اقرأ في هذا المقال
- إعداد المرشد النفسي وتدريبه
- كيف يتم إعداد المرشد النفسي ذهنيا
- كيف يتم تدريب المرشد النفسي وتأهيله لممارسة العملية الإرشادية
مهما كان علم الإرشاد النفسي علماً على غاية من الأهمية فلا يمكن أن يتمّ تحقيق هذا الأمر ما لم يستطع المرشد النفسي إثبات ذلك، ويتم هذا الأمر من خلال العلم والمعرفة والقدرة على إقناع الآخرين بأهمية علم الإرشاد النفسي، كما وأن طريقة العرض التي يقوم بها المسترشد من أهم الأساليب التي تجعل من علم الإرشاد النفس علماً رائجاً ذو أهمية قصوى لدى الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات أو مشاكل نفسية تتعلّق بالشخصية والذات.
إعداد المرشد النفسي وتدريبه
من الطبيعي أن الإرشاد النفسي علم يقوم بصورة أساسية على مجموعة من المرشدين النفسيين الذين يتواصلون مع المسترشدين بعدّة صور، لعلّ أبرزها المقابلات الإرشادية والاختبارات وغيرها من الوسائل الإرشادية التي تسهّل على المسترشد التخلّص من المشكلة الإرشادية، وهذا الأمر بطبيعة الحال لا يتمّ من خلال تعيين مرشد نفسي بصورة مباشرة وأن يقوم بمباشرة أعماله الإرشادية دون أن يملك أدنى خبرة في هذا المجال، فالعمل الإرشادي يحتاج إلى أشخاص مؤهلين ومدرّبين وقادرين على التعامل مع كافة الأطياف النفسية والشخصية وعلى مختلف الميادين.
كيف يتم إعداد المرشد النفسي ذهنيا
يتمّ إعداد المرشد النفسي من خلال إخضاعه لعدد من الدورات التدريبية والتأهيلية الخاصة بالتعامل مع كافة أنماط الشخصية، كما ويتم دمج المرشد النفسي مع مختلف الفئات العمرية وعلة مختلف الثقافات ليتمكّن من التواصل مع المسترشدين بغضّ النظر عن ثقافتهم أو فئتهم العمرية، وهذا الأمر يحتاج إلى أوقات وساعات تدريب طويلة وإلى عدد من الاختبارات التي على المرشد النفسي أن يجتازها دون أن يقع في أخطاء في الإرشاد النفسي.
المرشد النفسي يتمّ إعداده ذهنياً ونفسياً وحتّى يتمّ الاهتمام في لغته المنطوقة وغير المنطوقة ومدى قدرته على إرسال المعلومة أو استقبالها، فالعملية الإرشادية عملية ذات خصائص لا يجوز أن يخوضها كلّ من أراد ذلك، فهي تضبط السلوك وتهذّبه بطريقة تجعل من المرشد النفسي نموذجاً حيّاً ومخلّصاً يعتمد عليه.
إعداد المرشد النفسي يتمّ من خلال مختصين في مجال الإرشاد النفسي ولا يتمّ في هذا الصدد مجاملة أحد على حساب آخر أو غضّ النظر عن أخطاء لا يمكن تجاوزها، فالأساس في العمل الإرشادي هو القانون والمبدأ، ولا يمكن أن يكون المرشد النفسي شخصاً مادياً، فعمله ينبع من جانب إنساني بحت يهدف إلى خدمة المجتمعات ومعالجة المشاكل الإرشادية بأفضل صورة ممكنة.
كيف يتم تدريب المرشد النفسي وتأهيله لممارسة العملية الإرشادية
يتمّ تدريب المرشد النفسي كيف يمكن له أن يكون جذاباً، وكيف يكون حضوره هو الأكثر تأثيراً من بين جميع الأشخاص الذين يعرفهم المسترشد، وكيف يمكن له أن يتنبأ بالمستقبل ويعرف طبيعة شخصية المسترشد من خلال الاستنتاجات التي يقوم باستخلاصها من قبل المسترشد بحيث يكون مفاجئاً بالسنبة له ومقنعاً أكثر، فالمرشد النفسي يتمتّع بشخصية القائد ويتم تدريبه على هذا الأمر وكيف له أن يمسك بزمام الأمور ويتحكّم في العملية الإرشادية بطريقة وأسلوب ذكي.
المرشد النفسي في طبيعة الحال هو شخص يمتاز بالذكاء وبعد النظر والقدرة على التمييز بين الأمور الصحيحة والخاطئة، وهو شخص يمكن لجميع من هم حوله أن يثقون به، ولا يمكن له أن يفشي في سرّ أحدهم أو يدلي بمعلومات ذات طابع خاص تضرّ بمصلحة المسترشد، وهذا الأمر يمكن للمرشد أن يتدرب عليه علماً لأنه من سماته الشخصية في طبيعة الحال، كما وأنّ لغة جسده تشير إلى قدرته على التوافق ما بين ما هو ملفوظ ومنطوق بحيث لا يمكن أن تكذب أعضاءه ما يتفوّه به لسانه، فهو شخص يتمتّع بالقدرة على تحديد وكشف المشكلات وتقييمها وإيجاد الحلول المنطقية التي تسهّل على المسترشد التخلّص منها.
قبل أن يبدأ المرشد النفسي العمل في الإرشاد النفسي كمختص يقوم بمرافقة العديد من أمهر المختصين في هذا المجال، وبعد ذلك يتمّ تقييمه من قبل العديد من اللجان الخاصة بالعملية الإرشادية، ويتم كشف قدراته ومعرفة مدى المعلومات التي يملكها فيما يخصّ العملية الإرشادية، وكم من الخطط الاستراتيجية يمكن له أن يستخدم عندما يقابل أحد المسترشدين.
كما وأنّ سلوكه نموذجي يخلو تماماً من الأخطاء التي يرتكبها الأشخاص العاديون، ولا يمكن أن يقوم هذا النوع من الأشخاص في أخطاء بدائية تتعلّق بالمكاسب الشخصية أو بناء العلاقات التي تخالف العملية الإرشادية، فهم يدركون تماماً أنّ كرامة المهنة أمر لا يمكن التلاعب به أو الاقتراب منه.