كيف يتم تحديد المشكلة في الإرشاد النفسي؟

اقرأ في هذا المقال


كيف يتم تحديد المشكلة في الإرشاد النفسي؟

لا يصبح المرشد ماهراً في عمله وبارعاً في إيجاد الحلول للمشاكل الإرشادية ما لم يتشكّل لديه يقين مسبق بوجود مشاكل إرشادية تحتاج إلى الحلول، وهذا الأمر ينطبق بصورة مماثلة على المسترشدين فما لم تتشكّل لديهم قناعة حقيقية بوجود مشكلة يجب أن يتمّ عرضها على المختصين من أجل إيجاد الحلول المناسبة، لن يكون هناك عملية إرشادية صحيحة، وهذا الشرط ينطبق على جميع المرشدين والمسترشدين على اختلاف ثقافتهم وطبيعتهم وبيئتهم.

مرحلة تحديد المشكلة في العملية الإرشادية في الإرشاد النفسي:

بعد أن يتمّ وضع القواعد الأساسية التي من شأنها تحديد بعض الغايات من العملية الإرشادية، والاستعداد التام من قبل المرشد والمسترشد في البدء بالعملية الإرشادية، ومعرفة كلّ طرف منهم ما يترتّب عليه من واجبات وحقوق، تبدأ عملية التعارف وبناء الثقة وصولا إلى قبول كلا الطرفين بالشروط والبدء بالعملية الإرشادية، ولكنّ مرحلة تحديد المشكلة تعتبر من أبرز مراحل العملية الإرشادية، فإن لم يتمّ التوافق ما بين طرفي العملية الإرشادية على تحديد مشكلة نفسية معيّنة لن يتم البدء بخطوات العملية الإرشادية بصورة صحيحة.

ما الفائدة من تحديد المشكلة في سير العملية الإرشادية؟

إنّ قدرة المرشد على كشف المشكلة ومعرفتها بصورة حقيقية بعيداً عن التوقعات والتكهنات التي لا تمسّ الواقع، تسهّل من سرعة البدء بالعملية الإرشادية وبالتالي قدرة المرشد على إثبات وجهة نظره، التي توصّل إليها بناء على المعلومات والحقائق التي أثبتتها المقابلات والأدوات والاختبارات التي تمّ تطبيقها على المسترشد، ولا بدّ وأن يكون المسترشد على قناعة تامة بأنّه بالفعل يعاني من تلك المشكلة، وأنها هي من سبّبت له تغيّر في شخصيته وفي حياته وعلاقاته مع المجتمع، وإن لم يتمّ إقناع المسترشد بذلك فسيكون من الصعب جدّاً البدء بالعملية الإرشادية، وسيحتاج المرشد وقتها المزيد من الوثائق والحقائق والمزيد من الجلسات ولاختبارات التي تثبت حقيقة المشكلة التي قام بكشفها للمسترشد.

بعد أن يتمّ تحديد المشكلة وإقناع المسترشد بها، لا بدّ وأن يقوم المرشد النفسي بالتركيز على هذه المشكلة وإعطائها اهتمام أكبر من القضايا والمشاكل الأخرى، وعرض الأمثلة والوقائع التي تعمل على معالجتها بصورة دقيقة وتتوافق مع حجمها، وعندما يتمّ تحديد المشكلة يكون قد توصّل المرشد النفسي الخبير إلى نصف الحل، وتحديد المشكلة من أساسيات العمل الإرشادي النفسي.


شارك المقالة: