كيفية تعليم طفل الروضة التنظيم

اقرأ في هذا المقال


تعتبر عمليّة تعليم طفل الروضة كيفية تنظيم الأشياء الخاصة به، هو استثمار كبير في المراحل القادمة من حياة الطفل، وتعليم الطفل كيف يكون منظَّماً بشكل جيد ليست مهمة سهلة، حيث تختلف نظرة الأهل عن نظرة الطفل في عمليّة التنظيم، لهذا السبب من المهم أن يتم تعليم الطفل معنى المسؤوليّة.

دور الأهل في تعليم طفل الروضة التنظيم:

إنَّ الهدف الذي يطمح الأهل بالوصول إليه هو تعليم الطفل الحفاظ على تنظيم غرفته، وأن يتحول هذا إلى عادة يستخدمها في وقت لاحق من الحياة، وبعبارة أخرى، يجب أن لا تبدو غرفته دائما مثل أرض المعركة، وأن لا يترك أشياءه في جميع أنحاء المنزل مُلقاة على الأرض،ومع ذلك لا يُمكن للأهل أن يُحققوا هذا الهدف من خلال العقوبات، ولا حتى في وقتٍ قياسي، سيكون عليهم استخدام الصّبر كأداة للوصول إلى ذلك الهدف.

كما من المفيد أيضاً أن يقوم الأهل بمساعدة الطفل، حيث إذا كان الطفل يرى بأنَّ الأهل يقومون بمساعدته في التقاط ألعابه، فقد يُحفّزه ذلك أيضاً، هذا ينطبق أيضاً على ملابسهم، الأحذية، الدراجات، الكتب، وأقلام التلوين، وبهذه الطريقة سوف يبدأ طفل الروضة في التعوّد على حقيقة أنَّ الأشياء يجب أن توضع مرة أخرى في مكانها بعد استخدامها، ومع ذلك، لا يجب على الأهل القيام بكل العمل من أجل طفلهم، ولكي يتم تبنِّي هذه العادة من التنظيم سيكون على الأهل أن يُصبحوا المثل الأعلى لطفلهم، ممَّا يُسهِّل على الطفل اكتساب هذه العادة.

أساليب تعليم طفل الروضة التنظيم:

مع بداية مرحلة الروضة، سيبدأ الطفل في تطوير شخصيّته، لذلك فهو يحتاج إلى التعلُّم عن طريق القدوة والتعزيز ومن خلال الألعاب، ويوجد العديد من الأساليب التي تساعد في تعليم طفل الروضة التنظيم نذكر منها:

جعل التنظيم تحدياً:

يستطيع الأهل استخدام أسلوب التحدي في تعليم الطفل التنظيم، ومن سيكون قادراً على التقاط المزيد من الأشياء في دقيقة واحدة، فإذا كان الطفل يشعر وكأنَّه في سباق مع الزمن مع الأهل، هذا بالتأكيد سوف يحفّزه لالتقاط معظم الأشياء الخاصة به.

تحديد مكان مناسب لتنظيم الأشياء الخاصة بالطفل:

إذا كان طفل الروضة يمتلك غرفة خاصة به، فيجب على الأهل توفير مساحة للتخزين بحيث توضع فيها الأشياء الخاصة بالطفل من ألعاب وكتب وأقلام، كما يُمكن للأهل صنع خزانة على شكل مربعات، بحيث يكون كل مربع مخصص لنوع محدد من الأشياء، والتي يستطيع الطفل الوصول إليها، أمّا إذا كانت غرفة الطفل مشتركة، فمن الجيد أن يكون لديه زاوية معيّنة، حيث تحتوي على مقتنيات الطفل، على سبيل المثال يُمكن أن يكون هناك زاوية للألعاب، وأخرى للكتب والأوراق والأقلام، وهكذا.

جعل المساحة جذّابة:

إذا كان لدى طفل الروضة رُف في غرفته، يستطيع الأهل الرسم أو الإشارة إليه بوضوح لشدّ انتباه الطفل لمكان وضع الأشياء، حيث يُمكن رسم صورة قلم؛ ليعرف الطفل بأنَّ هذا المكان مُخصص لوضع الأقلام، وكذلك الأمر فيما يخصُّ الكتب، بهذه الطريقة سوف يكون الطفل قادراً على التعرف بسهولة على المكان الذي يجب أن يوضع فيه كل غرض من أغراضه، يجب أن تكون الألعاب التي يستخدمها الطفل بكثرة في متناول يديه، وبهذه الطريقة عندما يريد اللعب بها، لا يضطرُّ لإخراج كل شيء من صناديقه من أجل العثورعليها.

جعل التنظيم أسهل قليلاً بالنسبة للطفل:

إذا كانت هناك غرفة أخرى في المنزل اعتاد طفل الروضة اللعب فيها، فيُمكن للأهل إنشاء مساحة أخرى في تلك الغرفة، حيث يمكن للطفل تخزين ألعابه فيها، وبهذه الطريقة لن تكون ألعاب الطفل مُلقاة في جميع أنحاء المنزل، لأنَّها ستكون موجودة في مكان محدد من البيت، إنَّ تعليم طفل الروضة أسلوب التنظيم، يتطلَّب تشجيعه على التخلي عن الأشياء التي لا يستخدمها، كما يُمكن إخبار الطفل بأنَّه يوجد العديد من الأماكن التي تقبل الملابس والألعاب المستعملة، وليس عليه رمي الأشياء المستعملة في القمامة.

إيجاد جو من الاسترخاء:

يتطلَّب من الأهل أن يحاولوا رؤية الأشياء من خلال عيون الطفل، ويجب أن يتذكَّروا بأنّه في عملية مستمرة من التعلم والتطور، حيث يتميّز الطفل في هذه المرحلة بمستوى عالي من الفضول، لهذا السّبب من الطبيعي أن يلهو بكل ما يجده أمامه، كما يجب السّماح للطفل بأن يُصبح لديه بيئته الخاصة، حيث تحدث الفوضى في بعض الأحيان، ولكن ينبغي أن يُسمح له بالحريّة الكاملة، وخصوصاً أذا قام بعمليّة المشاركة في الترتيب بعد الانتهاء من اللعب.

فوائد تعليم طفل الروضة أن يكون منظماً:

يمكن أن يفقد الأهل صبرهم بسهولة تامة عندما يتعلق الأمر بالفوضى التي يُحدثها الطفل، إنَّ تعليم الطفل أن يكون مُنظماً يستغرق وقتاً وجهداً، ولكن الأمر يستحق ذلك؛ نظراً لجميع الفوائد التي يجلبها، فهو يُساهم في جَعْل الطفل أن يكون مُنظّماً في الداخل والخارج على حد سواء، كما سيُصبح الطفل قادراً على وضع أغراضه وألعابه في مكانها المحدد.

كما يرتبط التنظيم بعادات أخرى جيّدة مثل عادة النظافة، بالإضافة إلى ذلك إنّ هذه العادات تُعِدُّ الطفل للمراحل القادمة بشكل أفضل، ولكن يجب أن يتذكر الأهل دائماً بأنَّ تعليم الطفل يسير جنباً إلى جنب مع القيادة بالقدوة، هذا الأسلوب له تأثير أكبر إذا رأى الطفل بأنَّ الاهل يفعلون ما يخبرونه له، فإذا كان الأهل القدوة الجيّدة، فسوف يتعلم الطفل بالتأكيد كيفية الاهتمام بأشيائه الخاصة، والطريقة الصحيحة لتنظيمها.

المصدر: قضايا معاصرة في تربية طفل ما قبل المدرسة، د. رافدة الحريري- 2013استراتيجيات تربوية في رعاية الأطفال، وفيق صفوت مختاردليل الأسرة لتنمية قدرات طفل الروضة، د. موسى نجيب موسى- 2016


شارك المقالة: