نتحدى الأفكار السلبية؛ عندما يحدث شيء سلبي فإننا في بعض الأحيان نستنبطه على شخصيتنا (مثلاً “أنا عديم الفائدة”)، فهذا التحيز السلبي سوف يتلاشى عند تطبيق هذا التمرين.
5) التأمل اليقظ:
يعتبر التأمل اليقظ شكل من أشكال التدريب على تنظيم الانتباه والعاطفة، انتشر البحث في اليقظة الذهنية في السنوات الأخيرة مع نشر آلاف الأوراق البحثية في العقد الماضي، تم إيجاد 209 من التحاليل أن اليقظة فعالة بشكل خاص لتقليل القلق والاكتئاب والتوتر، تُظهر الأبحاث أن اليقظة تزيد كذلك من النشاط في مناطق الدماغ التي ترتبط بالعواطف الإيجابية.