تكافح كل أم مع مسألة ما إذا كانت تقوم بعمل جيّد بما فيه الكفاية في تربية أطفالها وتعاملها معهم، فمن الطبيعي القلق بشأن أطفالنا وكلّما ارتكب أحدهم خطأ ما، نسأل أنفسنا إذا فعلنا أي شيء للتسبب في السلوك الخاطئ الذي قاموا به في تلك الأوقات، وقد نجد أنفسنا نتساءل، “هل أنا أم جيدة؟”.
كيف تكونين أم جيدة
الأمومة هي رحلة معقدة مليئة بالتحديات والفرح، والسعي لأن تكوني أمًا مثالية يمكن أن يكون هدفًا نبيلًا ولكنه في نفس الوقت مرهق، لا يوجد تعريف واحد للأم المثالية، ولكن هناك بعض المبادئ التي يمكن أن تساعدك في أن تكوني أفضل نسخة من نفسك كأم، يتطلب الأمر توازنًا بين العناية بأطفالك والاعتناء بنفسك أيضًا:
1. الحب والدعم غير المشروط
- التعبير عن الحب: من الضروري أن يشعر أطفالك بحبك غير المشروط. احتضنيهم، وعبري لهم عن مشاعرك بالكلمات والأفعال، وشاركيهم لحظات حياتهم.
- الدعم المستمر: كوني دائمًا بجانبهم في الأوقات الصعبة والسعيدة. دعيهم يعلمون أنك موجودة لدعمهم وتشجيعهم مهما كانت الظروف.
2. الاستماع الفعال
- الاستماع لأطفالك: كوني متاحة للاستماع إلى ما يقولونه دون إصدار أحكام. شجعيهم على التعبير عن أفكارهم ومشاعرهم بحرية.
- التواصل المفتوح: حافظي على قنوات التواصل مفتوحة مع أطفالك، اطرحي الأسئلة وكوني مهتمة بما يدور في حياتهم.
3. وضع الحدود والانضباط
- تحديد القواعد: ضعي قواعد واضحة ومتسقة تتعلق بالسلوك والتوقعات، هذا يساعد الأطفال على الشعور بالأمان والفهم لما هو متوقع منهم.
- التوجيه والانضباط: استخدمي أساليب الانضباط التي تعلم الأطفال الفرق بين الصواب والخطأ بطريقة إيجابية. تجنبي العقوبات القاسية وبدلاً من ذلك، استخدمي التوجيه والنصح.
4. تعزيز الاستقلالية
- تشجيع الاستقلال: ساعدي أطفالك على تعلم كيفية القيام ببعض المهام بأنفسهم، علميهم المهارات الحياتية المناسبة لأعمارهم وشجعيهم على اتخاذ قراراتهم الخاصة.
- دعم الثقة بالنفس: امنحيهم الفرصة للتجربة والخطأ، وكوني هناك لدعمهم عندما يحتاجون إلى ذلك.
5. الرعاية الذاتية
- الاهتمام بنفسك: لا تهملي نفسك في خضم الاهتمام بأسرتك. احرصي على تخصيص وقت لنفسك للراحة والاسترخاء والقيام بالأنشطة التي تحبينها.
- الحفاظ على التوازن: تذكري أن توازن الحياة الشخصية والمهنية والعائلية هو مفتاح الحفاظ على الصحة العقلية والجسدية.
6. التحلي بالصبر والمرونة
- الصبر: كوني صبورة مع أطفالك ومع نفسك. الأوقات الصعبة ستمر، والتحلي بالصبر يمكن أن يساعدك في التعامل مع التحديات بشكل أفضل.
- المرونة: كوني مستعدة لتغيير خططك وتوقعاتك عند الضرورة. الحياة مليئة بالمفاجآت، والمرونة تساعدك على التكيف بسهولة أكبر.
نصائح لتكوني أما مثالية
1- كوني متواجدة دائما: خصصي وقتًا يوميًا لقضائه مع أطفالك، سواء كان ذلك من خلال اللعب أو القراءة أو حتى الحديث البسيط عن يومهم.
2- كوني قدوة حسنة: الأطفال يتعلمون من تصرفاتك. كوني مثالًا إيجابيًا لهم من خلال التصرف بأخلاق جيدة والتعامل مع الآخرين بلطف واحترام.
3- قدري مشاعرهم: استمعي لمشاعر أطفالك وكوني متفهمة. ساعديهم على التعبير عن مشاعرهم بطريقة صحية ومفيدة.
4- دعيهم يستكشفون: امنحيهم الفرصة لاستكشاف العالم من حولهم وتجربة أشياء جديدة. شجعيهم على الاستقلالية واتخاذ قراراتهم الخاصة، مع تقديم الدعم عند الحاجة.
5- كوني صبورة: الصبر هو مفتاح التعامل مع التحديات اليومية للأمومة. حاولي التحكم في مشاعرك والتعامل بهدوء مع المواقف الصعبة.
6- تواصلي بفعالية: استخدمي لغة إيجابية وداعمة عند التحدث مع أطفالك. تأكدي من أنهم يشعرون بأنهم مهمون ومسموعون.
7- شجعي التعلم المستمر: عززي حب الاستطلاع والتعلم لديهم من خلال تقديم أنشطة تعليمية متنوعة ومشوقة.
8- اهتمي بصحتهم: تأكدي من توفير نظام غذائي صحي ومتوازن، والاهتمام بممارسة الرياضة والنوم الكافي لأطفالك.
9- التزمي بالانضباط الإيجابي: ضعي قواعد واضحة ومتسقة، واستخدمي التشجيع والتوجيه بدلاً من العقاب القاسي.
10- لا تنسي نفسك: اعتني بصحتك النفسية والجسدية. خذي وقتًا لنفسك للراحة والاسترخاء، ولا تترددي في طلب المساعدة عند الحاجة.
باتباع هذه النصائح، يمكنك تعزيز العلاقة مع أطفالك وتحقيق توازن صحي بين حياتك الأسرية والشخصية.
أن تكوني أمًا مثالية لا يعني السعي للكمال، بل يتعلق بمحاولة تقديم أفضل ما لديك لأطفالك، الحب، والدعم، والتوجيه، والرعاية الذاتية هي عناصر أساسية في هذه الرحلة، تذكري أن الأهم هو أن تكوني حاضرة ومهتمة، فكل أم فريدة من نوعها وتساهم بطرق مختلفة في حياة أطفالها.