يعيش الكثير من أفراد المجتمع فيما يسمّى بالصراع الداخلي أو مشاكل نفسية داخلية لا يمكن لأحد الاطلاع عليها أو ملاحظتها ما لم يكن قريباً إلى حدّ كبير، وهذا الصراع ما بين الفكر وضدّه يكاد يهوي بصاحبه إلى كثير من التداعيات السلبية الخاصة بالشخصية، حيث يشكّل هذا الصراع مشاكل نفسية لا يمكن حصرها بدءً بالخمول الفكري وعدم القدرة على الإنجاز ووصولاً إلى قتل النفس والانتحار، وكره كل ما هو محيط بالذات وعدم الثقة بأحد، ويعتبر الإرشاد النفسي أحد الحلول التي من الممكن أن تعالج هذه المشكلة بصورة جذرية.
كيفية علاج مشكلة الصراع الداخلي من خلال العملية الإرشادية
1. الإيمان المطلق بوجود مشكلة تحتاج إلى حل
يمرّ العديد من الأفراد بمشاكل نفسية عميقة ولكنّه يعتقد بانها أمراً طبيعي يمرّ في كلّ واحد فينا وأن عليه أن يتعايش مع هذا الأمر، ولكن مع مرور الوقت تبدأ الأمور في التفاقم وتبدأ المشكلة بالازدياد ويبدأ الفرد بفقدان الثقة بنفسه وفقدان التركيز بما هو حوله، ليجد نفسه في نهاية المطاف عاجزاً سلبي غير قادر على الإنتاج معزول عن المجتمع، ولعلّ الحل يكمن في العملية الإرشادية وكيفية مجاراتها لمشكلة الصراعات الداخلية التي هي في الأساس مشاكل نفسية لا ترقى إلى حدود المشكلة، حيث يبدأ الحل من إيمان المسترشد المطلق بوجود مشكلة إرشادية تحتاج إلى حلّ من خلال الخضوع للعملية الإرشادية.
2. الثقة بالنفس والإيمان بالتغيير
إنّ مقدار الثقة التي نحتاجها لتستمر بنا الحياة في مسارها الصحيح ليست بالأمر السهل، حيث أن إيمان المسترشد بالتغيير وضرورة التخلّص من الوساوس والصراعات الداخلية هي جزء كبير من الحل، فعندما يدرك المسترشد أن طريقة تفكيره القديمة ومشاكله النفسية التي استمرت منذ سنوات لا تزيد الأمر إلا سوءً وتعقيداً وأن الحلّ يكمن في تجاوز هذه الصراعات والبدء بمرحلة حياتية جديدة تؤمن بالتغيير والتطور.
3. البحث عن بدائل وأساليب تفكير جديدة
عادة ما يحاول العقل البحث عن معلومات جديدة يقوم بتوظيفها من أجل البدء بمراحل فكرية وأساليب جديدة، ولكن الصراعات الداخلية عادة ما تحاول منع هذا الأمر ليبقى العقل مزدحماً بالأفكار القديمة التي لا فائدة منها، ولكن عندما يؤمن المسترشد بضرورة التغيير وأنّه بحاجة إلى تغيير ديناميكية الأسلوب والحركة وطريقة التفكير يبدأ وقتها التغيير بصورة أكثر وضوحاً وشمولية، وتبدأ الصراعات الداخلية التي يعاني منها المسترشد بالتلاشي.