كيفية تحضير بيئة طفل منتسوري في المنزل

اقرأ في هذا المقال


عندما يبدأ الناس لأول مرة في تحضير بيئة طفل منتسوري في المنزل، يفترضون بشكل خاطئ في كثير من الأحيان أن إعطاء مساحة لأطفالهم يعني إنه يجب أن يكون لديهم منطقة معزولة بعيدًا عن بقية أفراد الأسرة، وهذا ليس صحيحا، في حين أن بعض الأطفال يحتاجون إلى مزيد من العزلة أكثر من غيرهم.

كيفية تحضير بيئة طفل منتسوري في المنزل

من المهم معرفة كيف يعمل الطفل بشكل أفضل ثم تشجيع ذلك، حيث يحب بعض الأطفال العمل على طاولة المطبخ في منتصف المنزل، ويفضل البعض الآخر العزلة في غرفة نومهم أو ركنًا هادئًا في غرفة اللعب.

ويُعَدّ الفصل الدراسي في منتسوري مكانًا هادئًا ومنظمًا يعرف فيه الأطفال ما يمكن توقعه، وعندما يدخل الناس فصلًا دراسيًا في منتسوري، ولا سيما الصف الابتدائي، فإنهم يتفاجأون أحيانًا، بل وقد ينزعجون من مدى تنظيم البيئة، سواء من حيث المكان أو من حيث الهدوء، وكل شيء في مكانه، والأطفال هادئون خاصة مع الأطفال الصغار يتوقع الناس القليل من الفوضى.

والهدف الأكثر أهمية للمعلم هو ترتيب البيئة بطريقة تسهل التعلم إلى أقصى حد، فالأطفال يعرفون المواد، المواد في مجالات المناهج الدراسية الصحيحة، وهم مسؤولون عن ترتيب مدروس للعرض، كما يقلل ترتيب الفصل الدراسي في منتسوري إمكانية التنبؤ به من مستويات القلق، ويزيد من التأثير الإيجابي، ويبني الاستقلال، ويعزز الحب الممتع للتعلم.

التركيز على التحفيز الداخلي وليس المكافآت

فطريقة منتسوري ليست كبيرة في منح الأطفال مكافآت خارجية على السلوك، مثل الملصقات أو الحلوى، بل يتم تقدير المديح اللفظي، على الرغم من إنه من المهم التأكد من إعطائه باعتدال، والمفتاح هو إنه يجب تعليم الأطفال الاستمتاع والبحث عن مشاعر السعادة والفخر التي تأتي مع تعلم شيء جديد أو إكمال مهمة.

التأكيد على المهارات الحياتية

حتى الأطفال الصغار قادرون على الاقتراب من المنزل، فمن خلال تعليمهم الاعتناء بأنفسهم وبالفضاء المحيط بهم في سن مبكرة، سوف يتم القيام بإعداد الطفل ليكون راشداً مراعياً وقادراً فيما بعد، وهذا يعني أنه بصفة المرء أحد الوالدين، قد يضطر إلى التوقف وأخذ الوقت الكافي لتعليم الطفل كيفية مسح الطاولة بشكل صحيح بعد الوجبة أو أي خزانة لوضع أكوابهم فيها، لكن عقولهم شديدة الامتصاص لدرجة أنها تفوز، وسوف يستغرق الأمر وقتًا طويلاً قبل أن يتمكنوا من القيام بذلك بشكل مستقل.

وتذكر أن يتم تطابق مهامهم مع أعمارهم وقدراتهم، على سبيل المثال الأطفال الصغار قادرون تمامًا على تعلم ري النباتات وإطعام الحيوانات الأليفة ومسح الطاولة بعد الوجبة والتقاط ألعابهم، ويمكن للأطفال الأكبر سنًا دمج مهام أكثر تعقيدًا في روتين حياتهم، مثل إخراج القمامة وإعداد الوجبات وصيانة المنزل الأساسية، ويمكن أيضًا جعلهم يعلمون الأطفال الصغار في المنزل أيضًا.

تعليم التركيز

لا يعتقد الكثير من البالغين أن الأطفال الصغار يمكنهم التركيز، وصحيح أن الأطفال لا يمكنهم التركيز على شيء ما في نفس الفترة الزمنية مثل البالغين، ولكن وفقًا لطريقة تفكير منتسوري فهذه مهارة يمكن البدء في تنميتها في الطفل عندما يكون صغيراً، ويمكن القيام بذلك عن طريق تحديد ما يهتمون به وإعدادهم بالمواد والمساحة التي يحتاجون إليها لاستكشافها بشكل أكثر شمولاً.

دور الوالدين عند تحضير بيئة طفل منتسوري في المنزل

بمجرد أن يتم البدء في دمج مبادئ منتسوري في بيئة المنزل، سيضعها الطفل موضع التنفيذ، ومن الضروري أن يفهم الوالدين دورهم هنا وأن يعرفوا كيف يمكن للطفل أن يبدأ التعلم، وقد يرغبون في تقديم إرشادات كافية فقط مع إعطاء الطفل الفرصة للنمو بشكل أكثر استقلالية.

تتمثل إحدى الخطوات الأولى في ملاحظة ما يفعله الطفل والتكيف وفقًا لذلك، وملاحظة كيف يتكيف الطفل مع هذا الإعداد الجديد، وهل لديهم خيارات كثيرة جدًا أم قليلة جدًا للأنشطة؟ ومحاولة أخذ بعضًا منها بعيدًا أو أضافة المزيد بما يتناسب مع مستوى راحتهم إذا بدا عليهم الإرهاق أو الملل من مجموعة الخيارات، وسيظهر فضولهم الطبيعي بمجرد تواجدهم في بيئة مناسبة، خاصةً عندما يكون لديهم إمكانية الوصول إلى المواد التعليمية التي تعكس اهتماماتهم.

وهناك حاجة أيضًا إلى أن يصمم الوالدين للطفل باستمرار كيف يمكنه ممارسة مهارات الحياة الواقعية، خاصة للأطفال الأصغر سنًا، كما يجب القيام بنشاط منزلي مثل غسل الأطباق أو تنظيف الألعاب لتوضيح كيفية القيام بذلك، ومساعدتهم على التدرب على القيام بذلك، وهذا قد يستغرق عدة محاولات قبل أن يكون الطفل مستعدًا للقيام بالمهمة بمفرده، خاصةً عند نمذجة وممارسة الأنشطة مع الأطفال الصغار.

ويُعَدّ النظام والاتساق أفضل لمساعدة الأطفال الرضع والأطفال الصغار على التكيف مع روتين أو بيئة جديدة، لذا لابد من ملاحظة إنه قد ينتهي بهم الأمر إلى إظهار نشاط ما عدة مرات أو قد يكرر الطفل مهمة عدة مرات حتى يشعر وكأنه انتهي منه، ولا تعني هذه الإجراءات بالضرورة أن يكونوا عالقين في مهمة معينة أو يسيء فهمها، بل إنهم ببساطة بدأوا يتعرفون على المهمة.

وعندما يتعلم الطفل كيفية أداء هذه الإجراءات ويصبح مرتاحًا للقيام بالمهام بمفرده، يجب على الوالدين أن يكونوا متواجدين لإرشادهم عند الحاجة، ولكن تجنب التدخل في عملهم أو إعطاء تعليمات محددة أثناء وقت التعلم، ووقت العمل غير المنقطع ضروري لبناء التركيز والاستقلالية.

كما هو الحال مع مثال خزانة الملابس الموسمية، يمكن تجربة تهيئة البيئة مسبقًا لتسهيل إجراءات معينة بدلاً من إخبار الطفل مباشرة بما يجب القيام به، وعندما يجد الطفل متعلقاته باستمرار في مكان معين، فسوف يتعلم وضع هذه العناصر في نفس المكان أثناء وقت التنظيف دون أن يُطلب منه القيام بذلك، ويتيح إنشاء تلك البيئة المقصودة تشجيع النظافة والنظام دون الحاجة دائمًا إلى إعطاء التعليمات.

بالإضافة إلى ذلك تذكر إنه يمكن أخذ أفكار منتسوري خارج المنزل وفي الأماكن الخارجية الرائعة لمنح الطفل المزيد من الحرية في كيفية تفاعله مع العالم.

وتُعَد الأنشطة الخارجية طريقة ممتازة أخرى لتكون حاضرًا بشكل كامل مع الطفل، والتواصل معه بشكل فعال والاستماع إلى احتياجاته، ويتمثل جزء كبير من طريقة منتسوري في الاستماع بنشاط إلى الطفل واحترام اختياراته واحتياجاته، مما يخلق علاقة من الاحترام المتبادل بين الوالدين والطفل.

وفي النهاية تشير ماريا منتسوري إلى إنه يمكن تحضير بيئة طفل منتسوري في المنزل من خلال تجهيز أفضل بيئة تعليمية للطفل والتركيز على التحفيز الداخلي وليس المكافآت وتعليم التركيز والتأكيد على المهارات الحياتية.


شارك المقالة: